لولا كاسترو: ضمان الغذاء في المدارس يساعد على استمرار التعليم (صور)

لولا كاسترو: ضمان الغذاء في المدارس يساعد على استمرار التعليم (صور)
المسؤولة الأممية لولا كاسترو

أكدت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، لولا كاسترو، أن الأمن الغذائي والإجراءات التي يتم تنفيذها لضمان تغذية أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها، هي أحد أهم تحديات التي تواجه المنطقة، إلى جانب أزمة المناخ والظواهر الجوية والهجرة والتضخم.

وتشرف كاسترو من خلال منصبها على مجموعة من البرامج التي يتم تنفيذها من خلال 13 مكتبا موزعة في جميع أنحاء المنطقة، ولكنها تصل إلى المجتمعات في 34 دولة بفضل التعاون مع مختلف وكالات الأمم المتحدة والشركاء الآخرين.

وقالت كاسترو في حوار نشره الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة: "تأثرت أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بشدة بأزمة كوفيد-19، ولدينا صدمات الطقس المتكررة، لقد مررنا بالأعاصير، موجات جفاف كبيرة جدا، سنواجه ظاهرة النينيو، وأثرت علينا أيضا الأزمة في أوكرانيا بشكل كبير.. للأسف ارتفعت أسعار المواد الغذائية وتأثر بذلك سكاننا في المنطقة".

كما تحدثت كاسترو عن هايتي، مؤكدة أن الوضع بها معقد للغاية، حيث يعاني نصف سكان البلاد، أي 11 مليون نسمة، من انعدام الأمن الغذائي، وهو أمر حاد للغاية.

وأضافت أنه لسوء الحظ، يتفاقم هذا الوضع بسبب العنف وعدم إمكانية الوصول إلى هذه المجتمعات عدة مرات، بما في ذلك المناطق الحضرية، كما هي الحال في بورت-أو-برانس، حيث يتطلب دخول سيتي سولاي الكثير من المفاوضات الإنسانية للتمكن من الوصول إلى السكان.

كما أشارت المسؤولة الأممية إلى بلدان أخرى لديها أيضا بعض مستويات انعدام الأمن الغذائي التي ترتبط أكثر بأزمة المناخ أو الأزمات المتتالية، على سبيل المثال، أمريكا الوسطى، خاصة الآن بعد أن أتت ظاهرة النينيو وستواجه الجفاف.

وكذلك أمريكا الجنوبية، حيث شهدت جفافا في العام الماضي، وفيضانات بسبب ظاهرة النينيو، في دول مثل بيرو، كما أشارت إلى الأوضاع في بعض جزر الكاريبي وتأثير أزمة المناخ أو الديون عليها.

وعن أزمة المهاجرين في دارين، قالت كاسترو: "إن كل ما ذكرته من قبل أسباب أزمة الهجرة والتي تجعل الخيار الوحيد في النهاية هو ترك المنزل وبيع كل شيء والمغادرة.. في البداية يذهبون إلى المناطق الحضرية، ولكن بعد الذهاب إلى المدن يدركون أنه من الصعب للغاية تناول ثلاث وجبات في اليوم، أو إبقاء الأطفال في المدرسة، أو الحصول على خدمات كافية، لأن العيش في هذه المدن مكلف، خاصة عندما لا توجد وظائف".

وأشارت كاسترو إلى أن 48% من سكان أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لديهم وظائف غير رسمية، وفقا لبيانات اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي مؤخرا.

وأوضحت أن "هذه الأسباب تجعل المهاجرين يعبرون طريق غابة دارين، وهذا أمر مقلق للغاية، حيث ذكرت حكومة بنما العام الماضي أن ما يقرب من 235 ألف شخص عبروا، ومن المتوقع هذا العام أن يمر أكثر من نصف مليون شخص، أي أن الرقم قد تضاعف، وفيما يتعلق بعام 2020، فهو ستة أضعاف".

وشددت: "بصفتنا برنامج الأغذية العالمي، نعمل على القضايا الإنسانية، وخاصة مع المهاجرين العابرين في أمريكا الجنوبية.. ونعمل بدقة شديدة على الأسباب الكامنة.. نحن نفعل كل ما في وسعنا لإعطاء السكان خيارات".

وعن العمل مع المجتمعات الموجودة في مناطق التنقل عالية الخطورة، قالت كاستروهناك إجراءات مثل ضمان التغذية المدرسية، موضحة: "نحن نتعاون مع الحكومات للتأكد من أن الأطفال يتناولون وجباتهم الخفيفة أو وجبة الإفطار المدرسية.. الأطفال هم مستقبلنا ورأس مالنا البشري.. وإذا ذهبوا إلى المدرسة وكانوا جائعين (لأنه في المنزل لا يمكنك شراء سلة أساسية لأنها باهظة الثمن) فلن يتعلموا، ولن يدرسوا، ولن يتقدموا".

وشددت: "هذا مهم للغاية لأن الأسرة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي تعلق أهمية قصوى على إبقاء الأطفال في المدرسة، هذا أيضا يمنع العنف، ويمنعهم من الانضمام إلى الجماعات العنيفة، ويمنعهم من سوء التغذية.. عندما يكون لديك معدة ممتلئة، تتعلم تعليماً جيداً".

وأوضحت: "لذلك، يعد هذا أحد أهم الأنشطة التي نقوم بها في جميع أنحاء القارة.. نحن نعمل مع الحكومات لضمان حصول ما يقرب من 85 مليون طفل على وجبات مدرسية.. إنها شبكة اجتماعية رائعة".

وأضافت: "ومن القضايا الأخرى التي نقوم بها العمل مع المجتمعات المحلية، وخاصة المجموعات النسائية والتعاونيات ومجموعات المزارعين المنتجين، نشتري الإنتاج المحلي ليتم نقله إلى الأسواق، نحن نتعاون معهم حتى يتمكنوا من الوصول بشكل أكثر كفاءة إلى السوق".

وتابعت: “كما نعزز الاتصال بين المنتجين والمدارس من خلال الحكومة ووزارة التربية والتعليم، بحيث تشتري المدارس منهم مباشرة”.

وأضافت: "في نيكاراغوا، على سبيل المثال، قام برنامج الأغذية العالمي بشراء ما يصل إلى 50 و60 و70 طنا من الأغذية محليا منذ سنوات لضمان التغذية المدرسية.. الآن ضربنا هذه الكمية عشرة أضعاف، وهو ما يمثل 10% من إجمالي الطعام المطلوب.. نشتريه محليا في نيكاراغوا ومن المجتمعات التي ستتأثر بالممر الجاف، والمعرضة لخطر التنقل".

وأضافت: "نشجع أيضا على إعادة النظر في المعلومات التي توفرها المؤشرات البيولوجية التي تنشأ عن أو من السكان الأصليين والمنحدرين من أصل إفريقي.. أي إنه من المثير للاهتمام معرفة أنه في جبال الأنديز، إذا عوى ثعلب الأنديز، فسوف تمطر، لذلك، هناك مؤشرات بيولوجية يمكن دمجها مع تقنيات معلومات الأرصاد الجوية الجديدة ومساعدة السكان لمعرفة متى تزرع وتحصد مثلا".

وأضافت كاسترو: "الآن في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، لدينا مشكلات تضخم خطيرة؛ أسعار المواد الغذائية مرتفعة للغاية والسكان الذين يعانون من الفقر أو الذين لديهم دخل متوسط منخفض يجدون صعوبة في الوصول إلى سلة أساسية، بالإضافة إلى ذلك، فإن أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لديها تكلفة أغلى سلة أساسية يومية في العالم، مع 4.2 دولار للشخص الواحد في اليوم".

وأوضحت: "مع أخذ ذلك في الاعتبار، هناك فرص كبيرة لصغار المزارعين للإنتاج والبيع محليا بسعر مقبول وبالتالي تخفيف هذا التضخم الغذائي، ولكن بسبب تكلفة الوقود والنقل وأشياء أخرى، للأسف التضخم لا ينخفض".

وقالت: "الآن، نحن، بوصفنا برنامج الأغذية العالمي، نحاول أن نعطي المجتمعات المحلية إمكانية أكبر للوصول.. تركز الوكالات الأخرى بشكل أكبر على الإنتاج، ونركز على توفير الغذاء في الأسواق حتى يتمكن أفقر السكان من الشراء، أو أن تصل تلك الوجبات إلى المؤسسات -كما قلت- والمدارس ومراكز التغذية".

 
 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية