بعد مطالبة والدة طفل التوحد بتوقيع العقوبة.. الحبس أو الغرامة في انتظار رونالدو

بعد مطالبة والدة طفل التوحد بتوقيع العقوبة.. الحبس أو الغرامة في انتظار رونالدو
كريستيانو رونالدو

 

يتغاضى مشاهير الفن ولاعبي كرة القدم عن حالتهم النفسية والمزاجية لنيل رضاء الجماهير، إلا أنهم وعلى اعتبار كونهم بشر عاديون تسوء أمزجتهم يفرحون ويحزنون، فانهم يفشلون في فعل ذلك دائمًا، مما يتسبب في خسائر قد تصل إلى حد توقيع العقوبات عليهم باختلاف أنواعها.

من ذلك قصة كريستيانو رونالدو، نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي، الذي حطم هاتف طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة قبل أشهر، ووجهت له رابطة كرة القدم اتهام "ارتكاب تصرف غير لائق"، على خلفية رميه وتحطيمه هاتفا من يد طفل مشجع أثناء مباراة "الشياطين الحمر" مع إيفرتون أثناء الدوري الممتاز في إبريل الماضي. 

 وقالت الأم لصحيفة "ميرور" البريطانية: "دعونا نأمل أن يحصل (رونالدو) أخيرا على العقوبة المناسبة".

وناشدت والدة الطفل جاكوب هاردينغ عبر وسائل الإعلام الرابطة إيقاع العقوبة المناسبة على رونالدو، على سلوكه غير المقبول. 

وكانت رابطة كرة القدم الإنجليزية، اتهمت رونالدو بـأن "سلوكه غير مقبول"، وذكرت أن ابنها، وهو من مشجعي إيفرتون، لا يزال يعاني من جراء الحادثة.

وتلقى رونالدو تحذيرا من الشرطة البريطانية في أغسطس الماضي، بعدما حققت معه بسبب اتهامه بالاعتداء ووقوع ضرر جنائي بعد الواقعة في ملعب غوديسون بارك يوم 9 إبريل الماضي. 

وأظهر مقطع فيديو انتشر على الإنترنت رونالدو يبدو فيه وهو يلقي هاتفا محمولا لأحد المشجعين على الأرض، بينما سار نحو نفق بعد هزيمة مانشستر يونايتد بهدف مقابل لا شيء أمام إيفرتون. 

وبموجب القانون البريطاني، التحذير ضروري من جانب الشرطة في الجرائم الصغيرة، في حال اعترف الشخص بالتهمة. 

وبعد الحادثة، أصدر رونالدو اعتذارا نشره على منصات التواصل الاجتماعي عن "نوبة غضبه"، لكن يبدو أن ذلك الاعتذار لم يغلق صفحة القضية.

"جسور بوست"، ناقشت الأزمة مع متخصصين.

لاعب الكرة إنسان أيضاً!

قال استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز: "إن التوحد مرض نفسي في صورة اجتماعية، أشبه ما يكون بشخص داخل غرفة زجاجية يراه ونراه ولكن لا نستطيع التعامل معه، لكنه غير مؤذٍ، يهاب الناس ويبتعد عنهم، وبالنسبة للطفل محل النقاش ليس مريض توحد، وإنما يحمل صفات توحدية لأنه لو كان كذلك لأهاب رونالدو، ومشكلتنا مع مشاهير الفن والكرة أننا نعاملهم على أنهم طوال الوقت مستعدون لالتقاط الصور وللابتسام في وجوهنا؛ هم بشر مثلنا يمرون بأوقات صعبة ومزاجية ولحظات فرح وأخرى حزن، ربما تكون لديه مشكلات اجتماعية، وربما رفض التقاط الصور في هذا الوقت".

وتابع استشاري الطب النفسي، لاعب الكرة إنسان ربما يمر هو الآخر بضغط نفسي، ورونالدو ذاته التقطت عدسات الكاميرات صورًا له وهو يمازح أطفالا من ذوي الاحتياجات الخاصة، لقد حدث معي موقف مشابه مع الرئيس السادات، حينما أردت السلام عليه فضربني مخبر على رأسي فنهره السادات وسلم عليًّ ولم يترك الأمر بداخلي عقدة وتعاملت مع الموقف، في حالة الطفل، والدته تعاملت باحترافية ودعمته وكذلك فعل الإعلام.

                                                                   

الحبس أو الغرامة المالية في انتظار رونالدو

وعلق أستاذ القانون الجنائي، مصطفى السعداوي على المشكلة بقوله: "إن ممارسة الألعاب الرياضية من الوارد فيها حدوث الإيذاء والإتلاف ولكنها مقننة بشروط، أولها أن تكون الواقعة مدة التسعين دقيقة المحددة لممارسة النشاط الرياضي، فلو أن لاعباً كسر للاعب آخر قدمه أثناء تلك الفترة الزمنية لا يعاقب جنائيا، لكن بعد صافرة الحكم يعاقب، والشرط الثاني أن يكون داخل المكان الذي يقام فيه النشاط الرياضي "الملعب"، وعليه إذا توافر في فعل رونالدو أحد الشرطين؛ أخذَ التليفون وأتلفه وأحدث ضررًا للطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة داخل الملعب أو في وقت المباراة، فحينها سيخضع للتجريم ولا ضمانات لإعفائه من المسؤولية الجنائية".

                                                                          

واستطرد، العامل النفسي ليس من شأني كقانوني، كان يمكنه الرفض، المشكلة تدخل في ما يسمى بالجرائم الرياضية، ويختلف إذا كان عمدا أو خطأ، ففي جريمة الإتلاف أحتاج إلى قصد جنائي عام وليس قصد الإتلاف، والعقوبة تكون الحبس على حسب قانون الدولة، وقد تصل إلى غرامة مالية، ومن حق الأم الإصرار على أخذ حق ابنها، فقد كان من الممكن للأم عمل رد فعل عنيف على ما فعله رونالدو، لكنها فضلت اللجوء إلى القانون لنيل حقها، ولا مزايدة على ذلك.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية