"الإيكونوميست".. هكذا يتمرد الجيل "زد" على ثقافة الشركات الصارمة في آسيا

"الإيكونوميست".. هكذا يتمرد الجيل "زد" على ثقافة الشركات الصارمة في آسيا

عندما تجتمع مجموعة من موظفي الجيل "زد" من سيئول وشانغهاي وسنغافورة وطوكيو في مكان واحد، يتقن المشاركون جميعًا لغة مشتركة، ألا وهي لغة يأس الشركات، وفقا لمجلة "الإيكونوميست" البريطانية.

ويعد التسلسل الهرمي غير المرن، وساعات العمل الطويلة، وثقافة الحضور في العمل التي تنتشر في آسيا، تركت العديد من العمال الشباب غير راضين بشدة عن وضعهم في الحياة، وفي استطلاع عالمي سنوي حول رفاهية الموظفين تجريه مؤسسة غالوب الأمريكية لاستطلاعات الرأي، يقول 18% فقط من الأشخاص تحت سن 35 عاماً في شرق آسيا إنهم منخرطون في العمل، وهي نسبة أقل من المتوسط ​​العالمي، الذي يبلغ 23%، وتحتل اليابان وهونج كونج أسفل الترتيب العالمي للمشاركة في جميع الفئات العمرية.

أسقط آلاف الأطباء الشباب في كوريا الجنوبية سماعاتهم الطبية في فبراير احتجاجًا على خطة الحكومة لزيادة عدد طلاب الطب، وفي 7 يونيو، أضرب عمال شركة سامسونج للإلكترونيات، وهي أكبر شركة مدرجة في البلاد، للمرة الأولى، وأشار مسؤولو النقابات إلى أن العمال الأصغر سنا قادوا الإضراب.

وتشير الأبحاث التي أجراها شين مين جو من جامعة بوكيونج الوطنية وجونج هيونج جون من جامعة سيئول الوطنية للعلوم والتكنولوجيا إلى أن "جيل أم زد" -الذي يمزج بين جيل الألفية (المولود بين أوائل الثمانينيات وأواخر التسعينيات) وجيل "زد"- في بلد ليس لديهم ما يكفي، هم أكثر حرصًا على الانضمام إلى النقابات العمالية من كبار السن وأكثر تفاؤلاً بشأن كيفية تحسين النشاط العمالي لظروف العمل.

ويعد العمال اليابانيون أكثر هدوءًا، بينما يواجه العمال الصينيون خطر السجن بسبب الإضراب، وبدلاً من ذلك يفر بعضهم من بلدانهم تماماً. لقد أصبحت الهجرة الآن موضوعاً للأحاديث السرية بين العمال الشباب في الصين، التي يعاني اقتصادها من التعثر.

وحصل عدد قياسي من العمال اليابانيين الشباب على تأشيرات عمل في أستراليا، ويتعجب بعض الشباب من الحد الأدنى لأجور عمال الوجبات السريعة في كاليفورنيا، وهو 20 دولارًا في الساعة، وهو ثلاثة أضعاف ما يكسبه صانع البرجر الياباني.

ومع ذلك فإن الاستجابة الأكثر شيوعاً للبؤس الذي تعيشه الشركات في شرق آسيا تظل هي تقاعس الصناع، وفي اليابان وكوريا الجنوبية انخرط العمال الشباب في شكل من أشكال التمرد منخفض المخاطر ومنخفض التأثير لأكثر من عقد من الزمان، غالبًا ما يُشار إلى جيل الألفية باسم جيل "المستنير" في اليابان، وفي كوريا الجنوبية، هم جيل "السامبو"، وهو ما يعني "التخلي عن ثلاثة" -المواعدة والزواج والأطفال- من أجل خدمة الاقتصاد.

وانضم إليهم بعد ذلك أقرانهم الصينيون، الذين بدؤوا الحديث عن "الاستلقاء"، أو الانسحاب من ضغوط الحياة الحديثة، سواء في العمل أو حياتهم الشخصية، في عام 2021، أي قبل عام من اكتشاف أقرانهم الغربيين "الانسحاب الهادئ".

وفي الأشهر الأخيرة، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد بعروض "ملابس العمل المثيرة للاشمئزاز"، حيث يستعرض العمال الشباب ملابسهم المكتبية التي لا تتطلب جهدا كبيرا، ويصلون إلى مكاتبهم وهم يرتدون النعال والبيجامات، ويبدو أن الطريقة الوحيدة للفوز باللعبة هي رفض اللعب.

وأخيراً انتبه زعماء الشركات والزعماء السياسيون في آسيا إلى هذا الأمر، في الشهر الماضي اضطرت رئيسة العلاقات العامة في شركة بايدو، شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة، إلى الاعتذار لأنها أمرت موظفيها بالاتصال بهم على مدار 24 ساعة يوميا.

واضطر رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول إلى التخلي عن خطة لرفع الحد الأقصى لأسبوع العمل من 52 ساعة إلى 69 ساعة، ووعد رئيسا وزراء اليابان وسنغافورة، كيشيدا فوميو ولورانس وونج، مواطنيهما الشباب الغاضب بأشكال محببة من الرأسمالية.

يقول أحد المستثمرين الأمريكيين إنه وصل مؤخرا مرتديا قميصا قصير الأكمام للتحدث أمام لجنة من المديرين التنفيذيين اليابانيين، ليجد نفسه في مواجهة الجدار التقليدي للبدلات الداكنة، ولكن في رحلته الأخيرة إلى طوكيو، رأى عددًا أقل بكثير من البدلات في العديد من مقار الشركات مما قد يتوقعه.. لأن المواقف تستغرق بعض الوقت لتتغير، وخاصة بين الأشخاص غير الشباب.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية