كروشي يطالب بالتحلي بـ"الذكاء الاقتصادي" لضمان مستقبل مائي آمن

كروشي يطالب بالتحلي بـ"الذكاء الاقتصادي" لضمان مستقبل مائي آمن
افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة للمياه

أكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تشابا كروشي، ضرورة الاعتراف بحقيقة أن المياه هي منفعة عامة عالمية، داعيا إلى تعديل السياسات والتشريعات والتمويل وضرورة التحلي بالإرادة السياسية والذكاء الاقتصادي وفقا لذلك، في وقت تزايد فيه الانقسام الجيوسياسي.

ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة عن كروشي، خلال مشاركته انطلاق فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمياه في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أن العالم يمر بأزمة مياه، حيث تسببت الأشكال الثلاثة لكوارث المياه في كارثة إنسانية.

وأوضح: "تتسبب كثرة المياه في حصد الأرواح، فيما تعيق قلتها التنمية البشرية الكريمة، وتهدد المياه الملوثة صحتنا والطبيعة".

وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن حل ازمة المياه في متناول أيدينا، وهو ليس أمرا صعبا، مشددا على ضرورة التحلي بالإرادة السياسية والذكاء الاقتصادي والتسامح والقبول في سبيل ضمان مستقبل مائي آمن.

وأضاف: "نحن بحاجة للاتفاق على ميثاق تعليمي يؤكد أن لدينا العلم والمعرفة والحكمة، بالإضافة إلى آلية تفكير جديدة تتيح لنا ابتكار وتنفيذ أجندة متكاملة للمِياه والمناخ والطاقة والغذاء".

رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة

رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة

ويعد انطلاق مؤتمر الأمم المتحدة للمياه، فرصة نادرة لتسريع التقدم نحو الوصول الشامل إلى المياه المأمونة والصرف الصحي بحلول عام 2030، وكان آخر مؤتمر أممي للمياه قد عقد في الأرجنتين عام 1977، وينظم مؤتمر هذا العام بصورة مشتركة بين هولندا وطاجيكستان.

ومن جانبه، استهل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش حديثه في الجلسة الافتتاحية بالإشارة إلى الأهمية البالغة للمياه في جميع جوانب حياتنا اليومية، مشيرا إلى أن الماء حق من حقوق الإنسان، وهو قاسم إنمائي مشترك لتشكيل مستقبل أفضل.

وأوضح أن هذا المؤتمر أكثر من مجرد مؤتمر حول المياه، "إنه مؤتمر حول عالم اليوم من منظور أهم موارده".

وشدد على أهمية أن يمثل المؤتمر نقلة نوعية في قدرة الدول الأعضاء والمجتمع الدولي على الاعتراف بالأهمية الحيوية للمياه والتصرف بناء عليها لاستدامة عالمنا وبوصفها أداة لتعزيز السلام والتعاون الدوليين.

ودعا الأمين العام  الحكومات إلى تطوير وتنفيذ الخطط التي تضمن الوصول العادل للمياه بالنسبة لجميع الناس مع الحفاظ على هذا المورد الثمين، كما دعا البلدان أيضا إلى العمل معا عبر الحدود لإدارة المياه بشكل مشترك.

وقال إن من أكثر الإنجازات التي يعتز بها عندما كان رئيسا لوزراء البرتغال هو توقيع اتفاقية البوفيرا بشأن إدارة المياه مع إسبانيا قبل 25 عاما، مشيرا إلى أن الاتفاقية لا تزال سارية المفعول حتى اليوم، وحث جميع الدول الأعضاء على الانضمام إلى اتفاقية الأمم المتحدة للمياه وتنفيذها.

النساء والفتيات

رئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدةرئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة

ودعت رئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، لاشيزارا ستويفا، إلى ضرورة التكاتف لضمان إدارة المياه بشكل فعال وإتاحة المياه النظيفة لكل الناس الآن وفي المستقبل "لا يمكننا أن نتحمل 46 عاما أخرى" في إشارة إلى مؤتمر المياه السابق الذي عقد في الأرجنتين عام 1977.

وقالت إن المؤتمر هو فرصتنا لتقييم التقدم المحرز والتحديات الماثلة منذ مؤتمر الأرجنتين، وتطرقت إلى بعض الإجراءات المطلوبة لاستخدام المياه في تحقيق أهداف التنمية المستدامة:

أولا: من خلال دمج المجموعات المهمشة والمستبعدة في كل قراراتنا المائية، "السبيل إلى المياه والإصحاح له جانب جنساني مهم، فالنساء والفتيات بشكل جمعي يمضين مليوني ساعة يوميا بحثا عن المياه، والأزمنة التي يقضينها تساوي قرونا من الزمان".

ثانيا، التعليم المائي مطلوب على كل المستويات: لا بد من تعليم يتجاوز مجرد التدريب المائي والمهندسين وما يتجاوز بناء القدرات، فالمعارف المائية لا بد أن تصبح جزءا أساسيا في ثقافة مجتمعاتنا وصنع القرار.

ثالثا، التمويل: إن إعادة تنشيط الأعمال الخاصة بالمياه في كل عمليات إنتاجها أو الحفاظ عليها ستعزز التنمية المستدامة ويمكن أن تؤدي إلى اقتصادات مائية تضمن استخدامها بشكل متكافئ.

إجراء حوار صريح

وبدوره، قال وكيل الأمين العام للشؤون الاقتصادية والاجتماعي، لي جونهوا، إن هذا المؤتمر سيركز على عقد المياه بهدف التعجيل بتنفيذ أهدافه، مشددا على أهمية أن نفكر في القيمة التي نعطيها للمياه وفي أثرها على استمرار التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطوير الحضر وحماية البيئة والسلام.

وشدد على أهمية العلاقة بين المياه والغذاء، مشيرا إلى أن إدارة المياه بشكل مستدام تمثل واحدة من أكثر الطرق فاعلية في التعامل مع تغير المناخ وزيارة القدرة على الصمود واستعادة الأنظمة البيئية التي تتعرض للاختفاء.

وقال إن هذا المؤتمر لن ينجح إلّا في حالة إجراء حوار صريح والتحلي بالإرادة اللازمة للعمل على تنفيذ الإسهامات الطوعية لضمان مستقبل يتسم بالأمن المائي.
 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية