الصراع على ثروات القطب الشمالي يشتعل.. و48 مدينة ساحلية تغرق أسرع من غيرها

الصراع على ثروات القطب الشمالي يشتعل.. و48 مدينة ساحلية تغرق أسرع من غيرها

 

في الوقت الذي يتزايد فيه اهتمام الباحثين والدول بمقاومة التغيرات المناخية يقترب الخطر أكثر، من تلك المخاطر إذابة القطب الشمالي التي تتسبب في غرق مدن ساحلية حدد العلماء 48 منها تغرق بمعدل أكثر من غيرها.

الخطر لا يقف عند حد محو مدن بأكملها، ولكنه أيضًا يمتد ليشمل صراعاً محتملاً على ثروات القطبين الجليديين الشمالي والجنوبي حال ذوبانهما.

وفقًا لتقارير صحفية، وجد فريق من الباحثين في جامعة نانيانغ التكنولوجية بسنغافورة، يعملون مع مجموعة في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أدلة تظهر أن أجزاء من المدن الساحلية الكبرى باتت تغرق بشكل أسرع نتيجة لارتفاع مستوى البحر.

الفريق البحثي، أشار في ورقته العلمية المنشورة في مجلة Nature Sustainability، إلى قيامه باستخدام الرادار القائم على الأقمار الصناعية لقياس درجة هبوط الأرض في 48 من أكبر المدن في العالم.

أظهرت الأبحاث السابقة أن الاحتباس الحراري يؤدي إلى ذوبان الجليد في جميع أنحاء العالم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر، وهذه الزيادة في مستويات سطح البحر هي مصدر قلق كبير للمدن والبلدات التي تقع على أطراف السواحل المائية، لكن العديد من المدن -وفق الدراسة- باتت تواجه أيضًا مشكلة أخرى تتمثل في هبوط الأرض، حيث تغرق الأرض بسبب إزالة المياه الجوفية أو الغاز وانضغاط الأرض من الوزن الهائل للمباني الموجودة فوقها. 

ولاحظ الباحثون أن ارتفاع مستويات سطح البحر مع غرق الأراضي يمكن أن يؤدي إلى مشكلات كبيرة للمدن الساحلية في السنوات القليلة المقبلة، ولمعرفة المزيد حول مدى عمق المشكلة، تمكن الباحثون من الوصول إلى بيانات الرادار وتحليلها من أقمار ناسا الصناعية التي تقيس ارتفاع الأرض في جميع أنحاء العالم. 

 إجمالاً، قام الباحثون بقياس هبوط الأرض في 48 مدينة من أكبر المدن في العالم على مدار الأعوام من 2014 إلى 2020، ووجدوا أن جميع المدن التي درسوها تقريبًا كانت تعاني درجة معينة من هبوط الأرض، وفي 44 منها، كانت بعض المناطق تغرق بمعدل أسرع بسبب ارتفاع البحر. وأظهرت الأبحاث السابقة أن مستويات سطح البحر ترتفع بنحو 3.7 ملم كل سنة.

 لكن الباحثين وجدوا في دراستهم أن بعض أجزاء هذه المدن تشهد غرقًا للأراضي بمعدل يصل إلى 20 ملم لكل سنة، وكان متوسط معدل الغرق لمدينة هو تشي مينه الفيتنامية، على سبيل المثال، 16.2 ملم لكل سنة، حسب ما توصلت الدراسة، كما ألقى الباحثون نظرة فاحصة على بعض المدن، مثل ريو دي جانيرو البرازيلية، ووجدوا أن ما يقرب من 2 كيلومتر مربع من الأرض داخل حدود المدينة ستكون تحت الماء بحلول عام 2030 إذا لم يتم اتخاذ تدابير لكبح ارتفاع البحر.

في الوقت ذاته، حذر الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، مؤخرًا من التعزيز العسكري الروسي في القطب الشمالي واهتمام الصين المتزايد بهذا الجزء من العالم.   

وقال إن روسيا أنشأت قيادة جديدة للقطب الشمالي وفتحت المئات من المواقع العسكرية الجديدة والعائدة للحقبة السوفيتية السابقة في القطب الشمالي، بما في ذلك مطارات وموانئ في المياه العميقة.

"جسور بوست"، ناقشت الأزمة مع خبراء للوقوف على تداعياتها، وما قد يشعله ذوبان القطبين الجليديين من صراعات بين الدول.

مكاسب اقتصادية وصراع محتمل

قال الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، رشاد عبده: "إن ما تستهدفه روسيا من تلك الخطوة هو الثروات الطبيعية من غاز ونفط ويورانيوم وغيرها، ولذلك هي تعمد إلى استثمارها، ومن ناحية أخرى هي ترغب في إثبات وجودها العسكري في تلك المنطقة، ولا مانع لديها من مشاركة الجانب الصيني خاصة بعد نشوب الحرب الروسية الأوكرانية حيث ظهر تعاون وتفاهم روسي صيني كبير".  

وتابع: في تصريح لـ"جسور بوست": ستساهم الصين في تخفيف الأعباء المادية على الدب الروسي بتمويلها جزءا من ذلك المشروع مقابل نسبة، تجمعهما المصالح، كذلك للأمر جانب عسكري، حيث إنها أقرب نقطة تصل منها الصواريخ الروسية إلى أمريكا، إلا أن الجانب الأكبر المستهدف من تلك الخطوة هو الجانب الاقتصادي".

                             الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، رشاد عبده

 

مفترق الطرق 

وقال الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات والأبحاث الاقتصادية، خالد الشافعي: "إن التغيرات المناخية يجد أثرها العالم، وقد رأينا موجة الجفاف وكيف تأثرت بها الدول، وبالطبع لتلك التغيرات أثر كبير على القطب الشمالي وانهيار الجليد، بما فيه الطريق الواصل بين روسيا والصين، ووجود قواعد عسكرية لروسيا بهذه المناطق بهدف السيطرة على جزء كبير من العالم، بخلاف عدم إمكانية التجسس على ما تقوم به في تلك المنطقة البعيدة من العالم، بخلاف وفرة الثروات الطبيعية في تلك المنطقة الممتدة من القطب الشمالي إلى كندا ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، من الذي يسيطر وتكون له الأولوية". 

                                            الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات والأبحاث الاقتصادية، خالد الشافعي

وتساءل الخبير الاقتصادي: "العالم إلى أين، إلى مفترق الطرق ومزيد من التوترات والأحداث الساخنة على المستوى السياسي، بينما يقبل العالم اقتصاديا على أوضاع صعبة، خاصة بعد نشوب الحرب الروسية-الأوكرانية وما سببته من معاناة لكثير من الدول والأسر والأفراد تباعًا، بالإضافة إلى التغيرات المناخية، حيث رصدت دراسة حديثة الخسائر المادية للعالم وتكلفتها 23 تريليون دولار بسبب التغيرات المناخية".


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية