الجفاف يقتل آلاف الأسماك في إحدى بحيرات المكسيك
الجفاف يقتل آلاف الأسماك في إحدى بحيرات المكسيك
تسبّب الجفاف في نفوق آلاف الأسماك بعدما جفّت إحدى البحيرات في شمال المكسيك، على ما أفاد مصوّر في وكالة فرانس برس.
ورشّت مجموعة من المتطوعين كمية من الجير لكي لا تتسبّب جيف الأسماك المتحللة بأمراض حول بحيرة بوستيّوس (3300 كيلومتر مربع) في ولاية تشيواوا.
وتنتشر رائحة كريهة في المنطقة، في حين تواجه مركبات جمع الأسماك النافقة صعوبات في التقدم بسبب أرضية المستنقع.
ونشرت بلدية كواوتيموك المجاورة إعلاناً لتوظيف "أشخاص مؤقتين يعملون على تنظيف بحيرة بوستيّوس".
وبلغ مستوى المياه في المتوسط أقل من 50% من مستواه الاعتيادي، بحسب السلطات المحلية.
وقالت رئيسة دائرة البيئة في كواوتيموك إيرما دي لا بينيا ميراز، في تصريح صحفي "مع انخفاض كمية المياه، تصبح الملوثات مركزة بصورة أكبر وتؤثر على الأنواع التي تعيش في البحيرة".
وظهرت أولى الأسماك النافقة قبل أسبوع.
وفي 31 مايو، طال جفاف معتدل أو شديد أو استثنائي 89,58% من الأراضي المكسيكية (نحو مليوني كيلومتر مربع)، بحسب خريطة وفرتها اللجنة الوطنية للمياه.
ووصلت الحرارة إلى مستوى قياسي حتى في العاصمة مكسيكو التي سجلت 34,2 درجة مئوية.
قضية التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".