إسبانيا.. مياه الفيضانات تغرق الشوارع وتجرف الناس والسيارات

إسبانيا.. مياه الفيضانات تغرق الشوارع وتجرف الناس والسيارات

 

وثقت الكاميرات اللحظة المروعة التي جرفت فيها مياه الفيضانات أمًّا وطفلها بعيدًا، بينما كانت تسير بسيارتها في أحد شوارع إسبانيا، حيث أبعدتها الفيضانات عن مسار سيرها الصحيح، كما ظهرت طرق كثيرة في إسبانيا تمتلئ بالمياه الكثيفة، بعد التحول المفاجئ في حالة الطقس من حار إلى أمطار غزيرة كثيفة، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وقالت الصحيفة إن الفيضانات ضربت المناطق الواقعة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​بشكل أكبر، حيث سقط ما يصل إلى 40 لترا من الأمطار لكل متر مربع في ساعة واحدة في أجزاء من مورسيا.

وغمرت المياه المنازل والشركات في المناطق السياحية وجرفت السيارات، وتأذى الناس والكلاب الذين تقطعت بهم السبل إلى الإنقاذ، ووصف مركز تنسيق الطوارئ في مورسيا ذلك بأنه أسوأ حالة طقس في التاريخ بالنسبة للمنطقة.

وتظهر لقطات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي من بلدة مولينا دي سيجورا في مورسيا طفلاً صغيراً ينقلب من عربته بسبب مياه الفيضان، كادت المنحدرات تسحبه بعيدًا، ولحسن الحظ، أمسك أحد المارة بالصبي وتم سحبه إلى بر الأمان.

في نفس البلدة، أظهرت المزيد من اللقطات رجلاً يحاول قيادة سيارته عبر مياه الفيضانات المتزايدة، ويبدو أن السائق يتردد عندما يقترب من تقاطع طرق، قبل أن ينطلق بمركبته في مياه الفيضانات.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40 % في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

 

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية