غضب في تونس من مهاجري "تيك توك" غير الشرعيين
غضب في تونس من مهاجري "تيك توك" غير الشرعيين
يواجه اثنان من مشاهير “تيك توك” المؤثرين في تونس، غضبا عارما بسبب محاولاتهما إضفاء "السحر" على تجارة المهاجرين غير المشروعة، وذلك من خلال مشاركة مقاطع فيديو لعبور القوارب غير القانونية، بالإضافة إلى نشر صور تظهر إنفاقهم المال في أوروبا.
ونشرت فتاة تدعى شيماء بنت محمود، وتبلغ 21 عامًا، مقطع فيديو تظهر -من خلاله- وهي تلوح أثناء عبورها من تونس إلى إيطاليا، بتكلفة تزيد على 1300 دولار، مع خطيبها الذي يشاركها الرحلة في قارب مزدحم بالمهاجرين.
وتظهر “شيماء” خلال الفيديو وهي تبتسم مع 23 مهاجراً آخر، بينما كانت هي ترقص على موسيقى الراب، في رحلة تبدو خالية من الهموم عبر البحر الأبيض المتوسط، على عكس حقيقة الواقع المرير للمهاجرين.
وزعمت الفتاة التونسية، التي يتابعها ما يقرب من 140 ألف شخص على تيك توك، أنها "أُجبرت" على الذهاب في رحلة 188 كم، لأنها كانت تجني نحو 121 دولارا فقط في الشهر من عملها في تصفيف الشعر بتونس.
وقبل نحو شهر، نشرت فتاة أخرى تدعى، سبع السعيدي، وتبلغ من العمر 18 عامًا، صورة مماثلة لها وهي تضع أحمر شفاه ورديا فاتح اللون، وهي تجلس على طرف قارب خشبي متهالك أثناء رحلة هجرة غير شرعية، حيث هبط كلاهما في لامبيدوزا بإيطاليا، ثم سافرا حول المدن الأوروبية، والتقطتا صورًا ذاتية بجوار برج إيفل وركبا سيارات "بي إم دبليو"، حيث عرضت وسائل الإعلام المحلية والوكالة الفرنسية هذه الصور والمقاطع قبل حذفها.
وأثارت الفتاتان جدلاً واسعا بسبب منشوراتهما خلال عبورهما في نوفمبر وديسمبر، حيث وجهت لهما انتقادات كبيرة بسبب محاولة الترويج لرحلة تتسبب في مصرع الآلاف كل عام بحسب صحيفة الديلي ميل.
وقالت “شيماء”، أثناء خضوعها للحجر الصحي لمدة أسبوعين في مركز احتجاز بإيطاليا، إنها تتفهم مخاطر الرحلة التي قامت بها في ديسمبر، لكن الصعوبات المالية وعدم قدرتها على الحصول على تأشيرة "أجبرتها" على المخاطرة.
وتعد إيطاليا إحدى نقاط الدخول الرئيسية إلى أوروبا، للمهاجرين الذين ينطلقون من دول شمال إفريقيا، وخاصة من تونس وليبيا؛ حيث ارتفع عدد المغادرين بشكل كبير مقارنة بالسنوات السابقة.
ووصل ما يزيد على 55 ألف مهاجر إلى إيطاليا خلال عام 2021، مقارنة بأقل من 30 ألفاً في عام 2020، وفقاً للبيانات الإيطالية الرسمية.
وتفيد أرقام المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، بأنه في الأشهر التسعة الأولى من عام 2021، اعترض خفر السواحل التونسيون نحو 19500 مهاجر، كانوا يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط.
وفُقد أثر 1300 مهاجر، أو اعتبروا غرقى، بينما وصل نحو 52 ألف مهاجر إلى السواحل الإيطالية خلال الفترة نفسها، وفق سجلات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.