سكان الأطلس بالمغرب.. قسوة الطبيعة تُكدِّر حياتهم والدولة تقدم المساعدات

سكان الأطلس بالمغرب.. قسوة الطبيعة تُكدِّر حياتهم والدولة تقدم المساعدات

المغرب- سامي جولال 

عمر مجان: سكان المناطق الجبلية يعانون جراء التساقطات الثلجية الكثيفة

حميد الطاوص: الثلوج تتسبب في قطع الكهرباء والماء والطرق وتوقف الدراسة 

الحسن جابر: المجتمع القروي يعيش إشكاليات متنوعة تتصدرها التغيرات المناخية

الكبير بالميلودي: مبادرات توزيع الإعانات مهمة لكنها ليست دائمة وغير كافية

 

"عندما تتساقط الثلوج يُقطَع كل شيء.. الكهرباء، والماء، والطرق إلى المدارس".. "بعض الدواوير (القرى) تصبح في عزلة عن العالم الخارجي بفعل التساقطات الثلجية والفيضانات".. "هناك تحسن ملحوظ في فتح الطرق أثناء التساقطات الثلجية".. "مبادرة مؤسسة محمد الخامس للتضامن لتقديم مساعدات إنسانية، مبادرة إيجابية، وتخفف من معاناة ساكنة الجبال".. كانت هذه مقتطفات من شهادات استقتها "جسور بوست" من سكان في بعض قرى جبال الأطلس في المغرب، يتحدثون فيها عن أوضاعهم المعيشية، وأوجه معاناتهم، خاصة أثناء فترة التساقطات الثلجية، التي يعيشون خلالها أياما عصيبة، كما يبرزون ما تقوم به الدولة المغربية من مجهودات، من أجل فك العزلة عنهم، وتحسين حياتهم. 

تقع سلسلة جبال الأطلس في الشمال الغربي للقارة الإفريقية، وتمتد من المغرب إلى غاية تونس مرورا بالجزائر، ويعد جبل توبقال في الأطلس الكبير بالمغرب أعلى قممها (4165 مترا). 

ويبلغ عدد سكان القرى في المغرب، بحسب آخر إحصاء عام للسكان والسكنى شهدته البلاد (2014)، 13,4 مليون نسمة، من إجمالي 33 مليونا و848 ألفا و242 نسمة. 

وتتوقع المندوبية السامية للتخطيط (مؤسسة رسمية تعنى بالإحصاء وبتتبع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب) أن نسبة السكان في القرى ستشهد تراجعا طفيفا في عددها، من 13,4 مليون نسمة في عام 2014 إلى 11,5 مليون نسمة سنة 2050.

ظروف صعبة 

عمر مجان، أحد سكان منطقة وَاوْلَى القروية- الجبلية الواقعة في إقليم أزيلال (وسط المغرب)، يقول إن منطقة وَاوْلَى، التي تبعد عن المجال الحضري لأزيلال بـ30 كيلومترا، تعرف صعوبة في التضاريس، وفي الوصول للخدمات، وخاصة المنطقة الموجودة بضفة وادي الأخضر، التي ما زالت تعاني عزلة، بسبب انعدام الطرق الممهدة، وفي حالة وجودها تكون في وضعية مهترئة جدا.

شهد إقليم أزيلال هذا العام تساقطات ثلجية كثيفة، وهو ما اعتبره مجان "من بشائر الخير، لاسترجاع نسبة المياه في الوديان، والعيون، والأحواض المائية"، لكنه قال في المقابل إن ذلك "يخفي معاناة سكان الجبال، الذين يعيشون ظروفا صعبة في ما يتعلق بالوصول إلى الخدمات الاجتماعية، ومن بينها قطاع الصحة، حيث يعاني المواطنون أثناء التساقطات الثلجية أو المطرية من صعوبة الوصول، بسبب وعورة الطرق، التي تجعل سيارة الإسعاف غير قادرة على الوصول إلى المرضى، خاصة النساء الحوامل".

عمر مجان

عمر مجان

وأوضح مجان، لـ"جسور بوست"، أن "هذا يؤثر على مردودية التعليم في المجتمع القروي، نظرا لأن المؤسسات التعليمية الإعدادية توجد في المراكز القروية فقط، ويتم الاعتماد على وسائل النقل المدرسي للوصول إليها، لكن أثناء فصل الثلوج والأمطار يصعب على التلاميذ متابعة فصولهم الدراسية، بسبب صعوبة التضاريس، لافتا إلى أن فك العزلة هو أساس تحقيق التنمية، وبفكها يمكن للمواطن أن يحقق باقي الأغراض والاحتياجات الاجتماعية، وأن هناك صعوبة جغرافية تعيق تحقيق التنمية.

وبدوره، قال الباحث في التغيرات المناخية والموارد المائية الحسن جابر، وأحد سكان منطقة زاوية أحنصال القروية- الجبلية الواقعة في إقليم أزيلال، إن هذه المناطق ما زالت تعاني نقصا في البنية التحتية، والخدمات، رغم التطور الملحوظ في السنوات الـ10 الأخيرة، وأن هناك عدة إشكالات قائمة، وتعاني بعض الدواوير من العزلة، نظرا للمسالك الطرقية غير المعبدة، وتصبح في عزلة عن العالم الخارجي بفعل التساقطات الثلجية والفيضانات، رغم المجهودات المبذولة من قِبل السلطات المحلية والإقليمية، وأن ذلك يشكل تحديا حقيقيا أمام تدخلات إنقاذ حياة بعض الحالات المستعجلة.

المناخ يهدد مصدر الرزق الأساسي 

وأوضح جابر، لـ"جسور بوست"، أن "المجتمع القروي في المغرب بشكل عام، والجبال خاصة، يعرف عدة إشكاليات، ومفارقات بينه وبين المراكز الحضرية في جميع الخدمات، وأن المجال القروي في المناطق الجبلية يعيش إشكاليات مرتبطة بالتضاريس، إذ هناك تضاريس وعرة تشكل عائقا أمام المبادرات، والمجهودات، التي تقوم بها السلطات المحلية، والمجتمع المدني، وأن التغيرات المناخية، التي تشهدها العقود الأخيرة، زادت من حدة الأوضاع المعيشية، لأن النشاط الزراعي الذي كان يشكل مصدر رزق للأسر في هذه المناطق منذ الأزل وحتى الأمس القريب، بات في تدهور مستمر بوتيرة متسارعة، بفعل الجفاف والفيضانات، ما يؤدي إلى انعدام فرص الشغل، وارتفاع الهجرة نحو المدن السهلية والساحلية، بحثا عن فرص أفضل". 

عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان (أكبر جمعية حقوقية في المغرب)، ومنسق اللجنة المركزية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية في الجمعية، الكبير بالميلودي، قال إن "المناطق الجبلية في المغرب كانت دائما تعاني، وليس فقط في ظروف البرد القارس أو الجفاف، وإن الدليل على ذلك هو قيام هيئة الإنصاف والمصالحة (أنشأها الملك محمد السادس في عام 2004، لتصفية ملفات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، التي عرفها المغرب من 1956 إلى 1999، وكشف الحقيقة، وتعويض الضحايا، وإصدار توصيات لتفادي تكرار الانتهاكات) بإصدار توصية لجبر الضرر بالنسبة لهذه المناطق، سواء المناطق الجبلية في الريف (شمال المغرب)، أو في الأطلس المتوسط، أو الكبير، أو الصغير".

وأضاف بالميلودي، لـ"جسور بوست"، أن "سكان الجبال في المغرب يعانون قلة الخدمات، لأنه لا تتوفر عندهم بنية تحتية، من طرقات، وقناطر، ومدارس، ومستشفيات، تجعلهم يعيشون بكرامة، وأنه إذا زرتَ مثلا الخط الرابط ما بين تطوان (شمال)، طنجة (شمال)، الجديدة (وسط غرب)، إلى غاية أكَادير (جنوب) ومراكش (جنوب)، تجد بنية تحتية متميزة، وإذا قارنتها بالبنيات التحتية، وكيف يعيش السكان، في آخر المغرب بصفة عامة، وفي الجبال بشكل خاص، ستجد فوارق كبيرة، وتمييزا في توزيع أو صرف ميزانية الدولة".

وتساءل بالميلودي قائلا: "مثلا إذا قارنا الثلوج، التي تتساقط في كندا، هل هي التي تتساقط مثلا في جبال الأطلس المتوسط؟"، مردفا أنه "بمجرد تساقط القليل من الثلوج، يجد السكان أنفسهم في ورطة، وفي حصار"، متسائلا: "لماذا لا تفكر الدولة في وضع برامج للقضاء على هذه الظاهرة".
 

الكبير بالميلودي

تحسنٌ في فك العزلة

عمر مجان، أحد سكان منطقة وَاوْلَى القروية- الجبلية الواقعة في إقليم أزيلال، أكَّد في المقابل أن "هناك تحسنا ملحوظا في فتح الطرق أثناء التساقطات الثلجية، وأن ذلك راجع إلى توفر مجموعة من الآليات لدى المديرية الإقليمية للتجهيز، وأن الأقاليم والجهات تتضامن في ما بينها في هذه الظروف، وتتقاسم آليات إزالة الثلوج، ما أدى إلى تقليص المدة الزمنية لفتح المسالك الطرقية، إذ كان فتح مسلك طرقي يتطلب في السنوات الماضية أكثر من أسبوع أو 10 أيام، لكن ذلك أصبح يتم الآن في حدود يومين أو 3 أيام، ويتم فتح جميع الطرق، لكنه بيَّن في المقابل أن هناك ملاحظة أساسية في هذا الجانب مفادها أنه عندما نتحدث عن فتح المسالك، فإن ذلك يكون بالدرجة الأولى على مستوى الطرق المعبدة، في حين أن أغلب الدواوير تؤدي إليها طرق غير معبدة، وبالتالي تكون العزلة أطول في بعض الدواوير، مقارنة مع المسالك الأخرى المعبدة". 

واتفق مع مجان حميد الطاوص، وهو أحد سكان منطقة آيْتْ تَمْلِّيلْ القروية- الجبلية التابعة لإقليم أزيلال، في حديث مع "جسور بوست"، بالقول إنه "عندما تتساقط الثلوج يتزامن معها توقف الكهرباء، والماء، والطرق، منوها بأن قطع التساقطات الثلجية للطريق لم يعد كما كان في السابق، حيث كانت الطريق تظل مغلقة ما بين 15 و20 يوما، وفي بعض المرات تصل المدة إلى شهر، لكن المدة لم تعد تتجاوز حاليا يومين أو 3 أيام، وأن السلطات، والمجلس الجماعي، يتدخلون، وأصبحوا مهتمين بالمنطقة، وتم توفير آليات فتح الطرق، وأنه إذا تساقطت الثلوج في الصباح، يمكن أن تفتح الطريق في عشية اليوم نفسه". 

حميد الطاوص

وفي أعقاب التساقطات الثلجية، وسوء الأحوال الجوية، التي شهدتها مجموعة من أقاليم البلاد خلال الأسابيع المنصرمة، أصدر الملك، محمد السادس، تعليماته لمختلف القطاعات المعنية، لتنسيق وتقديم المساعدة الضرورية للسكان المتضررين.

وأعلنت وزارة التجهيز والماء، عبر فيديو نشرته في 24 فبراير الماضي على حسابها الرسمي على إنستغرام، أن مجمل تدخلاتها إلى حدود مساء الاثنين 20 فبراير 2023 أسفرت عن فك العزلة عن أزيد من 434 ألف نسمة، وفتح 57 محورا طرقيا، من أصل 60 شهدت انقطاعا بسبب الثلوج والأمطار، وأن مصالح وزارة التجهيز والماء مستمرة في بذل جهود حثيثة، لضمان سلامة وانسيابية حركة المرور.

نقص في خدمات أساسية

وكشف الحسن جابر، عن وجود "نقص على مستوى الخدمات والتجهيزات المدرسية، لأن الطبيعة الجبلية بالمنطقة، والتوزيع الجغرافي للسكان، يشكلان عقبة حقيقية أمام الإصلاحات، التي تقوم بها الوزارة المختصة، ومختلف المصالح الإدارية الأخرى، التي تواجه صعوبة تقنية وميدانية في برمجة وإنجاز المشاريع، ومن بينها برامج إنجاز حجرات الدراسة للتعليم الأولي، بحيث إن الدواوير مكونة من منازل مبعثرة ومتباعدة بعدة كيلومترات، ما يعني أن حجرة دراسية بهذه المنطقة لا جدوى منها، وكذلك الحال بالنسبة لباقي الأسلاك التعليمية، ونتيجة لذلك يلاحظ ارتفاع نسبة الانقطاع عن الدراسة، خاصة في صفوف الإناث".

واشتكى جابر أيضا، في حديثه مع "جسور بوست"، من مشكلات في الكهرباء، والاتصالات، والصحة، قائلا: "في ما يخص الربط بشبكة الكهرباء والاتصالات، هناك انقطاعات متكررة في التيار بالرغم من التغطية شبه الكاملة للمنطقة، وبالنسبة للصحة، يتوفر بمركز المنطقة مستوصف صحي واحد، ولكن بمعدات محدودة جدا، وهناك نقص كبير على مستوى التجهيزات الصحية"، وهو ما اشتكى منه أيضا حميد الطاوص، الذي قال إن "هناك إشكالا كبيرا في الخدمات الصحية، وإن هناك مستوصفا واحدا في جماعة آيْتْ تَمْلِّيلْ، وإنه إذا أرادت امرأة في المنطقة أن تضع مولودها، تذهب إلى المستوصف المذكور، ومنه يتم إرسالها إلى مدينة دمنات، التي تبعد عن المنطقة بـ60 كيلومترا، ومن هناك يرسلونها إلى مدينة أزيلال، وفي بعض المرات يتم إرسالها من أزيلال إلى مراكش". 

ودعا الحسن جابر إلى الاستغلال الجيد للموارد الطبيعية والثقافية للمنطقة، وتطوير السياحة الإيكولوجية، لأن المنطقة تزخر بمجموعة من المؤهلات الطبيعية والثقافية، ومصنفة من قِبل اليونسكو كمتنزه جيولوجي، ولذلك فالمطلوب من جميع الفاعلين، سواء السلطات السياسية أو المجتمع المدني، توحيد الجهود، لفك العزلة عن هذه المناطق الجبلية.
 

الحسن جابر

مجهودات الجهات الرسمية

الدولة المغربية من جانبها تبذل جهود كبيرة لتحسين حياة سكان المناطق الجبلية في البلاد، سواء في ما يخص توفير الخدمات الأساسية، أو إطلاق مشاريع تنموية توفر مصادر دخل وفرص شغل للساكنة. 

يقول عمر مجان، إنهم "لا ينكرون مجهودات الجهات الحكومية، ومن بينها المجلس الجهوي، وعمالة الإقليم، والمجلس الإقليمي، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية (مشروع تنموي انطلق رسميا بعد خطاب الملك، محمد السادس، في 18 مايو 2005، ويستهدف تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفئات الفقيرة)، وإن هناك تحسنا ملحوظا، وإن نسبة الربط بالكهرباء في المجتمع القروي، خاصة في إقليم أزيلال، مشرفة جدا، وتتجاوز تقريبا ما بين 97 و98%، باستثناء بعض المنازل، التي بنيت بعد عملية الربط بالكهرباء.

وأوضح أن هناك مجهودا كبيرا في ما يخص الربط بالماء الصالح للشرب، وانخراطا جديا وفعليا من قِبل فعاليات المجتمع المدني، التي تعمل على ربط الدواوير بالماء الصالح للشرب، وخاصة توفيره باستعمال الطاقات النظيفة، التي تقلص فاتورة جلب الماء، وفي نفس الوقت تكون صديقة للبيئة.

"مجان" تحدث أيضا عن "جهود اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أدخلت مزروعات جديدة للمنطقة، ومن بينها الزعفران، الذي عرف ثورة في إقليم أزيلال، وأصبح ينافس أكبر الأقاليم، التي كانت تنتج هذه النبتة العطرية، بالإضافة إلى زراعة الخروب والْكَبَّارْ، وأن هذه المشروعات الجديدة من شأنها إحداث مصادر دخل لسكان المجتمعات القروية، وخلق فرص شغل في المناطق النائية.

وفق مجان، يعتمد سكان القرى في أزيلال، على مصدر رزق وحيد يتمثل في "الرعي، والزراعة المعيشية، أو الزراعة التقليدية، التي تعتمد على التساقطات المطرية، ولهذا فعندما تتساقط الثلوج والأمطار، تكون في بعض الحالات نقمة، ولكنها بصفة عامة نعمة على الإقليم، الذي يعتمد سكان جباله على الفلاحة، وزراعة القمح، والشعير، وبعض الأشجار المثمرة، كاللوز، والجوز، والتفاح المعروفة به منطقة آيْتْ بُوكَمَّازْ الواقعة في الإقليم"، بحسب مجان، الذي قال إن "غالبية الشباب عند بلوغهم سن 16 أو 18 سنة، يهجرون الإقليم، ويهاجرون إلى البوادي، باتجاه المدن الكبرى، للاشتغال في الضيعات الفلاحية في أكَادير (مدينة جنوب المغرب)، أو في ورش البناء في المدن الكبرى.

الأوضاع في تحسن

حميد الطاوص، أكد من جهته، لـ"جسور بوست"، أن الأوضاع المعيشية في منطقته في تحسن، قائلا: "بالنسبة للمدارس، فالأوضاع في تحسن، إذ تتوفر دواوير المنطقة على المدارس الابتدائية، وبنيت فيها مؤخرا مؤسسة تعليمية إعدادية، ما مكَّن أبناء الساكنة من مواصلة الدراسة إلى غاية السنة النهائية من المرحلة الإعدادية، بينما كانوا في السابق يغادرون صفوف الدراسة عند نهاية المرحلة الابتدائية، لأنهم لا يجدون الإمكانيات للانتقال إلى مدينة دمنات، التي تبعد عن المنطقة بـ60 كيلومترا، لمتابعة الدراسة الإعدادية، ما كان يضطرهم إلى إيقاف مسارهم الدراسي، والتوجه إلى العمل، وإنه لم يعد في المنطقة هدر مدرسي، إذ كانت البنات يغادرن صفوف الدراسة عند نهاية المرحلة الابتدائية، لكنهن الآن يكملن دراستهن، بفضل التوعية التي يقوم بها المجتمع المدني". 

الطاوص أوضح أيضا أن السكان كانوا يقطعون مسافات تصل إلى 6 كيلومترات، من أجل جلب الماء الصالح للشرب من العيون، لكن فعاليات المجتمع المدني قامت بحفر وتجهيز 45 بئرا في 45 قرية، وإيصال الماء إلى منازل السكان.
 

مساعدات مؤسسة محمد الخامس

أعطى الملك، محمد السادس، أواخر فبراير، تعليماته السامية للإطلاق الفوري للمبادرة التضامنية الرامية لمواجهة موجة البرد القارس، لصالح القرى المتضررة من الانخفاض الكبير لدرجات الحرارة بأقاليم الأطلس الكبير والأطلس المتوسط.

وأعلنت مؤسسة محمد الخامس للتضامن التي تحارب الفقر والتهميش الاجتماعي، وتعمل من أجل إدماج اجتماعي اقتصادي أفضل للمحرومين، أنه ستتم تعبئة أطقم بشرية وآليات لوجستية مهمة، بتنسيق مع وزارة الداخلية والسلطات المحلية، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية (رزمة من المواد الغذائية.. دقيق، وأرز، وسكر، وشاي، وملح، وزيت المائدة، وحليب مجفف وأغطية) للعديد من الأسر المنحدرة من الدواوير والمناطق النائية.

وقال حميد الطاوص إن "المساعدات وصلت إلى السكان، وفرحوا بها، وأتت في وقتها؛ حيث كانت الثلوج تحاصر السكان، وتقطع الطرق وتتسبب في وقف الدراسة". 

وبدوره، نوه الحسن جابر بالمبادرة، ووصفها بأنها "طيبة وحسنة، وأنه بسبب الهشاشة التي تعانيها المنطقة، إذا تم تقديم أي شيء، سواء كان رمزيا، أو ماديا، فهو يعني الكثير بالنسبة للسكان"، متمنيا أن يتم تطوير المبادرة، لأن هناك حاجة إلى مزيد من المجهودات في هذا الصدد". 

ووصف عمر مجان المبادرة بأنها إيجابية، وتخفف من معاناة قاطني الجبال، متمنيا أن يتم الرفع من حصة المواد، التي يتم توزيعها.

وفي السياق، قال الكبير بالميلودي، إن "توزيع إعانات مكونة من مواد غذائية، والأغطية، والخيام، وشيء من هذا القبيل، مبادرات مهمة، لكنها ليست دائمة وغير كافية".
 


 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية