خلال 16 عاماً

جائزة زايد للاستدامة.. تاريخ من دعم الابتكارات والحلول التنموية بالعالم

جائزة زايد للاستدامة.. تاريخ من دعم الابتكارات والحلول التنموية بالعالم

بإرث من الإلهام والإنجازات، ترك الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل، منارة مشعة للمنطقة العربية بأسرها.  

وخلال مسيرة امتدت على مدى أكثر من أربعين عاماً، غرس الشيخ زايد قيم التسامح وروح الوحدة ‏والانتماء في دولة الإمارات، ليترك برحيله في عام 2004 إرثاً ثريا من الجهود الإنسانية.

ولاستكمال هذه الإنجازات التنموية والإنسانية، واصلت القيادة الحكيمة في دولة الإمارات النهل من ذلك الإرث والسير على نهج الشيخ زايد، في تشكيل ‏أجندة التنمية المستدامة على مستوى الإمارات وحول العالم.

والاثنين، شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وعدد من قادة الدول وممثليها، حفل افتتاح دورة عام 2023 من "أسبوع أبوظبي للاستدامة"، والذي ينعقد هذا العام خلال الفترة من 14- 19 يناير 2023.

وتعد جائزة زايد للاستدامة فخر الدولة كونها تعمل كجهة تهدف لترسيخ إرث زايد، والمضي قدماً في نشر ‏رؤيته الرامية إلى تعزيز جهود الاستدامة حول العالم.‏

و"زايد" جائزة عالمية رائدة في مجال الاستدامة تكرم من خلالها دولة الإمارات المؤسسات ‏الصغيرة والمتوسطة والمنظمات غير الربحية والمدارس العالمية؛ تقديراً لحلولهم المبتكرة في مجال ‏الاستدامة.‏

النشأة والتطور

تأسست جائزة زايد للاستدامة في عام 2008 تخليداً لإرث ورؤية الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ‏طيب الله ثراه، وجهوده في العمل الإنساني وتحقيق الاستدامة. 

وبلغ عدد الفائزين بهذه الجائزة، على مدى الـ14 عاماً الماضية، 96 فائزاً ساهموا جميعاً في إحداث تأثير إيجابي في حياة ما يزيد على ‏‏370 مليون شخص في العالم عن طريق تطبيق حلول مستدامة مؤثرة ومبتكرة وملهمة.

‏ومنذ تأسيسها كمبادرة طموحة تقودها القيادة الإماراتية لتشجيع التعاون العالمي ‏وابتكار حلول للطاقة المتجددة، لم يكل المسؤولون عن تطويرها لتصبح واحدة من أبرز الجوائز العالمية ‏التي تساهم في إحداث تأثير إيجابي مستدام في حياة الشعوب.‏

وأضافت الجائزة في السنوات العشر الأولى فئات، ووسّعت نطاق وصولها، من خلال تكريم عدد من ‏المبتكرين والرواد في مجال الطاقة المتجددة بمختلف أنحاء العالم.

ويهدف تطوير الجائزة، إلى توسيع آفاقها ومجالات تركيزها وتأثيرها الإيجابي الملموس، حيث تبنت استراتيجية جديدة في ‏عام 2018، تهدف إلى مواكبة ما يشهده قطاع الاستدامة العالمي من تغيير ‏أولوياته.

ولم تنحصر "زايد للاستدامة" على قطاع الطاقة، بل اختارت إدارة الجائزة تجسيد استراتيجية أرحب، بتكريم أصحاب الحلول المستدامة في العديد من المجالات والقطاعات.

‏وتكرم جائزة زايد للاستدامة المبدعين ضمن 5 فئات في مجالات الصحة ‏والغذاء والطاقة والمياه والمدارس الثانوية العالمية.

وتواكب أفرع الجائزة المتغيرات والتحديات التي يواجهها العالم نحو تحقيق مستقبل ‏مستدام، حيث تواصل جائزة زايد للاستدامة منذ تأسيسها، توسيع نطاق ‏عملها وتأثيرها حول العالم.

وتأتي الجائزة لدعم دور الإمارات في تعزيز الابتكار بمجال الطاقة المتجددة ‏والاستدامة عالمياً، والوصول إلى مصادر الطاقة النظيفة بالمجتمعات النامية.

كما تحقق أيضا رؤية الإمارات الهادفة ‏إلى تحفيز العمل المناخي، وابتكار حلول مستدامة لتقديم الرعاية الصحية وتوفير الغذاء والمياه بالدول ‏الفقيرة.‏

                                                                                تكريم الفائزين بالجائزة ‏لدورة 2023

الفئات والفائزون

تزامناً مع انطلاق فعاليات "أسبوع أبوظبي للاستدامة"، أعلنت جائزة زايد للاستدامة أسماء الفائزين بجوائزها ‏لدورة 2023، في فئات الصحة والغذاء والطاقة والمياه والمدارس الثانوية العالمية.‏

وكرم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الفائزين العشرة بدورة عام 2023، خلال حفل توزيع الجوائز السنوي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك".

وفي فئة الصحة: فازت "الجمعية الاستكشافية للصحة" من البرازيل بالجائزة عن مشروعها "مجمع المستشفيات ‏المتنقل"، كما نالت شركة "ينسيكت" من فرنسا، جائزة فئة الغذاء لجهودها في إنتاج البروتينات والأسمدة ‏الطبيعية للحشرات.

وفي فئة الطاقة: نالت شركة "نيورو تك" من الأردن عن مشروعها بتطوير "خوارزميات" والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ونظام قائم على تقنية سلسلة الكتل "البلوك تشين" ‏بهدف توفير مصدر موثوق للطاقة ضمن مخيمات اللاجئين.‏

وفي فئة المياه: فازت جمعية "ليدرز" من بنغلاديش، عن نموذجها المتكامل لإدارة موارد المياه الذي يسهم في حل مشكلات ندرة المياه ‏في المناطق المعرضة للكوارث.

وفي فئة المدارس الثانوية العالمية: فازت كل من مدرسة "بيوس تيرا" من كولومبيا عن منطقة ‏الأمريكتين، ورومين رولاند جيمنازيوم من ألمانيا عن منطقة أوروبا وآسيا الوسطى، ومدرسة الطلبة الموهوبين ‏من العراق عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكليات العالم المتحد في شرق إفريقيا من تنزانيا عن منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وكلية دكا السكنية النموذجية من بنغلاديش عن ‏منطقة جنوب آسيا، ومعهد كامل مسلم من فيجي عن منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ.

وتتوزع القيمة الإجمالية للجائزة والبالغة 3 ملايين دولار على الفئات الخمس، حيث تبلغ قيمة الجائزة ‏المخصصة لكل فئة 600 ألف دولار.

فيما تتوزع جائزة فئة المدارس الثانوية العالمية على المدارس الست الفائزة ‏عن المناطق الست حول العالم، لتحصل كل مدرسة فائزة على مبلغ 100 ألف دولار.

المشاركون والمشروعات

وقامت لجنة تضم أكثر من 40 خبيراً باختيار الفائزين من بين 4 آلاف و538 طلبا للمشاركة، وشملت المشاركات هذا ‏العام 152 دولة.

واتسم هذا العام بتلقي مئات الطلبات من الدول النامية في مناطق إفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا وشرق آسيا ‏وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.‏

ومن حيث أعداد المشاركات، تصدرت كل من كينيا والهند والصين ومصر والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول المشاركة في ‏الجائزة.‏

وتعد طلبات المشاركة المقدمة لهذا العام الأكثر تنوعاً على مدى مسيرة الجائزة، ما يعكس الوعي المتزايد ‏بأهمية تطبيق الإجراءات المناخية العاجلة لتحقيق أهداف الحياد المناخي العالمية.‏

واستحوذت فئتا الغذاء والصحة على أعلى النسب بواقع 1426 طلباً للأولى و946 طلباً للثانية، فيما ‏استقبلت فئة الطاقة 736 طلباً، وفئة المياه 601 طلب، أما بالنسبة لفئة المدارس الثانوية العالمية فقد تم ‏استقبال 829 طلباً.‏

وقدمت فئة الغذاء ضمن مشاركاتها العديد من الحلول التي تركز على إنتاج الغذاء وفق أسس مستدامة، من ‏أجل مواجهة تفاقم أزمة الأمن الغذائي وسوء التغذية في العالم الذي تهدده ظاهرة التغير المناخي وتبعاتها ‏السلبية.‏

في حين شهدت فئة الصحة العديد من المشاريع التي تركز على معالجة نقاط الضعف التي ظهرت في نظم ‏الرعاية الصحية، بعد تفشي جائحة كورونا، إضافة إلى تطوير حلول تساهم في توفير خدمات رعاية ‏صحية مستدامة وأكثر مرونة وشمولية للمجتمعات التي هي في أمسّ الحاجة إليها.‏

فيما ركزت المشاريع المقدمة ضمن فئة الطاقة على تعزيز إمكانية الحصول على طاقة مستدامة في المجتمعات ‏المتضررة، بما يدعم الجهود الرامية إلى التحول في قطاع الطاقة نحو نظم منخفضة الانبعاثات الكربونية.‏

بينما ركزت العديد من الطلبات المقدمة ضمن فئة المياه على تقديم حلول تعالج مشكلات مثل إنتاج المياه ‏النظيفة، والتغير المناخي، والتحديات التي تواجه العالم فيما يتعلق بإدارة موارد المياه، سيما في البلدان ‏النامية.‏

واقترحت العديد من المشاريع المقدمة ضمن فئة المدارس الثانوية العالمية حلولاً تتعلق بإدارة النفايات، ونظم ‏الطاقة النظيفة، ونظم الغذاء مثل نظم الزراعة المائية ونظم الزراعة وتربية الحيوانات المائية، وهو ما يعكس ‏التفكير الخلاق لدى الطلبة واهتمامهم بتطوير مشاريع تخدم مجتمعاتهم المحلية.‏


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية