كشفت دراسة حديثة عن أن رافضي التطعيم ضد فيروس كورونا في فرنسا يشترون شهادات لقاح مزيفة عبر الإنترنت؛ وذلك للالتفاف على قيود كورونا المفروضة في البلاد، والتي غالبًا ما يجري الترويج لها على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية.

وتتم إعادة توجيه العديد من الأشخاص الذين يشترون الشهادات المزورة، والتي يمكن استخدامها في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، من مواقع الإنترنت المختلفة مثل إنستغرام وفيسبوك، إلى برنامج تليغرام المشفر، حيث يمكن شراؤها بشكل سرى، وفقًا لدراسة أجراها معهد الحوار الاستراتيجي.

وأثار تقرير الغارديان مخاوف من أن خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي توجه تلقائيًا الأشخاص الذين خاب أملهم من تعامل الحكومة الفرنسية مع الجائحة نحو المساحات اليمينية المتطرفة عبر الإنترنت.

وكشفت منسقة الأبحاث في معهد الحوار الاستراتيجي، زوى فوريل، والتي قادت الدراسة، عن أنه في حين أن بعض مجموعات فيسبوك المخصصة لبيع تصاريح كورونا المزيفة تضم نحو 1000 عضو، كانت هناك حسابات إنستغرام تضم ما يصل إلى 17 ألف متابع.

منصات تبيع شهادات مزيفة

وأضافت: “أعتقد، في ما يتعلق بالمنصات، أن القضية الرئيسية هي الحجم الذي يتوفر به هذا على منصات مثل فيسبوك وإنستغرام”، "من الواضح أن لديهم مثل هذا الجمهور الواسع، فهم يقومون بتمكين هذا المحتوى على نطاق أوسع."

وأشارت إلى أنه "بالنسبة إلى تطبيق إنستغرام، كان أحد أكثر الأشياء المقلقة التي لاحظناها هو أن الخوارزمية الخاصة به توصى في الواقع بالحسابات التي تقدم خدمات صحية أو تطعيمات مزيفة، لذلك إذا كنت شخصًا يتابع حسابين يحتويان على معلومات مضللة أو محتوى مضاد للتطعيم من كورونا، ستوصى الخوارزمية الخاصة بك بالمزيد من الحسابات التي تقدم مثل هذه النوعية من التصاريح المزورة".

وأكدت “فوريل” أن هناك مشكلة كبيرة حقًا تتعلق بنموذج العمل وتصميم النظام الأساسي وكيفية عمله.

وقدمت فرنسا "تصاريح صحية" أثناء جائحة كورونا، والتي سمحت للناس بإثبات حالتهم الصحية من خلال تقديم اختبار نتيجته سلبية، فضلًا عن تلقيحهم باللقاحات المضادة لكورونا.

ووافقت الحكومة الفرنسية الشهر الماضي على تصريح لقاح يستبعد غير المطعمين من المطاعم والساحات الرياضية وأماكن أخرى.. وقد جعل ذلك الحصول على تصريح مزيف -والذي يمكن استخدامه عبر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي- مرغوبًا أكثر لرافضي التطعيم.

مظاهرات ضد شهادات التلقيح

وفي السياق، شارك نحو 7665 شخصا في العاصمة الفرنسية في 4 تظاهرات ضد شهادة التلقيح من كورونا بحسب الشرطة، وهو رقم لا يشمل المتظاهرين الذين قدموا في آلياتهم ضمن ما أسموه "مواكب الحرية" والذين تجمع بعضهم على جادة الشانزليزيه، بحسب وكالة "فرانس برس".

وكشفت وزارة الداخلية الفرنسية أن عدد المتظاهرين الرافضين شهادة التلقيح في البلاد وصل إلى نحو 32100 متظاهر في مختلف أرجاء فرنسا.

كورونا في فرنسا

وسجلت فرنسا أعلى حصيلة إصابات بكورونا في البلاد يوم 25 يناير الماضي، بواقع 503 آلاف و349 إصابة، وأعلى حصيلة وفيات يوم 15 إبريل 2020، بواقع ألف و438 حالة.

وارتفعت حصيلة الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في فرنسا إلى 21 مليوناً و511 ألفاً و997 إصابة، والوفيات إلى 135 ألفاً و264.

وأظهرت بيانات “جونز هوبكنز” الأمريكية، أنه تم إعطاء 139 مليوناً و804 آلاف و600 جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في فرنسا حتى الآن, فيما تلقى 51 مليوناً و799 ألفاً و816 من الفرنسيين تطعيما كاملا حتى الآن.