تقرير: الهند مستعدة لتجاهل العقوبات الغربية على روسيا لحماية مصالحها

تقرير: الهند مستعدة لتجاهل العقوبات الغربية على روسيا لحماية مصالحها

تحجم الهند عن إثارة غضب موسكو، بسبب العلاقات التجارية والدفاعية العميقة والقلق بشأن الصين وباكستان، فلم تخبر الحكومة الهندية المقرضين الهنود بما يجب عليهم فعله حيال البنوك الروسية التي استهدفتها العقوبات الغربية، في إشارة إلى أن نيودلهي مستعدة لتجاهل العقوبات الغربية على موسكو، وفقا لصحيفة "فايننشيال تايمز".

ورأت الصحيفة في تقرير نشرته، اليوم الثلاثاء، إن الهند ستعطي الأولوية لعلاقتها التجارية مع روسيا، وأي شيء يمكن أن يساعد في استمرار تلك العلاقات التجارية، إلى جانب حماية وعودة أكثر من 15 ألف مواطن، معظمهم من الطلاب الذين يدرسون في البلاد.

ووصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال زيارته للهند في ديسمبر الماضي الهند بأنها "صديقة اختارها الزمن"، بعد أن وقع الزعيمان على اتفاقية دفاع جديدة مدتها 10 سنوات، ويبدو أن هذه الصداقة قد تعرضت للتحدي أو الاختبار مرة أخرى بعد 8 أسابيع "فقط" عندما اقتحمت القوات الروسية أوكرانيا.

وبينما أدانت الدول الغربية العدوان الروسي، ظل ولاء نيودلهي لشريكها القديم ثابتًا، وامتنعت، بصفتها عضوا مؤقتا في مجلس الأمن الدولي، عن التصويت على قرار يدين الغزو الروسي الأسبوع الماضي إلى جانب الصين، كما امتنع زعيم المعارضة راهول غاندي عن إدانة روسيا.

ويقول محللون إن الهند تعتقد أن هناك فائدة قليلة من تنفير روسيا، التي تعتمد عليها في السلع الأساسية مثل الطاقة والأسمدة، مع الصين المجاورة باعتبارها تهديدًا إستراتيجيًا أكبر بكثير، حيث يُنظر إلى الدعم الروسي على أنه حيوي لإدارة المواجهة غير المحسومة بين الهند والصين على حدودها الشمالية في جبال الهيمالايا بعد قتال مميت في عام 2020.

وقال عضو مركز التقدم الاجتماعي والاقتصادي في نيودلهي، كونستانتينو كزافييه: "هنا في دلهي، لطالما كانت روسيا يُنظر إليها على أنها مصدر إلهاء تكتيكي خطير للغرب"، مضيفا، أنه "من منظور الهند، الفاعل الوحيد الذي سيخرج أقوى من الحرب في أوكرانيا هو الصين".

وتعود شراكة الهند مع روسيا إلى الأيام الأولى للاستقلال بعد عام 1947، عندما استلهم رئيس الوزراء جواهر لال نهرو أجزاء من اقتصاده الاشتراكي من الاتحاد السوفيتي، على الرغم من أن الهند كانت "غير منحازة" خلال الحرب الباردة، فقد اقتربت من السوفييت حيث انجرفت الولايات المتحدة نحو عدوها باكستان، وبشكل حاسم، يُنسب إلى الاتحاد السوفييتي أنه ساعد الهند على الفوز في حرب عام 1971 مع باكستان على بنغلاديش.

وعلى الجانب الآخر، تعززت علاقات الهند مع الولايات المتحدة وأوروبا منذ انتهاء الحرب الباردة، يُنظر إلى نيودلهي -فهي عضو في الشراكة الأمنية الرباعية مع الولايات المتحدة واليابان وأستراليا- على أنها حليف غربي لا غنى عنه وثقل موازن للصين في آسيا.

ومع ذلك، فإن الهند محاصرة بأعدائها على حدودها الشمالية، ويعني الموقع الجغرافي للهند أنها لا ترغب في الاعتماد على الدعم الغربي البعيد.

ونقلت "فايننشيال تايمز" عن العضو المنتدب لبنك كوتاك ماهيندرا وأحد أغنى الرجال في الهند، عدي كوتاك، قوله: "الصين من جهة وباكستان من جهة أخرى، كلاهما ممكّن نوويًا"، مضيفًا "بالنظر إلى اعتمادنا على المعدات العسكرية الروسية، وأن الولايات المتحدة بعيدة، لدينا تحديات".

ويقول مراقبون إن موسكو بحاجة إلى حلفائها، مثل الهند والصين، للمساعدة في تخفيف الضغط الساحق للعقوبات المالية الغربية.

على الرغم من أن التجارة الثنائية كانت تساوي حوالي 8 مليارات دولار فقط في العام المالي الماضي، إلا أن الشركات الهندية التي لها صلات روسية كانت تضغط على الحكومة للسماح لها بمواصلة التجارة مع نظيراتها، حسبما قال شخص مطلع في وزارة المالية لـ"فايننشيال تايمز".

وقال الأستاذ بجامعة جواهر لال نهرو والمتخصص في التجارة، بيسواجيت دهار: "إنه بينما تتاجر الهند مع روسيا بالدولار، هناك حديث عن العودة إلى تجارة بالروبل والتي كانت هي القاعدة، في إشارة إلى الفترة من السبعينيات إلى التسعينيات".

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية