محكمة هولندية تقضي بعدم كفاية أماكن إقامة طالبي اللجوء

محكمة هولندية تقضي بعدم كفاية أماكن إقامة طالبي اللجوء

قضت محكمة هولندية في مدينة لاهاي الهولندية، الثلاثاء، بأن أماكن الإقامة لطالبي اللجوء من غير الأوكرانيين في البلاد غير كافية.

وقال قاضٍ في لاهاي، إنه يتعين على الدولة أن تعامل الأشخاص الذين يصلون من دول أخرى كما تعامل لاجئي أوكرانيا، ورغم ذلك، تبين للمحكمة أيضا أنه لا يمكن إجبار الدولة على اتخاذ مزيد من التدابير على المدى القصير لأنه من المستحيل حاليا إيجاد المزيد من الأماكن في مراكز الاستقبال، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وأقامت الوكالة الهولندية لشؤون اللاجئين دعوى قضائية ضد الدولة بسبب الظروف في مراكز الاستقبال خلال فصل الصيف وقضت المحكمة لصالح الوكالة في جلسة الاستماع الأولى، ولكن الدولة استأنفت ضد القرار وقضت محكمة الاستئناف أيضا لصالح وكالة اللاجئين.

ووافقت على أن أماكن الإقامة لا تفي بالمعايير الدولية في هذا الشأن، لكنها أضافت أنه "ثبت أيضا، بما يكفي، أن هناك الآن عددا قليلا جدا من الأماكن في نظام الدولة بأكمله لاستيعاب الأشخاص وفقا للمعايير". 

يشار إلى أن آلاف يقيمون في مساكن جماعية مثل الصالات الرياضية، منذ شهور.

وجاء في قرار محكمة لاهاي المحلية (غرب) أن "الدولة ملزمة بالترحيب بطالبي اللجوء بكرامة"، وفقا للمعايير الدولية، والظروف الحالية "لا تفي بهذه المعايير".

ظروف استقبال غير إنسانية

وكان مركز “تير أبيل”، بالقرب من مدينة غرونينغن (شمال)، مركز الاستقبال الرئيسي في هولندا، قد شهد اكتظاظا غير مسبوق، أدى إلى أن ينام ما يصل إلى 700 شخص خارجه. 

وفي نهاية شهر أغسطس، أُعلن عن وفاة رضيع يبلغ من العمر ثلاثة أشهر في الصالة الرياضية داخل المركز، ما لفت الأنظار إلى ظروف الاستقبال هناك.

ووصف أطباء عملوا داخل المركز ظروف الاستقبال هناك بالسيئة، وقارنوها بظروف الاستقبال في مراكز اللاجئين على طول الحدود الأوروبية.

واستجابة لهذا الواقع، نشرت منظمة "أطباء بلا حدود"، للمرة الأولى في تاريخها، فريقاً قبالة مركز “تير أبيل”، معتبرة أن ظروف الاستقبال هناك "غير إنسانية".

الوصول للخدمات الأساسية

وبحسب الحكم، فإن الدولة مطالبة بتزويد أي أجنبي يأتي إلى مراكز الاستقبال بـ"مكان نوم مغطى وآمن وطعام وماء وإمكانية الوصول إلى مرافق صحية".

كما يجب على الحكومة الامتثال "على الفور، ما لم يكن هناك ارتفاع كبير وغير متوقع في تدفق الأجانب في المستقبل".

وأمرت المحكمة الدولة بضمان وصول المهاجرين الفوري إلى الرعاية الصحية اللازمة، وكذلك إبعاد بعض طالبي اللجوء المصنفين ضمن الفئات الأكثر ضعفا، بمن فيهم الأطفال، عن تلك المراكز.

وجاء في القرار القضائي وجوب تحديد "أقصر فترة زمنية معقولة" للمعايير الأخرى، بما في ذلك الحصول على سكن مزود ببنية تحتية صحية "كافية وعملية".

وأشاد رئيس "المجلس الهولندي للاجئين" فرانك كانديل، بـ"القرار الواضح والضروري"، مضيفا أنه "سنكون سعداء فقط عندما لا يضطر طالب اللجوء للنوم في خيمة أو صالة ألعاب رياضية أو صالة استقبال".

وتعد مشكلة تأمين أماكن كافية لاستقبال المهاجرين في هولندا ليست جديدة، خلال الصيف، رفعت منظمة "المجلس الهولندي للاجئين" قضية أمام المحاكم ضد الحكومة، بشأن ظروف استقبال المهاجرين وطالبي اللجوء في البلاد، وقضت المحكمة بأن شروط استقبال طالبي اللجوء في هولندا لا تفي بالمعايير الدولية، وأمرت الحكومة بالتحرك على الفور.

في وقت سابق، انتقدت مفوضة مجلس أوروبا لحقوق الإنسان، دنيا مياتوفيتش، الأوضاع التي يواجهها طالبو اللجوء في هولندا.. ومن بين ما انتقدته المفوضة عمليات التأجيل في توفير الإقامة وما وصفته بـ"الفارق الصارخ" في المعاملة المقدمة للأوكرانيين عن غيرهم من اللاجئين في سياسة تمييزية واضحة.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية