اليوم العالمي للأطفال ضحايا الاعتداءات.. صرخة أممية لوقف العنف والعدوان
الرابع من يونيو كل عام
تحتفي الأمم المتحدة، في الرابع من يونيو كل عام، باليوم الدولي للأطفال ضحايا الاعتداءات، وذلك للحد من الاعتداء والعنف والعدوان الذي يواجهه أطفال كثيرون حول العالم.
ويأتي الاحتفال هذا العام في ظل ما يعانيه الشعب الفلسطيني بأكمله من الحرب التي كانت وراء موت الآلاف من الأطفال والشباب والنساء منذ إطلاق عملية "طوفان الأقصى" بعد أحداث 7 أكتوبر الماضي، في قطاع غزة.
جاءت فكرة الاحتفال بهذا اليوم عندما عانت بعض الدول العربية في منتصف السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي من الاحتلال، وظهر الضرر الكبير الذي يواجهه الأطفال، وبالتحديد في لبنان عام 1982.
وجاء قرار الجمعية العام للأمم المتحدة بعد أن نظرت في قضية فلسطين في دورتها الاستثنائية الطارئة السابعة المستأنفة والتي جاء بها عدد كبير من الأطفال الفلسطينيين واللبنانيين الأبرياء من ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية، وقررت إحياء ذكرى 4 يونيو من كل عام يومًا دوليًا الأطفال الأبرياء ضحايا العدوان.
ومن جانبها، أعلنت اليونيسف تحت عنوان "أوقفوا الهجمات على الأطفال" أن الغرض من هذا اليوم هو الاعتراف بمعاناة الأطفال، من ضحايا سوء المعاملة البدنية والعقلية والنفسية، في جميع أنحاء العالم.
حماية حقوق الطفل
ويؤكد هذا اليوم التزام الأمم المتحدة بحماية حقوق الأطفال، ويسترشد عملها باتفاقية حقوق الطفل، وهي من أكثر معاهدات حقوق الإنسان الدولية التي صدقت على مر التاريخ.
وأسهمت الأمم المتحدة في دعم الأطفال حول العالم، بوضع خطة تنمية ورعاية صحية واجتماعية واقتصادية لديهم من أفكار خطة التنمية المستدامة 2030 التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، وذلك بإنهاء جميع أشكال العنف ضد الأطفال، وتسعى لوضع حدود لمعاملة الأطفال، وذلك لوقف العنف والعدوان ضدهم، وإيقاف استغلالهم في أشياء عديدة.
أطفال مُهاجَمون
يواجه الأطفال الذين يعيشون في أماكن عديدة مزقتها الحروب، في كل يوم، رعبا لا يُوصف، فهم لا يأمنون على أنفسهم سواء في بيوتهم أو في الشوارع أو في المدارس أو في المستشفيات.
ويواجه الأطفال العالقون بين خطوط نيران الأطراف المتحاربة مستويات صادمة من العنف، حيث يواجهون مخاطر القتل والإصابات والاختطاف والعنف الجنسي والهجمات على المرافق التعليمية والصحية فضلا عن الحرمان من المساعدة الإنسانية التي هم في أمس الحاجة إليها.
بيانات مقلقة
أشار تقرير صادر عن منظمة "اليونيسف" في 2022 والمعنون "خمسة وعشرون عاما في مجال الأطفال والنزاع المسلح" إلى بيانات مقلقة منذ عام 2005:
مقتل الأطفال أو تشويههم
قُتل أو شُوه ما لا يقل عن 104100 طفل، وتعرض ما يزيد على ثلثيهم لذلك بين عامي 2014 و2020، وبمعدل 10500 طفل سنويا.
تجنيد الأطفال
جندت الكيانات المسلحة ما لا يقل عن 93 ألف طفل بين عامي 2016 و2020، وقد تحققت الأمم المتحدة من تجنيد واستخدام ما متوسطه 8756 طفلًا سنويًا (و8521 طفلا في عام 2020).
اختطاف الأطفال
اُختطف ما يزيد على 25700 طفل، وعلى مدى السنوات الـ16 الماضية، وقع ثلثا تلك الحالات بين عامي 2014 و2020 وبمتوسط سنوي قدره 2414 طفلا (و3202 طفل في عام 2020).
ويمثل الفتيان ثلاثة أرباع تلك الأعداد، في حين تظل الفتيات عرضة لمخاطر الاختطاف، بما في ذلك الاختطاف لغرض العنف والاستغلال الجنسيين.
اغتصاب الأطفال
تعرض أكثر من 14200 طفل للاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي، وكان المتوسط السنوي لذلك هو 890 طفلا، وسُجل الرقم القياسي لهذه الجريمة في عام 2020 حيث بلغت تلك الحالات 1268 حالة.
ومع ذلك، فإن تلك الأرقام لا تدلل على الحجم الفعلي لهذا الجُرم، ذلك أنه لا يُبّلغ عن حالات العنف الجنسي، وخاصة العنف الجنسي على الفتيان، كما يؤثر العنف الجنسي في الفتيات اللاتي كن ضحايا لـ97% من حالات الانتهاك الجنسي في السنوات الخمس الماضية.
الحرمان من المساعدات الإنسانية
تم التحقق من وقوع أكثر من 14900 حادثة حرمان من الحصول على المساعدات الإنسانية، وقع حوالي 80% من تلك الحوادث في السنوات الخمس الماضية، مما يدل على تعزيز الجهود لتوثيق هذه الحوادث والتحقق منها.
تدمير المستشفيات والمدارس
تم التحقق من وقوع أكثر من 13900 هجوم على المدارس والمستشفيات، ووقع ما يقرب من ثلاثة أرباع تلك الهجمات على المنشآت التعليمية والموظفين والتلاميذ، بمتوسط سنوي بلغ 873 هجمة، بما في ذلك 1032 بين 2016 - 2020.
تقرير غراسا ماشيل
في عام 1996، قدمت الموزمبيقية، غراسا ماشيل، تقريرها البارز بشأن أثر النزاعات المسلحة على الأطفال إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكشف التقرير حتى ذلك الحين عن الأثر الخفي للنزاعات المسلحة على معايش الأطفال، ورسم صورة قاتمة لحجم انتهاكات حقوق الأطفال في حالات النزاع المسلح ونطاق تلك الانتهاكات، وللمرة الأولى سمعت الجمعية العامة القصة كاملة بشأن الكيفية التي يُجند بها الأطفال ومعاناتهم.
وكان تقرير غراسا ماشيل نتيجة 3 سنوات من البحث الميداني، تضمنت مشاورات مستفيضة مع الحكومات، والسلطات العسكرية، والخبراء القانونيين، ومنظمات حقوق الإنسان، ووسائل الإعلام، والمنظمات الدينية، والقادة البارزين في المجتمع المدني، والنساء والأطفال.
وبرهن التقرير كذلك على أهمية تصدير حماية الأطفال ورعايتهم أثناء حالات النزاع، كما دعا الجميع إلى الاعتراف بالانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الأطفال في حالات النزاع وإلى اتخاذ الإجراءات اللازمة.
التقارير الحديثة
تشير الأبحاث إلى أن أكثر من 300 مليون طفل في جميع أنحاء العالم يقعون ضحايا للاستغلال والاعتداء الجنسي عبر الإنترنت كل عام، وفيما يعتقد أنه أول تقدير عالمي لحجم الأزمة.
ووفقا لصحيفة "الغارديان"، وجد باحثون في جامعة إدنبرة أن 12.6% من أطفال العالم وقعوا ضحايا للحديث والمشاركة والتعرض للصور ومقاطع الفيديو الجنسية دون رضاهم في العام الماضي، أي ما يعادل حوالي 302 مليون شاب، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
وتعرضت نسبة مماثلة -12.5%- للإغراء عبر الإنترنت، مثل الحديث الجنسي غير المرغوب فيه الذي يمكن أن يشمل إرسال رسائل جنسية وأسئلة جنسية وطلبات جنسية من قبل البالغين أو الشباب الآخرين.