أستاذ علوم سياسية لـ«جسور بوست»: جهود الجزائر للمصالحة تلقى قبولاً جماعياً من الفصائل الفلسطينية

أستاذ علوم سياسية لـ«جسور بوست»: جهود الجزائر للمصالحة تلقى قبولاً جماعياً من الفصائل الفلسطينية
الباحث والأكاديمي الجزائري حَسني عبيدي

قال الباحث والأكاديمي الجزائري حَسني عبيدي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن بلاده بدأت جهود الوساطة بين الفصائل الفلسطينية منذ فترة طويلة، لكن معوقات داخل البيت الفلسطيني حالت دون إنجاحها.

وقبل أشهر، أطلقت الجزائر مساعي وساطة للمصالحة بين مختلف الفصائل الفلسطينية في الأسبوع الأول من أكتوبر الجاري، تمهيدًا لمؤتمر يسبق القمة العربية المقررة بالبلاد.

وفي 19 سبتمبر الماضي، وصل وفد من حركة "فتح" برئاسة نائب رئيس الحركة محمود العالول إلى الجزائر، غداة وصول وفد من حركة "حماس" برئاسة خليل الحية رئيس مكتبها للعلاقات العربية والإسلامية.

وأوضح عبيدي في تصريح لـ"جسور بوست" أنه مع "عودة الاستقرار السياسي للجزائر عقب رحيل الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة (1999- 2019) استعادت الدبلوماسية والسياسة الخارجية نشاطها وحيويتها".

وأضاف: "الملف الفلسطيني يحظى بأهمية كبيرة لدى السلطات الجزائرية، حيث تعتبره أحد العناوين الرئيسية للقمة العربية التي تحتضنها البلاد في مطلع نوفمبر المقبل".

وتابع: "أبقت الجزائر التواصل مع جميع القيادات الفلسطينية داخل وخارج منظمة التحرير الفلسطينية، واستنفرت دبلوماسيتها للتحضير لاجتماعات تمهيدية في الجزائر، وفي رام الله وما زال التواصل مستمرا".

ومؤخرا أعلن السفير الفلسطيني لدى الجزائر فايز أبوعيطة، مشاركة 13 فصيلًا تابعًا لمنظمة التحرير الفلسطينية، إضافة إلى حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي في جولة الحوار الفلسطينية التي ترعاها الجزائر.

وقال أبوعيطة، إن اللقاء سيبحث ملف المصالحة وإنهاء الانقسام المستمر منذ عام 2007، معربا عن تطلعه إلى وصول بلاده إلى صيغة توافقية لوضع حد لهذا الانقسام والبدء في صفحة الوحدة الوطنية.

وبشأن احتمالات نجاح الجهود الجزائرية، قال حسني عبيدي: "هناك قبول جماعي وغير مشروط لدى جميع القيادات الفلسطينية للوصول إلى صيغة مقبولة في الجزائر لإنهاء الفرقة والانقسام".

وتقييما لجهود بعض الدول العربية في المصالحة الفلسطينية، أوضح عبيدي أن بلاده "تؤمن بعدم جدوى احتكار للقضية الفلسطينية وعدم اقتصار مسار المصالحة على دولة واحدة".

كما تعتقد الجزائر أيضا أن "جميع المحاولات السابقة أثبتت محدوديتها، ما يستدعي البحث عن مقاربة جديدة تكمل الجهود المبذولة من قبل دول أخرى خاصة مصر"، وفق رأيه.

ومنذ أكثر من 10 سنوات، تبذل مصر جهودا شبه متواصلة لإيجاد آليات متوازنة لتطبيق ملف المصالحة بين الضفة الغربية وقطاع غزة في الأراضي الفلسطينية الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.

وأوضح عبيدي أن "الظرفية الإقليمية والدولية الحالية، وتراجع مركزية القضية الفلسطينية في العالم، وإقامة بعض الدول علاقات رسمية مع إسرائيل، جميعها عوامل تضفي على الوساطة الجزائرية صبغة الحل الأخير".

ومضى مفسرا: "وساطة الجزائر تأتي في لحظة حاسمة، لتجنب نفور الشارع الفلسطيني والعربي من القيادات الفلسطينية وتحميلها المسؤولية بشأن ما آلت إليه القضية الفلسطينية".

وأكد أن "المواقف الفلسطينية متباعدة وأحيانا مرتبطة بمواقف دول إقليمية لا ترغب في نهاية الخلاف الذي يخدم مصالحها، كما أن غياب أية آلية للمتابعة من قبل الجامعة العربية يعيق جهود الوساطة للمصالحة الوطنية".

واكتفت الجامعة العربية بالترحيب بجهود الجزائر الرامية إلى لمّ الشمل الفلسطيني، إذ قال مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، إن "هذه الجهود هي المدخل الحقيقي لعمل عربي أكثر فعالية ونجاعة".

وبخصوص القمة المقبلة، أكد عبيدي أن بلاده "ترغب في أن تكون القمة العربية في نوفمبر المقبل، فرصة ذهبية لإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة عربيا ودوليا".

وتابع: "أرادت الجزائر أيضا استباق موعد القمة بلقاء فلسطيني فلسطيني لتعطي زخما عربيا لجهود المصالحة الوطنية، وإيصال رسالة مفادها أن الدعم العربي المنشود يمر كذلك عبر توحيد الصف الفلسطيني حول احترام الشرعية والابتعاد عن الانقسام".

وتحتضن الجزائر الدورة الـ31 لقمة جامعة الدول العربية خلال يومي 1 و2 نوفمبر المقبل، لمناقشة العديد من الملفات الإقليمية المرتبطة بالأوضاع في فلسطين والعراق ولبنان وليبيا.

ومنذ سنوات، عُقدت العديد من اللقاءات والاجتماعات بين الفصائل الفلسطينية، في عدة دول أبرزها مصر، من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، لرأب صدع استمر طول 15 عاما.

ومنذ صيف عام2007، تعاني الساحة الفلسطينية انقساما سياسيا وجغرافيا، حيث تسيطر "حماس" على قطاع غزة، في حين تدار الضفة الغربية من طرف الحكومة الفلسطينية التي شكلتها "فتح".

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية