"شيرين عبد الوهاب".. مشروع فني يتعثر.. هل ينتظرها مصير مي زيادة؟

"شيرين عبد الوهاب".. مشروع فني يتعثر.. هل ينتظرها مصير مي زيادة؟
الفنانة شيرين عبدالوهاب

 

في مستشفى الطب النفسي لا يأتينا المرضى بل ضحاياهم، مقولة معبرة لـ"جودي بلانكو" عن الكثير من قضايا وأزمات المشاهير في العالم العربي من أصحاب الجماهيرية الواسعة.

في 17 أكتوبر 2022، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بأنباء احتجاز الفنانة والمطربة المصرية شيرين عبدالوهاب في مصحة للعلاج من الإدمان، بعدما اتهمتها عائلتها بالعودة لطليقها وتعاطي المخدرات رفقته. 

في اليوم نفسه، 17 أكتوبر من عام 1941 ماتت الأديبة اللبنانية مي زيادة في مستشفى المعادي العسكري بمصر عن عمر يُناهز 55 عامًا، بعد حياة قاسية تشابهت في نواحٍ كثيرة مع حياة الفنانة شيرين، كانت دائمة التعلق والتصديق لمشاعر الحب التي يصرح بها الطرف الآخر، وذلك ما دفعها للوقوع في العديد من الخيبات، والصدمات، وكانت بداية تلك الصدمات ونهايتها على يد الشخص الذي تربطها به صلة رحم ودم قبل علاقة الحب فهو ابن عمها، الذي خدعها واحتجزها في مستشفى الأمراض العقلية ليستولي على أموالها، بعد أن هجرها في صباها وتزوج بفرنسية، وكانت تلك الصدمة الأولى في حياة مي زيادة. 

اجتمع في شيرين نفس ألق وموهبة مي، ونفس الروح الحانية والمشاعر المتقدة، ونفس الظروف الحياتية المتأزمة.. فهل تجد شيرين عبدالوهاب المصير نفسه؟

                                                                                              مي زيادة

حياة متأزمة

بقدر امتلاك شيرين روحا مرهفة بقدر ما عانت في حياتها، وكانت الأشهر الماضية بشكل خاص حافلة بالتطورات بالنسبة للمطربة المصرية، بعد انفصالها عن زوجها المطرب والملحن حسام حبيب، بعد زواج لم يدم طويلاً (من إبريل 2018 وحتى ديسمبر 2021). 

وخرجت شيرين خلال تلك الفترة بتصريحات مثيرة للجدل، كشفت خلالها عن تفاصيل حياتهما الشخصية، وحجم الضغوطات التي ذكرت أنها تعرضت لها أثناء تلك الزيجة.   

وكالت المطربة المصرية الاتهامات لطليقها بشكل أثار جدلًا واسعًا، بعدها تحرك الطرفان قانونيًا من أجل مقاضاة بعضهما البعض بعد تصاعد تلك الاتهامات، وذلك قبل أن يتم الإعلان في 10 أكتوبر الجاري، عن الصلح بينهما، وإعلان شيرين -طبقًا لما ورد في بيان صادر عن محاميها- أنها تُكن كل الاحترام والتقدير لحسام حبيب، وتتنازل عن القضايا كافة التي كانت مثارة بينهما. 

 ولكن سرعان ما ظهرت أزمة جديدة بعد التصالح، ترددت أنباء عن عودة الثنائي من جديد، قبل أن يتكشف مزيد من ملامح الأزمة، مع دخول عبدالوهاب المستشفى، بزعم إصابتها بالرباط الصليبي، على إثر انزلاق قدمها، قبل أن يتم الكشف من قبل محاميها عن تعرضها للضرب من شقيقها. 

ومع تداول أنباء تعرض شيرين للضرب، وتأكيد حقيقة أنها ليست في مستشفى للعظام كما تم الإعلان في البداية، بل في مستشفى نفسي، خرج شقيق الفنانة ووالدتها في تصريحات إعلامية، تحدثا خلالها أن شيرين كانت رفقة طليقها حسام حبيب، يتعاطيان المخدرات داخل إحدى الشقق بمنطقة التجمع الخامس خلال الأيام الماضية، وأنه عمل على إنقاذها وأخذها للعلاج في أحد المستشفيات النفسية. 

وشدد شقيقها على أنه في بداية الأمر أعلن عن أنها تتلقى العلاج في مستشفى للعظام وليس في مصحة نفسية "حرصاً على اسمها"، موضحاً أنها تمر بظروف نفسية صعبة.

المشروع الفني الأهم عربياً

علق الكاتب الصحفي، أحمد شوقي على الأزمة بقوله، إن شيرين واحدة من أهم وأبرز العلامات الفنية في تاريخ الغناء في مصر، ويمكن أن نعتبرها امتدادا لجيل العظماء في الطرب المصري والعربي، موهبة استثنائية قلما يجود الزمن بها، ومكانتها في مصر والمنطقة العربية كبيرة وتستحق منها ومنا كمجتمع أن ندعم مشروعها الفني ونساعدها على تخطي العثرات التي واجهتها مؤخرا. 

وتابع شوقي في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، من المهم أن نضع جميعا في اعتبارنا أن شيرين إنسانة قبل أن تكون فنانة شهيرة وكل إنسان معرض لأزمات من هذا النوع، هذا ما يجب أن يتفهمه جمهورها جيدًا، كما يجب أن تتعامل وسائل الإعلام مع أزمة شيرين بقدر من المسؤولية تجاه واحدة من أهم رموز الفن في مصر والمنطقة، للأسف بعض المعالجات الإخبارية لأزمة شيرين الأخيرة لا تصح، وخارج حدود المهنة، وتضر بمشروع فني مصري يستحق ويستطيع أن يكون الأهم في الثلاثين سنة الأخيرة.

                                                                               الكاتب الصحفي، أحمد شوقي

وأكد شوقي ضرورة تدخل نقابة الموسيقيين وكبار المهنة في الوسط الغنائي والفني لاحتواء الأزمة ومساعدة شيرين على تخطيها، وشيرين لها أصدقاء كثر في الوسط الفني على حد علمي، لا بد أن يكون لهم دور في هذه الأزمة وفي الوقوف معها حتى تتخطاها بسلام، ومستقبلًا.. مهم أن تعي شيرين أنها ليست مجرد فنانة عادية، بل هي رمز كبير للفن المصري، يجب أن تتعامل مع نفسها من هذا المنطلق، على سبيل المثال، كان عبدالحليم يعتبر نفسه مؤسسة فنية وليس مجرد فنان عادي، والمقصود بالمؤسسة هنا يعني التخطيط المستمر طويل الأجل، ودراسة متأنية لكل خطوة في مشواره الفني، ونخب من المستشارين المحيطين به في كافة الأمور ذات الصلة، من اختيار المحتوى الفني وحتى التعامل مع وسائل الإعلام، ومتى وكيف يتكلم أو يصمت، والالتزام بقواعد صارمة في كل ما يخص تفاصيل حياته الشخصية وما يجب أن يقال للجمهور وما لا يصح أن يعلن. 

وأردف، يجب أن تتحول شيرين من مجرد مطربة شهيرة إلى مؤسسة من هذا النوع، وأن تسلم نفسها طواعية لهذه المؤسسة وتلتزم تماما بخطتها وأهدافها، هذا لا يقلل منها أبدًا، فأي موهبة في العالم تحتاج لإدارة واعية ومنضبطة، وفي ظني هذا فقط ما ينقص شيرين، فموهبتها لا مثيل لها، وجمهورها بالملايين من المحيط للخليج.

حالة فنية

بدورها علقت الناقدة الفنية والممثلة، هويدا الحسن، قائلة إن شيرين ليست مجرد مطربة تتمتع بصوت قوي، بل هي حالة فنية متكاملة انتظرتها مصر على مدى عقود منذ وفاة أم كلثوم، ومن الصعوبة اجتماع الموهبة مع الإحساس المرهف والكاريزما، لكنها اجتمعت جميعها في شيرين، كذلك فإن إجماع الجمهور المصري والعربي على موهبة ليس بالأمر السهل أو الهين، وهذا ما حدث مع شرين عبدالوهاب التي ارتبطنا بها منذ ظهورها الأول ما يقرب من عشرين عامًا، أي على مدى عقدين كاملين.

                                                                     الناقدة الفنية والممثلة، هويدا الحسن

وتابعت الناقدة الفنية في أسى: من المحزن أن نرى هذا المشروع الفني المتكامل ينهار تحت وطأة المشاكل الشخصية التي كثرت في الآونة الأخيرة وظهرت للعلن بشكل يقلل منها كفنانة، وأعتقد أن الأزمة الأخيرة بعد ما أعلن من قبل شقيقها ووالدتها هي الأصعب في حياتها، ولكني واثقة أنها ستعبر منها بخير وبدعم جمهورها العريض.

واستطردت، شيرين كمشروع فني لا ينقصها شيء ولكن عليها أن تعمل على بناء شخصيتها وتثقيف ذاتها بشكل أفضل لتحافظ على تلك الموهبة المتوهجة التي حباها الله بها مع تقديم الدعم والمساندة الكافية لتعود إلى صورتها الجميلة مرة أخرى.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية