بينما تحتفل الأمم المتحدة بمرور 70 عامًا على الجولات الإرشادية عبر مبناها الشهير، تحدث الزوجان إيلين ولورانس أندرسون حول كيفية تقاطع مسارات حياتهم في مركز الزوار، وكيف سيظل مبنى الأمم المتحدة يمهد الطريق لذكرى خاصة بهم.

إيلين مرشدة سياحية شابة تعمل في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، ولورانس يعمل مع أطفال معاقين في مستشفى قريب.

يتذكران.. جاء "لورنس" إلى الأمم المتحدة في جولة إرشادية مع مجموعة من الأطفال المعاقين من مستشفى بلفيو التي يعمل بها، وعرف أن "إيلين" هي المرشدة التي تم تكليفها بقيادة زيارتهم الخاصة، لأنها جيدة التعامل مع الأطفال.

لورانس وإيلين في مبنى الأمم المتحدة

يقول "لورانس"، كان أحد الأطفال، وهو صبي يدعى هيرمان، على كرسي متحرك آلي، وعندما فتحت أبواب المصعد، كان متحمسًا للغاية، لدرجة أنه انطلق بسرعة عالية في الممر، ركضت إيلين خلفه رغم ارتفاع "كعب" حذائها الذي يبلغ 4 بوصات، وكانت هنا الحادثة التي  حطمت الجليد بيني وبين إيلين.

أضاف لورنس وفق موقع "أخبار الأمم المتحدة"، أنه يتذكر أنه كان مفتونًا بمظهر إيلين وطريقتها، خاصة فيما يتعلق بطريقة تعاملها مع الأطفال، ومدى اهتمامها برفاهيتهم، وكيف أرادتهم أن يشعروا بالراحة، كما كان مفتونًا بمدى تفوقها كمرشدة سياحية للمجموعة، حيث أعادت تاريخ الأمم المتحدة إلى الحياة أثناء سفرهم عبر مقر الأمم المتحدة.

وبعد الجولة، أدت عدة مصادفات إلى لقاء ثانٍ بين الاثنين، وفي أحد الأيام أدركت "إيلين" أنها تستطيع مغادرة العمل مبكرًا، ووسط صخب الأشخاص الذين يغادرون المكان، طلب "لورانس" من "إيلين" الخروج في موعد.. قالت "إيلين" نعم على الفور.. البقية كما يقولون، هو "التاريخ". 

زواج لورانس وإيلين

تزوج "لورنس" و"إيلين" في 21 أكتوبر 1972، وانتهى الأمر بـ"إلين" للانضمام إلى فريق الدبلوماسية العالمية للولايات المتحدة، وواصل "لورانس" الحصول على درجة الماجستير في التربية الخاصة في جامعة نيويورك، وكرس نفسه لمساعدة الأطفال المعوقين.

يقول الاثنان.. مرت 50 عامًا في ومضة، وكان الأنسب للاحتفال بالذكرى الخمسين لزواجهما العودة إلى الأمم المتحدة في جولة احتفالية بصحبة مجموعة من مرشدين.

عند التعرف على جولات الأطفال، يفكر الزوجان، وهما الآن جدان، في اصطحاب حفيدتيهما في جولة في مقر الأمم المتحدة، حتى يتمكنا من فهم دور الأمم المتحدة منذ سن مبكرة.

ومع احتفال إيلين ولورانس بالذكرى الخمسين لزواجهما، يحتفل فريق الجولات الإرشادية في مقر الأمم المتحدة بعيده السبعين.

الذكرى الخمسين لزواج إيلين ولورانس

يذكر أنه تم افتتاح المبنى للجمهور في نوفمبر 1952، وعلى مدى 7 عقود، قام الزوار من جميع أنحاء العالم بجولة في مقر الأمم المتحدة، ما أتاح لهم الفرصة لرؤية وسماع والشعور بالدبلوماسية أثناء العمل، مع الإعجاب بالمجموعة الفريدة من الأعمال الفنية المعروضة في مقر الأمم المتحدة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، "لقد كان مرشدونا السياحيون متعددو اللغات وجه وصوت الأمم المتحدة لأكثر من 42 مليون زائر من جميع أنحاء العالم.. نحتفل بالذكرى السبعين لتأسيسهم ونكرم مهمتهم الحيوية المستمرة لتعزيز فهم العمل الأساسي للأمم المتحدة".

ويتم إجراء الجولة الإرشادية حاليًا بـ13 لغة، بواسطة فريق من المرشدين السياحيين من 17 دولة، وعلى مر العقود، تم ارتداء الملابس من قبل كبار المصممين، من إديث هيد وكريستيان ديور وبينيتون في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، إلى إيلي طاهاري من عام 2017 حتى الوقت الحاضر.

وللاحتفال بالذكرى السنوية السبعين، قامت خدمات الزوار، بمساعدة مرشدين سابقين، مؤخرًا بإعداد عرض أزياء يعرض الزي الرسمي الذي تم ارتداؤه خلال العقود السبعة، بالإضافة إلى ترتيب الملابس التقليدية.

وعُقدت مناقشة مائدة مستديرة حول تأثير تجربة الخدمة على حياتهم ومهنهم، مع مرشدين سابقين من جميع العقود السبعة، يُعرض حاليًا معرض عن تاريخ ودور المرشدين السياحيين بصفتهم "سفراء للجمهور" في ردهة الزوار في مقر الأمم المتحدة للاحتفال بالذكرى السنوية، كما أنه متوفر بتنسيق رقمي.

وأصدرت إدارة بريد الأمم المتحدة طابعًا تذكاريًا خاصًا لشرائه من محل الطوابع.

احتفالات الأمم المتحدة بالذكرى السبعين للإرشاد السياحي