أبرم أكبر منتج لثاني أكسيد الكربون في بريطانيا وعملاؤه الثلاثة من الغاز الصناعي صفقة لتأمين الإمدادات التي تنهي أسابيع من عدم اليقين وتجنب أزمة في قطاع صناعة الأغذية، لا سيما قطاعات اللحوم والبيرة والمشروبات الغازية في البلاد، وفقا لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.

وأوضح تقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز"، أن الاتفاقية تمكن مجموعة الأسمدة الأمريكية "CF Industries" من الاستمرار في إمداد شركات الغاز الصناعي BOC و Nippon Gases و Air Liquide حتى مع استمرار ارتفاع أسعار الغاز العالمية، حسبما ذكرت وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية.

وأضافت الصحيفة: "هذا يعني أن القطاعات الرئيسية -بما في ذلك تصنيع الأغذية والطاقة النووية- تضمن إمدادات من ثاني أكسيد الكربون".

وقالت “CF Industries”، إن مصنعها في بيلينجهام، شمال شرق إنجلترا، "لا يزال يعمل ويواصل بيع ثاني أكسيد الكربون على أساس تعاقدي وفوري".

وقالت شركة “Air Liquide”، إحدى أكبر ثلاثة موزعين للغاز في المملكة المتحدة: "نحن ملتزمون ببذل قصارى جهدنا لتزويد سوق المملكة المتحدة بثاني أكسيد الكربون".

وتأتي الصفقة الجديدة بعد انتهاء صلاحية العقود المبرمة بين CF وشركات الغاز الصناعية الثلاث الموقعة في أكتوبر الماضي في نهاية يناير.

وأغلقت “CF” مصنعيها في المملكة المتحدة في سبتمبر الماضي، حيث أدى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي إلى جعل إنتاج الأسمدة غير اقتصادي، لكنها قطعت أيضًا جزءًا كبيرًا من إمدادات المملكة المتحدة من ثاني أكسيد الكربون، وهو منتج ثانوي لعملية تصنيع الأسمدة، ما أدى إلى تحذيرات من الفوضى، لا سيما في صناعة اللحوم التي تستخدم الغاز لذبح الماشية، ويستخدم الغاز أيضًا في إنتاج وتعبئة الأطعمة والمشروبات.

واستؤنف الإنتاج في مصنع CF في Billingham بعد أن تدخلت الحكومة لتقديم دعم لمدة ثلاثة أسابيع وتوسطت في عقود جديدة بين CF ومجموعات الغاز الصناعية.

وأعربت أقسام صناعة المواد الغذائية عن ارتياحها للتوصل إلى اتفاق.

ونقلت "فاينانشال تايمز" عن الرئيس التنفيذي لاتحاد مصنعي اللحوم البريطانية، نيك ألين: "أدعم قرار الحكومة بالتدخل، هذا يمنح صناعتنا مزيدًا من الوقت للعثور على مصادر أخرى لثاني أكسيد الكربون".

وتضاعفت أسعار ثاني أكسيد الكربون أربع مرات تقريبًا منذ بدء النقص في العام الماضي ويسهم ذلك في تضخم التكلفة الإجمالية، على الرغم من أنها كانت مكونًا صغيرًا نسبيًا من الإجمالي لمنتجي اللحوم.

وقال الرئيس التنفيذي لمجلس الدواجن البريطاني، ريتشارد جريفيث: “لا أعرف ما إذا كانت هناك مدة مرتبطة بهذه الاتفاقية، ولكن أي شيء يضمن الإمداد يعد خبرًا جيدًا، لا نرحب بأي زيادة في التكلفة، ولكن هذه هي أفضل نتيجة كنا نأملها”.

وأضاف “ألين”، أنه منذ سبتمبر الماضي، كانت المزيد من الشركات تبحث عن مصادر بديلة، ما أدى إلى خفض حصة CF في السوق إلى 30% من نحو 60%، وأضاف أن ارتفاع أسعار ثاني أكسيد الكربون يعني أن المزيد من الشركات، بما في ذلك شركات تصنيع الأسمدة الأخرى، تبيع الآن الغاز بدلاً من إطلاقه في الغلاف الجوي.

وقال المدير التجاري في شركة Ensus جرانت بيرسون، التي تصنع الإيثانول الحيوي من الذرة وتورد نحو 30% من ثاني أكسيد الكربون في المملكة المتحدة، إنه كان هناك أيضًا تحول إلى البدائل، حيث تحول بعض المستخدمين إلى النيتروجين بدلاً من ثاني أكسيد الكربون، اعتمادًا على التوافر والسعر.