تخصيص 154 مليون يورو لمساعدة لبنان على التكيف مع النزوح السوري

تخصيص 154 مليون يورو لمساعدة لبنان على التكيف مع النزوح السوري
النازحين السوريين في لبنان

 

كشف المفوض الأوروبي لشؤون الجوار والتوسع، أوليفر فارهيلي، أن الاتحاد الأوروبي سيخصص 154 مليون يورو (نحو 152 مليوناً و252 ألف دولار أمريكي) للبنان هذا العام لمساعدته على التكيف مع النزوح السوري، مؤكدًا امتنان أوروبا للجهد الكبير الذي بذله لبنان عبر استضافته لاجئين.

جاء ذلك في تصريحات له عقب لقائه مع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون بقصر الرئاسة ببعبدا، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وأوضح فارهيلي أن أوروبا ستواصل تقديم المساعدات في السنوات المقبلة طالما أن هذه الأزمة قائمة، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي لديه قواعد واضحة يجب اتباعها في ملف عودة اللاجئين السوريين، مشيرًا إلى أن أبرز القواعد أن تكون طوعية، وكريمة وآمنة. 

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يرى أن الأولوية القصوى في لبنان الآن هي لاعتماد الإصلاحات الاقتصادية والمتعلقة بالحوكمة التي طال انتظارها من خلال برنامج كامل ومتكامل مع صندوق النقد الدولي.

وأكد أن أوروبا في حاجة إلى التزام قاطع وواضح ببرنامج خاص بصندوق النقد، معبرًا عن ثقة الاتحاد الأوروبي في أن هذا البرنامج يمكن أن يحدث تغييرًا في لبنان لمصلحة الشعب اللبناني ولمصلحة الاقتصاد.

وشدد على استعداد الاتحاد الأوروبي لزيادة المساعدات للبنان بمجرد توقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لإثبات الالتزام تجاهه، مشيرًا إلى ضرورة العمل على صعيد مجلس النواب وعلى صعيد الحكومة من أجل الموافقة على الاتفاق.

وأوضح المفوض الأوروبي لشؤون الجوار والتوسع، أن الاتحاد الأوروبي سيرفع من قيمة مساعدته للبنان هذه السنة بقيمة 75 مليون يورو (نحو 74,123,625.00 دولار أمريكي) لمساعدة الشعب اللبناني للمساهمة في إرساء الحوكمة الرشيدة وتعزيز مؤسسات الدولة ومختلف الأطراف المعنية بهذه العملية، كما سيتم تخصيص 25 مليون يورو (نحو 24,714,669.00 دولار أمريكي) للمساعدة في التخفيف من الأزمة الناتجة عن ارتفاع أسعار الغذاء، مشيرًا إلى أن أوروبا ستساعد لبنان في إنتاج كميات أكبر من الغذاء، بالإضافة إلى زيادة دعم الفئات الضعيفة والتي تعجز عن تأمين سبل العيش اليومية لأسرها.

وقال فارهيلي: “لا نريد أن نساعد فقط من خلال مبالغ مالية بل أيضاً من خلال مساعدات عينية، وهذا يعني تقديم مساعدات مباشرة إلى الشعب اللبناني وهكذا أيضًا نعزز دعمنا ووجودنا”.

وأشار إلى أن الشعب اللبناني يستحق أن يعلم حقيقة ما حصل في المصرف المركزي والمصارف التجارية، وحقيقة انفجار ميناء بيروت، مؤكدًا أنه يتعين على مجلس النواب انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.

وأضاف أن مساعدات الاتحاد الأوروبي للشعب اللبناني لم تكن أبدا مشروطة، ولكن من المستحيل تقديم المساعدة إن لم تكن هناك حكومة تستقبل هذه المساعدة، وإن لم تكن هناك دولة لتوزيعها، مشيرا إلى الحاجة إلى رئيس للجمهورية والى حكومة، مشددا على أنه مع وجود رئيس وحكومة فإن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم المزيد، ومبالغ إضافية على الـ75 مليون يورو.

يشهد لبنان تفاقماً كبيراً في الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية إلى جانب أزمته السياسية القائمة في لبنان، بعد الانفجار المزدوج الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، الناجم عن تفجير مئات الأطنان من المواد شديدة الانفجار المخزنة في المرفأ، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 6000 بجروح جسدية وآخرين بضائقة نفسية وتشريد، كما تضررت منازل أكثر من 300 ألف شخص.

ويرى الخبراء أن لبنان تحول من بلد متوسط الدخل إلى منخفض الدخل لعدة أسباب، منها السياسة المالية والنقدية المتبعة منذ التسعينيات التي أثبتت أنها كارثية، بجانب سعر الصرف الثابت والفوائد المرتفعة والعجز المالي رغم تنبيهات صندوق النقد الدولي. 

ومع اندلاع الحرب السورية في عام 2011 أغلقت نافذة لبنان إلى الشرق، ما كبد لبنان خسائر مالية واقتصادية كبيرة، كما استقبل موجات من النازحين السوريين الذين يبحثون عن الأمان والفرص الاقتصادية وهو ما زاد من حدة الأزمة الإنسانية التي تعيشها البلاد.

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية