ملك هولندا يرحب باعتذار حكومته عن حقبة "العبودية" رافضاً التمييز والاستغلال

ملك هولندا يرحب باعتذار حكومته عن حقبة "العبودية" رافضاً التمييز والاستغلال
ملك هولندا فيليم-ألكسندر

رحّب ملك هولندا فيليم-ألكسندر في خطابه بمناسبة عيد الميلاد، باعتذار الحكومة هذا الأسبوع عن دور الدولة الهولندية في 250 عاما من العبودية، معتبرا أنّ ذلك يمثّل "بداية طريق طويل". 

وقال الملك فيليم-ألكسندر من قصر تن بوش في لاهاي: "لا أحد يتحمّل اليوم المسؤولية عن الأعمال غير الإنسانيّة التي لحقت بحياة أولئك الرجال والنساء والأطفال"، فيما تعتزم الحكومة التعاون مع أحفاد الضحايا في معالجة هذه المعاناة والتصدي لكل أشكال التمييز والاستغلال والظلم، وفق وكالة الأنباء الألمانية. 

وأضاف الملك في خطابه: “لكن من خلال مواجهة ماضينا المشترك بصدق والاعتراف بالعبودية جريمة ضد الإنسانية، فإننا نضع الأسس لمستقبل مشترك”، وتابع بالقول: "مستقبل نقف فيه ضدّ كلّ أشكال التمييز والاستغلال والظّلم المعاصرة".

ووعد فيليم ألكسندر بأن الموضوع "سيحظى باهتمام" أعضاء العائلة الملكيّة "في العام التذكاري القادم"، وأن يظلوا "معنيّين" به، وأردف: "اعتذار الحكومة هو بداية طريق طويل".

وأثار اختيار ديسمبر الجاري موعدًا للاعتذار جدلاً في هولندا وخارجها، فقد أرادت المنظمات المختصة في بحث تاريخ العبودية وإرثها أن يتم تقديم الاعتذار في الأول من يوليو، وهو التاريخ الذي يوافق 150 عامًا على انتهاء العبودية.

وخلال إلقائه بيان الحكومة في التاسع عشر من الشهر الجاري، قدم رئيس الوزراء الهولندي مارك روته اعتذاراً عن بلاده بسبب هذه الجرائم، وذلك بعد مضي نحو 150 عاما على الإنهاء الرسمي للعبودية في المستعمرات الهولندية، مشيراً إلى أن تداعيات هذه الجرائم لا يزال من الممكن الشعور بها حتى اليوم.

وأعربت رئيسة وزراء سان مارتن ورئيس سورينام عقب تقديم الاعتذار عن أسفهما لعدم وجود حوار من جانب هولندا، كما تم انتقاد عدم إعلان إجراءات ملموسة من جانب الحكومة في بعض المستعمرات السابقة، فيما طلب البعض تعويضات، ووعدت الحكومة بإقامة العديد من فعاليات إحياء الذكرى العام المقبل.

يُذكر أن العبودية ساهمت في تمويل "القرن الذهبي" الهولندي، وهي فترة ازدهار من خلال التجارة البحرية في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وقامت البلاد بالاتجار بنحو 600 ألف إفريقي خصوصا نحو أمريكا الجنوبية والكاريبي، وذلك قبل أن تنهي العبودية رسميا في مطلع يوليو 1863 لتكون من بين أواخر الدول الأوروبية التي تتخذ هذه الخطوة.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية