تقرير: "بقاء الحقول خالية" يعني استمرار 95% من الأفغان دون طعام كافٍ

تقرير: "بقاء الحقول خالية" يعني استمرار 95% من الأفغان دون طعام كافٍ

يثير الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مخاوف جسيمة بالنسبة لملايين الأفغان والمجتمعات الزراعية، حيث لا تزال الحقول خالية من محاصيل الربيع السنوية.

ويعني الجفاف المستمر أن المساحة المزروعة بالقمح الشتوي أقل بكثير من المتوسط، وتشير التقارير الميدانية إلى أن نصف الأرض المزروعة عادة بالقمح، في أفغانستان، أصبحت "بور" في نهاية موسم الزراعة في ديسمبر، مع استمرار الجفاف، وهو ما يعنى أن الجوع سوف يزداد سوءًا، حيث يعيش 95% من السكان دون طعام كافٍ ليأكلوا كل يوم، وفقًا للأمم المتحدة.

ومن المحتمل أن تواجه المحاصيل القليلة التي تمت زراعتها ظروفًا قاسية، حيث من المتوقع أن تجلب ظاهرة "لا نينا" المناخية ظروفًا أكثر جفافاً من المعتاد في الأشهر المقبلة، مما يعنى استمرار الجفاف الشديد إلى عام ثانٍ.

وقال رئيس الهلال الأحمر الأفغاني بالإنابة، مولوي موتيول حق خالص: "تعتمد ملايين العائلات على الزراعة، لكنهم فقدوا بالفعل محاصيل العام الماضي بسبب الجفاف الشديد، مما تركهم بدون حبوب لتجاوز الشتاء القاسي أو البذور لزرعها في الحقول".

وأضاف: "بدون البذور في الأرض، لن يكون هناك حصاد في الربيع والصيف، مما يخلق خطر المجاعة الحقيقي في جميع أنحاء أفغانستان، حيث ما يقرب من 23 مليون شخص غير قادرين بالفعل على إطعام أنفسهم كل يوم".

وتابع "حق خالص": "نحن بحاجة إلى تكثيف جهودنا لدعم هذه المجتمعات بالإغاثة لأنها تستعد للعام الثاني من الجفاف ونقص الغذاء، بينما نعمل على استدامة سبل العيش التي تعتبر مهمة جدًا للعائلات والمجتمعات بأكملها".

وأصبحت أزمة الجفاف أزمة اقتصادية في بلد تعتبر فيه الزراعة أمرًا بالغ الأهمية لسبل عيش الناس والدعامات الأساسية للاقتصاد، حيث يعيش أكثر من 70% من سكان أفغانستان في المناطق الريفية ويعتمد حوالي 80% من سبل كسب العيش على الزراعة، وفقًا لأحدث بيانات الأمن الغذائي لأفغانستان IPC.

ويعمل الهلال الأحمر الأفغاني، بدعم من الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر ifrc، مع المجتمعات الزراعية للحصول على مصادر مياه أكثر استدامة ومحاصيل مقاومة للجفاف وفرص أخرى، لتوليد الدخل للنساء في الأجزاء الإقليمية من البلاد.

وقالت رئيسة وفد الاتحاد الدولي لأفغانستان بالنيابة، جوانا أرفو: "الدمار الناجم عن تغير المناخ يعني أن المخاطر والمصاعب تتصاعد بشكل هائل بالنسبة للناس في أفغانستان، لقد واجه الملايين من الناس موجتين من الجفاف الشديد خلال 4 سنوات، مما تسبب في فشل المحاصيل بشكل كارثي ونقص الغذاء المدمر".

وأضافت: "درجات الحرارة آخذة في الارتفاع، مما يؤدي إلى انخفاض غطاء تساقط الثلوج وذوبان الجليد وإمدادات المياه، لقد أصبح هطول الأمطار أكثر تقلبًا، مما يؤدي إلى تدمير الزراعة في أفغانستان".

وشددت "أرفو" على أنه: "بالإضافة إلى توفير الإغاثة الفورية، يجب أن نستثمر أكثر بكثير في المستقبل، من خلال مساعدة الأفغان على إنشاء إمدادات مياه أكثر استدامة ومحاصيل مقاومة للجفاف، مع دعم توليد الدخل للفئات الأكثر عرضة للخطر، بما في ذلك النساء وكبار السن".

وكجزء من هذا الدعم المستمر، يناشد الاتحاد الدولي بشكل عاجل المجتمع الدولي للحصول على أكثر من 65 مليون فرنك سويسري (نحو 69 مليون دولار) لدعم الهلال الأحمر الأفغاني، لتقديم الخدمات الصحية ومساعدات الإغاثة والإنعاش في حالات الطوارئ، لأكثر من مليون شخص في المقاطعات المتضررة من الأزمة.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية