تقرير: بعض أنهار أوروبا تنخفض إلى مستويات لم تشهدها منذ قرون

تقرير: بعض أنهار أوروبا تنخفض إلى مستويات لم تشهدها منذ قرون
جفاف بعض أنهار أوروبا

سجل عدد من الأنهار والبحيرات في قارة أوروبا تراجعا ملحوظا في مناسيب المياه، خلال الأسابيع الأخيرة نتيجة الجفاف، وهو ما لم يحدث في هذه القارة منذ قرون.

وأوضحت قناة "فرانس 24" الإخبارية -في تقرير نشرته نسختُها الإنجليزية السبت- أن هذا الانخفاض أدى إلى كشف "الكنوز المغمورة بالمياه" وبعض المخاطر غير المرغوب فيها أيضاً.

ونوهت القناة إلى أن إسبانيا تعاني "أسوأ موجة جفاف منذ عقود"، وأدى انحسار المياه في إحدى مناطق الأنهار بها إلى "ظهور دائرة حجرية من عصور ما قبل التاريخ أطلق عليها اسم (ستونهنج الإسبانية)، وقد أبرز علماء الآثار سعادة بهذا الظهور".

وتضيف القناة أن "الدائرة الحجرية التي تعرف رسمياً باسم (دولمين أوف جوادالبيرا- Dolmen of Guadalperal)، وهي في الوقت الراهن قد كُشف عنها بشكل كامل في أحد أركان خزان (Valdecanas) بمقاطعة كاسيريس وسط إسبانيا، حيث تقول السلطات إن مستوى المياه قد انخفض هناك إلى 28% من سعته".

وفي ألمانيا، ذكرت القناة أنه "أعيد إحياء ذكريات موجات الجفاف الماضية في ألمانيا من خلال عودة ظهور ما يسمى بـ(أحجار الجوع) على طول نهر الراين، وأصبح العديد من هذه الأحجار مرئية على طول ضفاف أكبر نهر في ألمانيا خلال الأسابيع الأخيرة".

لفتت القناة إلى أن البعض يرى أن ظهور هذه الأحجار مرة أخرى "على أنه تحذير وتذكير بالمصاعب التي واجهها الناس خلال فترات الجفاف السابقة".

وتابعت القناة قائلة إنه وفي الوقت نفسه، تنخفض مياه نهر الدانوب، وهو أحد الأنهار الكبرى الأخرى في أوروبا، وذلك إلى أحد أدنى مستوياته منذ ما يقرب من قرن نتيجة للجفاف، مما كشف عن هياكل أكثر من 20 سفينة حربية ألمانية كانت قد غرقت خلال الحرب العالمية الثانية بالقرب من ميناء براهوفو الصربي.

تغيرات مناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول المفاجئة والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية