الشرق الأوسط في 2021.. معاناة مستمرة رغم عودة الاستقرار

الشرق الأوسط في 2021.. معاناة مستمرة رغم عودة الاستقرار

 

لا يزال الآلاف من مواطني الدول العربية ودول منطقة الشرق الأوسط، يعانون تبعات الحروب والتوترات التي وقعت خلال السنوات العشر الماضية، بالرغم من توقف غالبية تلك النزاعات وعودة الهدوء من جديد، حيث رصدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حالات متفرقة من المعاناة الإنسانية، ولا سيما في سوريا وفلسطين واليمن.

 

 

اليمن

 

رصد بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأوضاع في اليمن وهو الآن في عامه السابع من الصراع، حيث تعطلت جميع الخدمات الأساسية، وحجم الاحتياجات الإنسانية وصل إلى مستويات كارثية، 80% من السكان -24 مليون شخص- بحاجة إلى نوع من المساعدة، ثلثي جميع المناطق في مرحلة ما قبل المجاعة.

 

أُجبر ما يقدر بنحو 40 ألف شخص في مأرب وأكثر من 10 آلاف في الحديدة على مغادرة منازلهم منذ سبتمبر بحثاً عن الأمان، حيث تهدد العمليات العسكرية في العديد من الجبهات حياة وسبل عيش المدنيين، بالإضافة إلى الوصول إلى المياه والغذاء والرعاية الصحية والتعليم.

 

تضررت الرعاية الصحية في جميع أنحاء البلاد بشكل خاص من جراء الصراع الذي طال أمده، وهي الآن أكثر توتراً في كل من مأرب والحديدة، حيث تفتقر العديد من المستشفيات والمراكز الصحية إلى الموظفين والأدوية والإمدادات الأخرى، ما يجعلها غير قادرة على التعامل مع ضحايا النزاع وكذلك احتياجات الرعاية الصحية الأساسية.

 

وتواصل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تقديم الطعام والمستلزمات المنزلية والإمدادات الطبية إلى المرافق الطبية والمجتمعات المحتاجة، لكن في النهاية ما يحتاج إليه اليمن حقاً هو للأشخاص والمؤسسات والدول ذات النفوذ للمساعدة في التوصل إلى اتفاق لإغلاق هذا الصراع.

 

 

سوريا

 

تمر سوريا الآن بعامها الحادي عشر من الصراع، وهو عام لا يزال يتسبب في الألم والخسارة والاضطراب في حياة العائلات في جميع أنحاء البلاد، ويواجه النازحون وضعاً صعباً بشكل خاص هذا الوقت من العام حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما يقارب درجة التجمد، ما يزيد من أوضاعهم الهشة بالفعل في المخيمات.

 

في مخيم الهول، تم فصل العائلات أثناء عمليات النقل إلى معسكرات أو أماكن احتجاز أخرى، بما في ذلك فصل الأطفال عن أمهاتهم.

 

ويدعو “الصليب الأحمر” إلى لم شمل الأطفال المحتجزين مع عائلاتهم في المخيمات، وإعادتهم إلى الوطن معهم، أو وضع ترتيبات رعاية بديلة لهم، مؤكداً أنه يجب أن تكون وحدة الأسرة هي القاعدة أثناء عمليات الإعادة إلى الوطن.

 

وتشجع اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدول على إعادة مواطنيها والقيام بذلك بشكل قانوني، وفقاً لمعايير ومبادئ معينة، بما في ذلك دعم الأطفال العائدين وعائلاتهم الممتدة والمدارس والسلطات.

 

 

فلسطين وإسرائيل

 

كان الوضع في غزة وإسرائيل صعباً بشكل خاص هذا العام، حيث شهدت الفترة ما بين 10-21 مايو تصعيداً شديداً في الأعمال القتالية بين فصائل غزة وإسرائيل قبل سنوات، وكان لدائرة العنف المتجددة هذه تأثير على الصحة العقلية للأشخاص من كلا الجانبين، خاصة في غزة، حيث أدى ذلك إلى تفاقم الوضع الإنساني السيىئ بالفعل.

 

وبعد مرور أكثر من 6 أشهر على انتهاء الأعمال العدائية، لا يزال الوضع متردياً، القيود المفروضة على الحركة والبضائع تجعل جهود إعادة الإعمار صعبة، يؤدي عدم إحراز تقدم في الحلول الدائمة وإمكانية تحسين حياة سكان غزة إلى الإحباط والشعور باليأس، لا تزال أزمة الكهرباء في غزة نتيجة إنسانية لسنوات من الإغلاق وأربعة جولات من التصعيد العسكري، يجعل الحياة اليومية صعبة للغاية.

 

وواجه المدنيون الإسرائيليون الذين يعيشون بالقرب من حدود غزة تهديداً متزايداً في عام 2021، مع سماع صفارات الإنذار بانتظام وإجبارهم على الهروب بحثاً عن مأوى يتسبب في خسائر نفسية في المجتمعات الجنوبية، ويعاني الكثير من الناس -وخاصة الأطفال- اضطراب ما بعد الصدمة.

 

وترى اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الالتزام بالقانون الدولي الإنساني واحترامه من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من المعاناة على كلا الجانبين ويعالج الآثار القانونية والإنسانية لسياسات الاحتلال على السكان الفلسطينيين، كما أنه سيساعد في استعادة الثقة ويوفر أفضل فرصة لتمهيد الأرضية لحل سلمي.

 

 

لبنان

 

أدت الأزمة المستمرة في لبنان إلى تدهور سريع للوضع الإنساني، لأن الوصول إلى جميع الخدمات العامة الأساسية يخضع لضغوط هائلة، حيث أدى التأثير المركب للأزمة الاقتصادية غير المسبوقة إلى جانب تأثير تفشي COVID 19 وعواقب ما بعد انفجار الميناء إلى زيادة الضعف وكان له تأثير مدمر على الفئات الضعيفة اقتصادياً واجتماعياً.

 

وكان للانخفاض الدراماتيكي والواسع النطاق في القوة الشرائية للسكان أثر مضاعف على مجتمعات اللاجئين، ما يضاعف نقاط الضعف الموجودة مسبقاً في المجتمعات المضيفة التي أصبحت هي نفسها أكثر ضعفاً.

 

العراق

 

في العراق، دامت الحرب وآثارها طويلاً، وفي عام 2021، احتفلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعامها الأربعين على التوالي في العراق، قائلة: “في حين أننا فخورون بالتزامنا تجاه الناس، فليس من الجيد أبداً أن تكون اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بلد واحد لفترة طويلة.. الصراعات الطويلة تعني المزيد من المعاناة”.

 

وتفتتح اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في الربع الأول من عام 2022 أكبر مركز لإعادة التأهيل البدني في البلاد وأحد أكبر المراكز في الشرق الأوسط، وسيشمل المركز الذي يقام في أربيل خدمات العلاج الطبيعي، وتقديم المشورة للعائلات، وورشة عمل لتصنيع الأطراف الصناعية.

 

ويصادف هذا الشهر مرور أربع سنوات على انتهاء المعركة في الموصل، كان الدمار هائلاً هناك، وللأسف، فإن وتيرة إعادة الإعمار منخفضة، حيث يكافح الناس لبناء حياتهم.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية