"عائشة طعمة".. عاملة إغاثة سورية بين محنتها الشخصية وواجبها تجاه الآخرين

"عائشة طعمة".. عاملة إغاثة سورية بين محنتها الشخصية وواجبها تجاه الآخرين
عاملة الإغاثة عائشة طعمة

 

عندما ضربت الزلازل المدمرة سوريا، وجدت الشابة السورية عائشة طعمة نفسها أمام معضلة من نوع خاص: التركيز على محنتها الشخصية والأضرار التي لحقت بها وبأسرتها بسبب الزلازل، أو الالتفات سريعا إلى احتياجات الآخرين ممن اشتدت حاجتهم إليها وإلى عملها مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

كان الاختيار واضحا، عندما انصب تركيز وجهود "طعمة" على عملها مع فريق الباحثين الميدانيين للشؤون الإنسانية الشريك لأوتشا. 

نشر الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة حوارا مع "طعمة"، أثناء عملها في مخيم كمّونة في سرمدا بريف إدلب، وهو مخيم يضم مئات العائلات، التي نزح بعضها بسبب الصراع، والبعض الآخر بعد أن هدم الزلزال منازلهم أو ألحق أضرارا بها في المناطق المحيطة بسرمدا.

تقول "طعمة": "أنا واحدة من المتضررات، ونحن -العاملين الإنسانيين- هذه ليست أول كارثة تمرّ علينا، فقد مررنا بالكارثة الأكبر منذ 12 عاما، وهذه الاحتياجات الإنسانية مستمرة منذ 12 عاما، ولكن مع الكارثة الإنسانية الحالية كنا ننتظر أن تكون لها استجابة استثنائية، لأنها أصبحت كارثة استثنائية".

وأضافت: "ولكن كما ترون اليوم على الأرض هذه الخيام، التي كما قال لكم الأشخاص القاطنون هنا، إن أبوابها (الخيام) تفتح بالسّحاب، هذه هي الاستجابة التي تحققت حتى اليوم بعد شهر من الزلزال.

وحول أكثر الاحتياجات التي يشترك فيها الأشخاص في المخيم تقول "طعمة": "أولاً المأوى الكريم الذي نتحدث عنه منذ 12 عاما حتى الآن لم يتحقق على أرض الواقع كما يجب، ثانياً التعليم، اليوم نحن نتحدث كثيرا عن زواج القاصرات وضرورة التوعية حتى تعلّم العائلات الفتيات، المخيمات التي نراها لا توجد فيها مدرسة إعدادية، حتى المدارس الابتدائية غير كافية".

وأوضحت عاملة الإغاثة السورية أن نقل المياه يتم بصعوبة، وهناك حالات كثيرة بحاجة للعلاج، كانت تتحول إلى تركيا، واليوم نرجو أن يكون الزلزال سببا في بناء مستشفيات اختصاصية في شمال غرب سوريا.

وتتابع: "لقد فقدتُ ابن عمي بسبب التحويل الطبي إلى تركيا قبل 3 شهور، كان عمره 32 عاما، توجه للعلاج من السرطان في تركيا لكنه لم يعد، وقد حصل على الدور للعلاج قبل وفاته بيومين فقط على الرغم من التواصل الذي قمنا به، مثله مثل آلاف الحالات".

وأضافت: "داخل الخيمة.. العائلات أولا وقبل كل شيء تعاني فقدان الخصوصية، وأدوات النظافة الشخصية التي لا يستطيعون الحصول عليها، وعدم توفر الأواني كما ذكرت إحدى السيدات، وهي مريضة بالسكري، والوجبات التي تتوزع من قبل المنظمات غير مراعية لهذه الفئة من الناس التي تشكل عددا كبيرا من الأشخاص هنا.. منذ 12 عاما حتى الآن نعاني ظروفا صعبة جدا أثرت على كثير من الأشخاص وأصبح الكثير منهم يعانون الأمراض".

وحول الصحة النفسية خاصة لدى الأطفال، تقول "طعمة": "أعمل بالمجال النفسي منذ 10 سنوات، لكن خلال هذا الشهر كنا بالميدان، لم يكن من خيار آخر سوى النزول إلى الميدان لأننا كنا وحيدين ومتروكين، ولأول مرة أشعر بهذا الضياع، بعد شهر، في وقت أصبحت الدول الأخرى التي تعرّضت للزلزال تتعافى، نحن بدأنا نستنفد طاقتنا".

واختتمت "طعمة" حديثها قائلة: "حلمنا الأول والأخير هو العودة إلى منازلنا، ولكن المجتمع الدولي غير قادر على مساعدتنا على العودة إلى منازلنا التي تبعد عنا عشرات الكيلومترات.. أنا لو كنت بمنزلي ومدينتي لما كانت لديّ هذه الطلبات ولا طالبت بهذه الاستجابة، لذلك ننتظر استجابة فعالة تتناسب مع هذه الاحتياجات".

  


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية