الولايات المتحدة: خسائر التغيرات المناخية في 2022 تجاوزت 165 مليار دولار

الولايات المتحدة: خسائر التغيرات المناخية في 2022 تجاوزت 165 مليار دولار

تسببت العواصف وحرائق الغابات والأعاصير وموجات الجفاف الشديدة في الولايات المتحدة في خسائر تجاوزت 165 مليار دولار خلال العام الماضي (2022)، مع "مفاقمة" تغير المناخ بعض الظواهر الجوية، وفق ما ذكر تقرير حكومي.

وقالت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة، إن البلاد شهدت 18 كارثة جوية في عام 2022، وكان إعصار إيان الأكثر كلفة إذ أسفر عن خسائر بلغت قيمتها 113 مليار دولار، وفق “فرانس برس”.

وقال المسؤول في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، ريتشارد سبينراد: "يتسبب تغير المناخ في حدوث المزيد من الظواهر الشديدة التي تسبب أضرارا كبيرة وغالبا ما تؤدي إلى أخطار متلاحقة مثل جفاف شديد وحرائق غابات مدمرة وفيضانات وانزلاقات تربة خطيرة".

ومع خسائر بلغت 165 مليار دولار، احتل عام 2022 المرتبة الثالثة في التكاليف الإجمالية للكوارث المناخية بعد عام 2017 (إعصارا هارفي وإيرما) وعام 2005 (إعصار كاترينا).

وأوضح التقرير أن هذه الأرقام لا تعكس الكلفة الإجمالية للكوارث المناخية في الولايات المتحدة العام الماضي، بل فقط تلك المرتبطة بالكوارث الكبرى، التي تسببت كل منها في أضرار تزيد على مليار دولار، مشيرا إلى أن الكوارث التي بلغت خسائرها مليار دولار شكلت نحو 85% من الأضرار الإجمالية الناجمة عن كل الكوارث المناخية المسجّلة في الولايات المتحدة عام 2022.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

دراسات وتحذيرات

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية