استقالة إعلامي أسترالي بارز من برنامجه بسبب العنصرية

استقالة إعلامي أسترالي بارز من برنامجه بسبب العنصرية
ستان غرانت

أثار أحد كبار الإعلاميين الأستراليين جدلا على المستوى الوطني، بعدما استقال من برنامجه التلفزيوني، على خلفية مواجهته إساءة عنصرية كونه رجلا من السكان الأصليين تحت الأضواء.

وقال الصحفي في محطة "إيه بي سي"، ستان غرانت، الحائز عدة جوائز، إن هيئة الإذاعة الوطنية قدمت شكوى إلى "تويتر" بشأن "الإساءة العرقية المتواصلة" التي تعرض لها، وفق فرانس برس.

لكنه أضاف أنّ الإعلام نفسه "يكذب ويشوه كلامي" ويصفه بأنه "مليء بالكراهية".. وكان غرانت تحدث عن اضطهاد الاستعمار البريطاني للسكان الأستراليين الأصليين أثناء تغطية "إيه بي سي"  لتتويج الملك تشارلز الثالث.

وقال غرانت في مقال نُشر، الجمعة، على موقع شبكة "إيه بي سي" الإلكتروني: "أشرت إلى أن التاج يمثل غزو أراضينا وسرقتها".

وأضاف: "رجال الشرطة الذين يرتدون ختم التاج أخذوا أطفالا من عائلاتهم، وفي ظل التاج ذُبح شعبنا".

وانتقدت بعض وسائل الإعلام المحافظة تعليقاته على التتويج بشدة واعتبرتها أحادية الجانب وغير مناسبة.

وقال غرانت إنه تحدث بدافع محبته لأستراليا لأنه كان بحاجة إلى قول الحقيقة، إذ إن السكان الأصليين ما زالوا يعانون أعلى معدلات السجن والفقر.

وأعلن الصحفي البالغ 59 عامًا أنه سيغادر عمله كمقدم بعد الحلقة التالية من برنامج "كيو+إيه" الذي يناقش المستجدات على قناة "إيه بي سي" الاثنين.

سموم عرقية

وقال: "أكتب ذلك لأن أحداً في (إيه بي سي) التي دعاني المنتجون فيها للمشاركة في تغطيتهم للتتويج كضيف، لم ينطق كلمة واحدة من الدعم العام، ولم يدحض أي مسؤول تنفيذي في (إيه بي سي) الأكاذيب التي كُتبت أو قيلت عني علنًا".

وأعرب رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي عن دعمه لغرانت قائلاً للصحفيين: "يمكن احترام وجهات النظر المختلفة بدون الانخراط في التشهير".

وأصدر مدير الأخبار في شبكة "إيه بي سي" جاستن ستيفنز، بيانًا دعم فيه غرانت، قائلًا إنه واجه "انتهاكات عنصرية بشعة بينها تهديدات لسلامته".

وقالت سارة فيرغوسون، مقدمة البرنامج الرئيسي الذي يتناول المستجدات مساءً بعنوان "تقرير السابعة والنصف" The 7,30 Report إنه "لا  كلمات كافية للتعبير عن هول ما نشعر به.. ستان رائع وعزيز".

وقال عثمان فاروقي محرر الأخبار الثقافية في "ذي أيدج" The Age و"سيدني مورنينغ هيرالد"  Sydney Morning Herald، الذي عمل سابقًا في "إيه بي سي" إن التوظيف في الإذاعة الوطنية لا يمثل الخليط الثقافي لأستراليا.

لكنه قال في مقال رأي، السبت، إن القضية تخطت هيئة الإذاعة الوطنية.

وأضاف فاروقي: "إنها أيضًا أكبر من الإعلام.. هناك سموم عرقية تكمن في أعماق هذا البلد، وتصيب جميع مؤسساتنا، الإعلام والرياضة والفنون والأعمال والسياسة".

اكتفيت

وفي إعلان مغادرته، أكد غرانت أن السكان الأصليين تعلموا "التحمّل"، لكنه اعتبر أن المخاطر أكبر حالياً، مع استعداد البلاد لإجراء استفتاء هذا العام حول ما إذا كان ينبغي منح السكان الأصليين الحق الدستوري في أن تتم استشارتهم بشأن القوانين التي تؤثر عليهم.

وكتب غرانت "هناك استفتاء على صوت السكان الأصليين في البرلمان ولست وحدي مَن يشعر بالحكم.. هذا حكم أسترالي علينا.. هذه هي السياسة".

وتدارك: "لكن العنصرية جريمة.. العنصرية عنف.. وأنا اكتفيت".

مكافحة العنصرية

وتعمل الأمم المتحدة منذ تأسيسها على مكافحة العنصرية والتمييز على أساس اللون أو العرق أو الدين أو الجنس أو اللغة أو أي خصائص أخرى، وقد أطلقت الأمم المتحدة العديد من الحملات والمبادرات لمكافحة العنصرية والتمييز.

تعمل الأمم المتحدة أيضًا على تعزيز التعايش السلمي والتفاهم بين الشعوب والثقافات المختلفة، وتشجع على تبني قيم الاحترام والتسامح والتعايش السلمي بين الأفراد والمجتمعات.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أهمية التعليم باعتباره أقوى سلاح لمحاربة العنصرية وتجارة الرقيق، مشيرا إلى أن مشروع الاستعباد الشرير استمر لأكثر من 400 عام، وكان يمثل أكبر حركة هجرة قسرية في تاريخ البشرية.

وأشار إلى أن الخطاب العنصري الذي استخدم في الماضي لتبرير تجارة الرقيق غير الإنسانية، يتشابه مع ما يُستخدم في خطاب الكراهية الذي يعود للظهور من المنادين بتفوق العنصر الأبيض.

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية