أحدهم يتمتع بشواطئ ميامي.. أين يوجد أبناء قادة إسرائيل بعد 9 أشهر من حرب غزة؟

أبرزهم يائير نجل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو

أحدهم يتمتع بشواطئ ميامي.. أين يوجد أبناء قادة إسرائيل بعد 9 أشهر من حرب غزة؟

صبيحة يوم 23 مايو الماضي، خرجت أمهات جنود إسرائيليين باكيات في تظاهرات غاضبة بتل أبيب، مطالبات بإنهاء مسلسل قتال أبنائهن في قطاع غزة.

ورددت الأمهات هتافات مناهضة للحكومة الإسرائيلية، ووضعن الطلاء الأحمر على أجسادهن رمزاً لرفض استمرار إراقة الدماء في الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر 2023.

في التوقيت ذاته، على بعد مسافة لا تتجاوز 7 آلاف أميال -وهي أقصر مسافة بين تل أبيب وواشنطن- يتمتع أبناء أغلب قادة إسرائيل بسياحة الاستجمام بين الاستلقاء على شواطئ ميامي والتسكع في شوارع شيكاغو، بعيدا عن أتون حرب غزة المشتعل منذ 9 أشهر مضت.

ووفق رصد "جسور بوست"، لا يتطرق الإعلام العبري لأماكن إقامة أبناء قادة إسرائيل منذ حرب غزة، باسثتناء 5 حالات لافتة، أبرزهم يائير نجل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي انتشرت صوره بملابس البحر مستمتعا على شواطئ ميامي مع بداية الحرب، بينما يتلقى والده نتنياهو العزاء في الجنود الإسرائيليين الذين يتساقطون قتلى في الحرب.

ولم يكن يائير نجل نتنياهو هو الحالة الوحيدة لأبناء قادة إسرائيل القابعين في أبراجهم العاجية والعازفين عن الانخراط بين صفوف الجنود، فقد لحق به نجل وزير الدفاع يوآف جالانت والذي لم يعد إلى تل أبيب من مكان إقامته في شيكاغو للانضمام إلى جنود الاحتياط، وكذلك نجل وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، والذي رفض التجنيد من الأساس حتى وقت قريب، وأغضب أسر المحتجزين وجدد اتهامات لقادة الحرب بدفع أبناء إسرائيل للجحيم مقابل الحفاظ على أرواح أبنائهم في نعيم الإقامة بالولايات المتحدة.

ومع تزايد أعداد القتلى داخل الجيش الإسرائيلي، والتي بلغت أكثر من 300 جندي وفق أحدث إحصاء رسمي، تزايدت وتضخمت أزمة إبعاد أبناء قادة إسرائيل عن ساحات الحرب داخل المجتمع اليهودي.

بطولة من ورق 

وفي 25 يناير الماضي، دعا الكاتب الإسرائيلي يوري ميسجاف، في مقال بصحيفة هآرتس الإسرائيلية، رئيس الوزراء نتنياهو إلى التوقف عن إرسال أطفال وشباب إسرائيل للموت في القطاع، مثلما يحاول إنقاذ نجله وإبعاد أبناء القادة عن تروس المعركة.

وقال ميسجاف آنذاك، إن "يائير نجل نتنياهو عاد إلى المجمع السكني المرموق الذي يعيش فيه في ميامي الأمريكية ولن يُقتل في خان يونس عندما يعلن والده، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: نحن نواصل الحرب حتى النصر المطلق".

والكاتب ميسجاف الذي تمنى إخراج قوات الجيش من غزة وإعادة المحتجزين، لفت أيضا إلى أن "نجل وزير الدفاع يوآف جالانت لم يعد بعد من إقامته في شيكاغو للانضمام إلى جنود الاحتياط، في حين يتحدث والده عن استمرار دخان الدبابات والمدفعية والقوات الجوية الإسرائيلية في تغطية سماء غزة".

وتحدث الكاتب الإسرائيلي أيضا عن الشاب يديديا نجل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، والذي يبلغ سن العشرين ورفض التجنيد في الجيش الإسرائيلي، قائلا: "ربما أباه (سموتريتش) لا يرى أنه مناسب للتجنيد بعد؛ لا سيما وهو في مدرسة دينية".

وعقب هذا المقال بنحو 3 أشهر، غادر سموتريتش، وهو أحد أبرز قادة الحرب والداعين لاستمرارها مهما كانت الخسائر، قاعة مؤتمر صحيفة "يسرائيل هيوم" بعد أن وجه له بعض الحضور انتقادات حادة كان بينها أنه لم يسمح لابنه بالذهاب للقتال مع قوات الاحتياط بالجيش الإسرائيلي.

وبنبرة غضب عارمة، قال أحد الحضور لسموتريتش آنذاك: "ابني جندي في غزة بينما ابنك لم يتم تجنيده، أنت عار علينا.. كيف تجلس هنا وأنت تنام ليلا؟ كيف تجلس هنا وأنت تختار ألا ترى الواقع الذي نعيشه؟".

وبعد نحو أسبوعين من هذه الواقعة، كشفت وسائل إسرائيلية عن “تجند يديديا سموتريش، نجل وزير المالية، في جيش الدفاع الإسرائيلي ضمن لواء المظليين”، دون توضيح سبب اختيار هذا السلاح، أو مدة التدريبات.

ووفق ما هو مذكور بخصوص لواء المظليين في الجيش الإسرائيلي، فإن الخدمة فيه طواعية والمنضمون إليه يخضعون لتدريبات تستمر لنحو 7 أشهر ونصف الشهر.

وفي محاولة لتبرئة ساحته، لم يترك سموترتيش فرصة إلا واستغلها في نشر صور مع ابنه بالزي العسكري، قائلا في إحدى تغريداته "أرافق ابني يديديا إلى مكتب التجنيد وهو في طريقه ليصبح مظليًا".

ووفق التقديرات العسكرية الإسرائيلية، سيظل نجل وزير المالية المجند في أبريل الماضي، في الخطوط الخلفية للحرب بالانتظار في ساحة التدريبات الأولية للمنضمين حديثا إلى لواء المظليين، إلى أن تنتهي الحرب ميدانيا أو سياسيا.

مقاتل على الشواطئ

ويظل نجل رئيس الوزراء يائير نتنياهو (32 عاما) هو الحالة الأكثر فجاجة داخل إسرائيل، إذ يعرف عن يائير أنه أدى الخدمة العسكرية الإجبارية في وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، وليس كجندي مقاتل، أي بعيدا عن أجواء حرب أو مواجهات ميدانية عسكرية.

وعقب اندلاع حرب غزة في أكتوبر الماضي، أفادت بيانات إسرائيلية، بأنه تم استدعاء 360 ألف جندي احتياط للجيش، حيث عاد عدد منهم من مكان إقامته بالخارج إلى إسرائيل، بينما غاب نجل رئيس الوزراء عن هذه العودة الاضطرارية، وفق وسائل إعلام عبرية.

وظهر نجل نتنياهو، عقب الحرب على غزة في مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية، إذ نقلت صحيفة التايمز البريطانية، في تقرير نشر في أكتوبر الماضي، عن جندي متطوع يخدم على الجبهة الشمالية لإسرائيل قوله: "يائير يستمتع بحياته في شاطئ ميامي بينما أنا على الخطوط الأمامية". 

وقال جندي آخر آنذاك: "لقد عدت جوا من الولايات التي لدي فيها وظيفة وحياة وعائلة، حيث لا توجد طريقة يمكنني من خلالها البقاء هناك والتخلي عن بلدي وشعبي في هذا الوقت الحرج. ولكن أين نجل رئيس الوزراء؟ ولماذا ليس في إسرائيل؟ يجب أن يعود"، وفق التقرير البريطاني ذاته.

وبخلاف أزمة وجوده خارج تل أبيب، أثار نجل نتنياهو استفزاز المجتمع اليهودي مجددا، وذلك عقب الإعلان عن تشديد الحراسة التي ترافقه بمحل إقامته في الولايات المتحدة.

وفي نهاية مارس الماضي، أفادت "تايمز أوف إسرائيل"، بأن "نجل نتنياهو، الموجود في الولايات المتحدة منذ العام الماضي، في منتجع في ميامي يملكه سيمون فاليك، المليونير الراعي لعائلة نتنياهو، يتمتع بحماية أمنية هناك لا يبدو أنه يحق له الحصول عليها".

وتحدث الموقع الإخباري العبري على أن "حراسة إقامة يائير نتنياهو في مجمع سكني فخم في ميامي بفلوريدا، تتضمن سائقاً وحارسين شخصيين من وحدة النخبة 730 التابعة لجهاز الشاباك (الأمن الداخلي الإسرائيلي)، ما يكلف الدولة نحو 200 ألف شيكل (55 ألف دولار) شهريا، أي بتكلفة إجمالية تبلغ 2.5 مليون شيكل (680 ألف دولار) حتى الآن". 

ووفق الداخل الإسرائيلي، تكلف وحدة النخبة 730 بحماية أرفع وأهم 7 مسؤولين حكوميين في إسرائيل، وهم الرئيس، ورئيس الوزراء، ووزير الدفاع، ووزير الخارجية، ورئيس الكنيست، وزعيم المعارضة، ورئيس المحكمة العليا، بينما تقوم وحدة أخرى تسمى "ماغن" التابعة لمكتب رئيس الوزراء بحراسة المسؤولين الآخرين.

وبحسب التقرير الإعلامي ذاته، فإن حصول نجل رئيس الوزراء البالغ الذي يعيش في الولايات المتحدة على حراسة أمنية من جهاز الأمن الداخلي هو أمر غير قانوني وغير مسبوق.

وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن أحد معارضي رئيس الوزراء المقيمين في الولايات المتحدة، هو أوفير جوتيلزون الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية قد تعرض لمضايقات من قبل قوات الشاباك بسبب سعيه لكشف تحركات يائير نتنياهو في ميامي.

على خطى نجل نتنياهو، تحدث تقرير عربي متلفز عقب اندلاع حرب غزة، عن أن نجل يوآف غالانت وزير الدفاع الإسرائيلي، يتواجد في ولاية شيكاغو بالولايات المتحدة، رغم أن عمره يزيد على 20 عامًا، ولم يعد للتجنيد في الجيش الإسرائيلي. 

والتجنيد في إسرائيل أو الخدمة العسكرية في إسرائيل، هو تجنيد إجباري للرجال والنساء المواطنين في إسرائيل فوق سن الـ18، باستثناء غير اليهود (ما عدا الدروز)، وطلبة المدارس الدينية من اليهود.

حرب من الصفوف الخلفية

وبخلاف الغائبين من أبناء قادة إسرائيل عن الحرب، تواترت أنباء عن تجنيد أبناء قادة آخرين في الصفوف الخلفية للقوات الإسرائيلية وهم المجندون في مهام تشمل العمل في المستشفيات أو جهاز الشاباك (الأمن الداخلي) أو الشرطة التي تتولى مراقبة التظاهرات في الداخل، بحسب قانون الخدمة المدنية. 

وتطرقت وسائل الإعلام العبرية إلى تجنيد اثنين من أبناء قادة إسرائيل في الصفوف الخلفية للجيش، وهما نجل رئيس إسرائيل يتسحاق هرتسوج ونجل رئيس أركان الجيش الأسبق وعضو مجلس الحرب غادي آيزنكوت.

والخدمة العسكرية إلزامية لغالبية الإسرائيليين عندما يبلغون سن الـ18 عاما، لمدة تصل إلى نحو 3 سنوات، ويمكن البقاء على قوة الاحتياط إلى بلوغ سن 50 عاما. 

ومع حرب على قطاع غزة، استدعت إسرائيل أعدادًا كبيرة من قوة الاحتياط، فيما غاب أبناء بعض القادة عن المواجهات العسكرية في ساحات الحرب، بينما يتوارى أبناء قادة أخرين في الصفوف الخلفية للجيش الإسرائيلي.

وفي مقارفة تدمي القلوب، استقبلت أسر الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورجال حكومته بالبكاء والصراخ أثناء الاحتفال بمراسم إحياء ذكرى قتلى إسرائيل في المقبرة العسكرية بالقدس، حيث أعربت أمهات الأسرى عن حسرتهن لاحتجاز أبنائهن، فيما ينعم أبناء قادة إسرائيل برغد الحياة على شواطئ الولايات المتحدة.

 



ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية