فرنسا تنهي الجدل وتسير قدماً نحو تشريع جديد لقانون الموت الرحيم

أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مؤخرا أنه يريد قانونا جديدا للموت الرحيم بحلول نهاية صيف 2023، مشيرًا إلى أنها خطوة تعتبر انتصارا لبعض العائلات التي اضطرت للذهاب إلى بلجيكا أو سويسرا لتنفيذه والجمعيات المساندة لهذا القرار على حد سواء، حسب ما نشر موقع .dw

بمبادرة من رئيس الجمهورية، دعا 184 مواطنًا في بداية شهر ديسمبر الماضي لإبداء رأيهم حول التطور المحتمل لقانون "كلايز ليزنيتي" بشأن نهاية الحياة الذي أقرته فرنسا عام 2016 ولا تطبقه بشكل واسع ويسمح لمقدمي الرعاية الطبية بالتخدير العميق للمرضى الذين لا أمل في حالتهم أو على وشك الموت والذين لا تطاق معاناتهم، مع وقف إمداد المريض بالماء والغذاء والأدوية إلى أن تنتهي العملية بالموت.

وبعد ثلاثة أشهر، أعلنت "اتفاقية المواطنين حول نهاية الحياة" يوم الأحد 2 إبريل 2023 عن موقف الأغلبية الرامي إلى تقنين الموت الرحيم أو الانتحار بمساعدة. وقدمت 146 مقترحا في هذا الشأن.

وعلى أساسها يعتزم رئيس الدولة بناء ما أسماه "النموذج الفرنسي في نهاية الحياة "بحسب ما أعلنه خلال كلمة ألقاها أمام المواطنين المشاركين في هذه الاتفاقية. كما يريد ماكرون "خطة وطنية لعشر سنوات لإدارة الألم والرعاية التلطيفية".. إلا أنه أغلق الباب أمام أي مساعدة في الموت للقصر.

وكانت فرنسا أقرت عام 2005 قانون ليونيتي الأول الخاص بقضية "الموت الرحيم" والذي يمنع العلاج القاسي. عام 2016، تم تعديل النص القانوني ليسمح للأطباء بوضع المرضى الميؤوس من شفائهم في غيبوبة عميقة عن طريق التخدير حتى وفاتهم. مما أثار جدلا واسعا في البلاد.

في سبتمبر 2000 تعرض فنسان هامبير إلى حادث سير خطير أصيب على إثره بالشلل، كتب هامبير رسالته الشهيرة إلى الرئيس السابق جاك شيراك يطلب فيها الحق في "الموت الرحيم"، طلب قوبل بالرفض.. بعد ثلاث سنوات قام أطباؤه بفصله عن أجهزة الإنعاش بموافقته وعائلته ليفارق الحياة، خطوة كانت خارجة عن القانون آنذاك، لكن بعد سنوات تجدد النقاش حول المسألة مع قضية فنسان لامبير المماثلة.

ويشمل الموت الرحيم والانتحار بمساعدة الطبيب [الموت بمساعدة طبية]، أؤلئك الذين يتناولون بمحض إرادتهم مشروباً مميتاً أو دواءً يصفه الطبيب لمن يستوفون معايير معينة.
ويشمل أيضاً الأطباء أو غيرهم من المعالجين الصحيين الذين يقدمون للمرضى الذين يستوفون شروط معينة، حقنة مميتة، ويأتي ذلك بناء على طلب المريض.

والموت الرحيم يعطي المريض الحق فى وضع حد لحياته ويطالب الأطباء بمساعدة المريض على القيام بذلك عن طريق توقف علاجه أو إعطائه جرعة زائدة من العقاقير التي تعجل بوفاته.