إندبندنت: مليون أسرة في إنجلترا تواجه فقر الوقود عام 2023

إندبندنت: مليون أسرة في إنجلترا تواجه فقر الوقود عام 2023

كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في تقرير لها أن أكثر من مليون أسرة في إنجلترا ستعاني من فقر الوقود بحلول الربيع.

وأوضحت أن عدد الأسر التي لديها أطفال دون سن الخامسة والذين يعيشون في فقر الوقود سيرتفع من 860.000 إلى 1.050.000 عندما تبدأ التغييرات المعلنة في موازنة الخريف اعتبارًا من إبريل، وفقًا لتقديرات تحالف "إنهاء فقر الوقود" للجمعيات الخيرية.

ومن المقرر أن ترتفع فواتير الغاز والكهرباء مرة أخرى بعد أن كشف وزير الخزانة، جيريمي هانت، أن ضمان أسعار الطاقة سيرتفع في 1 إبريل، مما يرفع متوسط التكاليف السنوية من 2100 جنيه إسترليني إلى 3000 جنيه إسترليني.

وحذر التحالف، الذي يضم في عضويته منظمة إنقاذ الطفولة ومؤسسة جوزيف راونتري، من "أزمة إنسانية" ضارة بالصحة إذا اضطر عدد متزايد من العائلات إلى إيقاف التدفئة.

وأخبر الآباء صحيفة "الإندبندنت" عن الخيارات الصعبة التي يواجهونها بالفعل بين التدفئة أو تناول الطعام، بينما قال قادة المؤسسات الخيرية إن عددًا متزايدًا من الأطفال يذهبون إلى المدرسة في حالة من البرد والجوع.

وقال ويليام ماكجرانجان، مدير مؤسسة Dad’s House الخيرية للتصدي للأزمات: "يأتي آباء وأمهات كل يوم ويشكون من أنهم لم يتمكنوا من تشغيل التدفئة لعدة أيام، وأن أطفالهم يجلسون في المنزل وهم يرتدون سترات، ولا تقدم لهم وجبات ساخنة، وكيف أن هذا يدمر روحهم".

وقال التحالف إن نسبة الأسر في إنجلترا التي لديها أطفال صغار (أقل من 4 سنوات) والذين يعانون من فقر الوقود سترتفع من 35 في المائة إلى 42 في المائة اعتبارًا من 1 أبريل.

وأوضحت الصحيفة أنه يتم تعريف الأسرة على أنها تعاني من فقر الوقود إذا دفعتها الكمية المطلوبة لتدفئة منزلها إلى ما دون خط الفقر الرسمي، أي أقل من 60 في المئة من متوسط الدخل في المملكة المتحدة.

ارتفعت أسعار الطاقة في بريطانيا بصورة كبيرة خلال العام الحالي إثر قرار روسيا وقف تصدير الطاقة إلى الدول التي تساعد أوكرانيا في الحرب التي تشنها روسيا.

تداعيات الحرب وغلاء المعيشة

تشهد بريطانيا ودول أوروبا ارتفاع التضخم، حيث أعاقت الحرب الروسية في أوكرانيا إمدادات الطاقة والمواد الغذائية الأساسية مثل القمح.

وارتفعت الأسعار بالفعل قبل الحرب، حيث أدى التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كوفيد-19 إلى طلب قوي من المستهلكين.

دفعت أسوأ أزمة غلاء معيشة تشهدها بريطانيا منذ أجيال كثيراً من سكان برادفور في شمال إنجلترا نحو مركز لتوزيع المساعدات الغذائية لاستلام حصص توصف بأنها "إنقاذية"، فيما خرج آلاف المواطنين في وسط العاصمة البريطانية "لندن"، احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة.

وأدى ارتفاع أسعار الوقود إلى تفاقم أزمة كلفة المعيشة للأسر البريطانية، التي تعاني من ارتفاع فواتير الطاقة وأعلى معدل تضخم خلال 4 عقود.

وارتفعت أسعار الديزل في المملكة المتحدة بسبب قرار الدولة حظر شحنات الوقود من روسيا، وهو ما زاد من حالة الاستياء لدى شريحة كبيرة من فئات الشعب البريطاني التي لا يسمح دخلها بمواكبة التضخم وارتفاع الأسعار.

أزمة اقتصادية عالمية

تسببت تداعيات الجفاف وموجات الحر والوباء والحرب الروسية الأوكرانية في خلق أزمات اقتصادية عالمية في كل القطاعات وعلى رأسها الطاقة، وامتد ارتفاع تكلفة الطاقة وغلاء المعيشة والتضخم إلى كل ركن من أركان كوكب الأرض تقريبا.

ووضع قرار روسيا وقف ضخ الغاز إلى أجل غير مسمى، أوروبا أمام معضلة غير مسبوقة، ويُتوقع ارتفاع قيمة فواتير الطاقة في أوروبا بمقدار تريليوني يورو (نحو تريليونين و62 ملياراً و740 مليون دولار) بحلول أوائل العام المقبل 2023.

وضاعفت الحرب والعقوبات الاقتصادية وقرب بداية الشتاء، إضافة إلى استعمال موسكو للطاقة كأداة للضغط، من مخاوف الأوروبيين، وجعلت أسعار الغاز تصل لمستويات قياسية.

وفي ظل الأزمة، يستعد الاتحاد الأوروبي لاتخاذ قرار بشأن برنامج كبير لتوفير الطاقة، بما في ذلك حملة عامة لدعم أهدافه، وهو بحاجة أيضاً لتوضيح أنَّ الدول الأوروبية ستساعد بعضها من خلال مشاركة كميات الغاز القليلة التي ستكون متاحة.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية