«خلل نفسي».. خبراء يحللون تصرفات سيدة تكتب يومياتها على قبر زوجها المتوفى

«خلل نفسي».. خبراء يحللون تصرفات سيدة تكتب يومياتها على قبر زوجها المتوفى
سيدة تكتب يومياتها على قبر زوجها المتوفي

لا تملّ ولا تكلّ، مع كل شمس جديدة تحمل أحزانها على قلبها وتذهب إلى قبره بين حين وآخر، تكتب كل ما يجول بخاطرها وفي حياتها اليومية.

مروة، سيدة مصرية توفي عنها زوجها وأصبحت في نظر كثيرين عنوانًا للوفاء، بينما كان لخبراء الطب النفسي رأي آخر فيما تفعله السيدة يوميا.

انتشرت قصة مروة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، من خلال مجموعة من الصور لرسائل تسطرها على قبر زوجها بعد وفاته بفترة، حيث اعتادت تدوين يومياتها وما تفعله على قبر زوجها، كما كانت تستأذنه للخروج، كما اعتادت أن تفعل وهو على قيد الحياة، إضافة إلى حرصها على زيارته يوميا، بعد وفاته بـ100 يوم.   

في رسائلها، تارة تتحدث مروة عن اليأس والانتحار، وأخرى تكتب عن وجع البعد تقول: "وجع بعادك بيزيد مش بيقل ولسه مستنياك"، تحدثه عن تحركاتها: "أستأذنك هروح النهارده الوكالة رغم إني تعبانة".

في الظهور الأول عبر الميديا قالت مروة، إن زوجها وائل كان إنسانا خلوقا ومتدينا، وإنه لم يتسبب في مُضايقتها طوال حياتهما معا.

وأشارت إلى أن زوجها مات بمرض القلب، وهو في مدينة أخرى بعيدا عنها، وهي تحتسبه عند الله من الشهداء، ولهذا هو ما زال حيًا عند الله، ومن ثم تحرص على استئذانه في كل شيء، وتقول له كل شيء كما كانت تفعل وهو حي.

وتابعت: "كان بارا بأهلي كأنهم أهله بالضبط، وأنا فقدت المجتمع كله والناس كلها لما فقدت وائل زوجي.. كان نِعم الزوج والأخ والعشيق والجار، وكان بالنسبة لي كل شيء".

"جسور بوست"، ناقشت دلالة الفعل مع متخصصين.

وفاء.. وربما شعور بالذنب

عقب الاستشاري النفسي، جمال فرويز بقوله: "إن بداية الحديث عن اضطرابات ما بعد الصدمة كان عام 1906 عندما انفجر "بار"، مات فيه الكثيرون، ومن نجا بدأ في المعاناة من كوابيس واضطراب النوم، وفي الحرب العالمية الأولى اشتكى بعض الجنود من نفس الأعراض وقلق ما بعد الحرب".

وفي عام 1945 وفي الحرب العالمية الثانية حدث نفس الأمر، وفي دراسة لي في التسعينيات وبعد 20 سنة من حرب أكتوبر كمتابعة، وجدت أن الجنود عانوا نفس الأمر من اضطرابات نوم وغذاء وصداع ورعشة في الأطراف وضربات قلب سريعة وتعب جسماني ونفسي، وقد يصل الأمر إلى حد التبول اللاإرادي.

وتابع، هذه السيدة قد تكون تعاني من صدمة شديدة، وقد تكون تعاني من إنكار الحدث التابع للصدمة، كالسيدة التي توفي ابنها في حرب 67 كانت كل يوم خميس وهو ميعاد إجازته تنتظره وتعد له الغداء ولا يأتي، ولا تمل هي من تكرار الأمر، وربما كانت تظهر الوفاء الشديد لزوجها كعملية تعويضية أو شعور بالذنب تجاهه.

الاستشاري النفسي، جمال فرويز

إنكار وحزن

وقالت أخصائية علم النفس الإكلينكي، آية حسين: "إن حالة الحزن التابعة للفقد لها مراحل، مدتها تتوقف على قدرة تحمل الشخص، وأول مرحلة هي الإنكار ويمكننا أن نقول إن تلك السيدة ما زالت في المرحلة الأولى للحزن، بدليل كتابتها يومياتها كما لو كانت تتكلم معه وكأنه لم يمت، وأحيانًا إذا طالت فترة الإنكار بحيث تعطل الحياة، يجب اللجوء للطبيب النفسي لتخطي الأزمة بسلام، وقد يلازم الفقد ما يسمى بـ"اضطراب ما بعد الصدمة"، إذا كانت الوفاة نتيجة حادث على سبيل المثال، ويحتاج إلى علاج ويتم تشخيصه بعد الإصابة بالصدمة بستة أشهر، وأعراض هذا الاضطراب الفلاشات، أي تذكر الحادثة بشكل مفاجئ ومتكرر، واضطراب النوم والكوابيس والانعزال.

أخصائية علم النفس الإكلينكي، آية حسين

وأكدت أخصائية علم النفس وجوب الذهاب إلى طبيب متى طالت مدة الإنكار أو اضطراب ما بعد الصدمة، وهناك مراكز تعطي جلسات بأسعار زهيدة أو مجانية يمكن الذهاب إليها، منها المركز الطبي التابع لجامعة عين شمس، وكذلك كلية الطب النفسي بالقصر العيني، وهناك مؤسسات مثل مرسال التي تقدم دعمًا، وغيرها من القنوات التي تقدم تلك الخدمات بتكلفة قليلة.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية