حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، المشاركين في مؤتمر الأمم المتحدة للمياه، المنعقد حاليا بنيويورك، من أن الأنهار الجليدية "حاسمة لجميع أشكال الحياة على الأرض"، مشددا على أنه ما لم يتم عكس ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب الاحترار العالمي، فإن "العواقب ستكون كارثية".

وقال غوتيريش في فعالية على هامش المؤتمر مخصص لقضية الحفاظ على الأنهار الجليدية في العالم إن البيانات الجديدة الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أظهرت أن متوسط مستويات سطح البحر العالمية قد ارتفع بالفعل بشكل أسرع منذ عام 1900، "مقارنة بأي قرن سابق في السنوات الـ3000 الماضية".

"تُمحى إلى الأبد"

وقال غوتيريش: "إن المجتمعات المنخفضة والبلدان بأكملها يمكن محوها إلى الأبد، سنشهد تحركات جماعية لشعوب بأكملها، ومنافسة شرسة على المياه والأرض".

وعلاوة على ذلك، فإن الكوارث الطبيعية ستتسارع ببساطة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المزيد من الفيضانات والجفاف والانهيارات الأرضية المميتة.

وأضاف: "لقد مارست الأنهار الجليدية تأثيرا غير عادي على تطور البشرية، حيث اقتطعت الكتل الأرضية التي نسميها جميعا الوطن، وامتدت لأكثر من 10% من مساحة اليابسة على الأرض".

أبراج المياه في العالم

تمثل "أبراج المياه في العالم" أكبر خزان للمياه العذبة، حيث تدعم التغذية والصحة والاقتصادات وإنتاج الطاقة، وتوفر ذوبان الثلوج الذي يوفر المياه لواحد من كل أربعة أشخاص على هذا الكوكب. 

حذّر غوتيريش قائلا: "لكن هؤلاء العمالقة الصامتين يواجهون صحوة وقحة، وأوضح أن "النشاط البشري يدفع درجة حرارة كوكبنا إلى آفاق جديدة خطيرة في شكل الاحترار العالمي، وتحويل الأنهار الجليدية".

وتابع الأمين العام للأمم المتحدة أن "فقدان هؤلاء العمالقة سيكون مشكلة كبيرة لعالمنا"، داعيا إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لدق ناقوس الخطر.

حماية الناس والمجتمعات

وشدد الأمين العام: "يجب على جميع البلدان أن تعمل كوحدة واحدة لحماية الناس والمجتمعات على حد سواء"، ودعا إلى مزيد من الاستثمار في المباني والبنية التحتية وخطوط أنابيب المياه المقاومة للمناخ، فضلا عن سياسات الحفظ التي تحمي الموارد المائية والنظم الإيكولوجية. 

ودعا إلى تعزيز القدرات المؤسسية، ودمج تدابير الحد من المخاطر التي ستضمن حماية كل شخص في العالم من خلال أنظمة الإنذار المبكر المنقذة للحياة من الظواهر المناخية أو الجوية الخطرة، بحلول عام 2027، وهي مبادرة للأمم المتحدة "الإنذار المبكر للجميع" جارية بالفعل.

وقال غوتيريش: "دعونا نوقف الاحترار العالمي في مساراته، دعونا نساعد جميع البلدان على بناء مستقبل أكثر قدرة على الصمود".

وأضاف: "بينما نتطلع إلى السنة الدولية للحفاظ على الأنهار الجليدية في عام 2025، دعونا نعمل الآن لتعبئة المزيد من الإرادة السياسية والخاصة والعامة، للحفاظ على الأنهار الجليدية وكل ما تقدمه لنا.