أدان بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس، العجز العالمي عن إيجاد حلول مشتركة لمنع الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، قائلا إنها "لا تزال تسبب خسائر بشرية غير مقبولة يمكن تجنبها دائما"، بحسب ما ذكرت وكالة "آكي" الإيطالية.

جاء ذلك في رسالة إلى المشاركين في الدورة الثامنة لندوة "حوارات متوسطية"، التي ينظمها المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية (ISPI) بالتعاون مع وزارة الخارجية، في العاصمة الإيطالية روما.

وقال بابا الفاتيكان، إن "الهجرة ضرورية لرفاهية هذه المنطقة، لذلك لا يمكن إيقافها".

وأوضح البابا فرانسيس: "لذلك، فمن مصلحة جميع الأطراف إيجاد حل يشمل الجوانب المختلفة وينطوي على تقارب صحيح ومفيد للجميع، يضمن الكرامة الإنسان والازدهار المشترك".

وحض البابا على "استئناف ثقافة اللقاء التي استفدنا منها كثيرا، وهذا ليس في الماضي وحسب، وبالتالي يمكن إعادة بناء الشعور بالأخوة، والتطوير، بالإضافة إلى تعزيز علاقات اقتصادية صحيحة، وعلاقات إنسانية أيضا". 

ودعا البابا فرانسيس إلى "تعزيز العلاقات الإنسانية، بما فيها تلك التي تربطنا والمهاجرين أيضا".

الهجرة غير الشرعية

وتعد قضية الهجرة غير الشرعية واحدة من أبرز القضايا التي تؤرق المجتمع الدولي بشكل عام والأوروبيين بشكل خاص، وتعد إسبانيا وإيطاليا من نقاط الدخول الرئيسية إلى أوروبا للمهاجرين الذين ينطلقون من دول شمال إفريقيا، وخاصة من المغرب والجزائر وتونس وليبيا، حيث ارتفع عدد المغادرين بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية.

وتتوقع دول البحر المتوسط الواقعة على الطرق الرئيسية للهجرة إلى أوروبا، وصول أكثر من 150 ألف مهاجر إليها هذا العام في الوقت الذي تهدد فيه أزمات الأغذية الناجمة عن حرب أوكرانيا بموجة هجرة جديدة خاصة من إفريقيا والشرق الأوسط.

وطبقاً لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وصل بالفعل 36400 من طالبي اللجوء والمهاجرين إلى الدول الخمس؛ إيطاليا وإسبانيا واليونان وقبرص ومالطا هذا العام مقابل 123318 في عام 2021.

ومع ذلك ما زالت الأعداد الإجمالية أقل بكثير من مثيلتها في عام 2015 عندما وصل أكثر من مليون مهاجر إلى الدول الخمس فرارا من الفقر والصراعات في إفريقيا والشرق الأوسط.