بـ"صور حميمية".. ابتزاز مطلقات في دول عربية للتخلي عن النفقة
بـ"صور حميمية".. ابتزاز مطلقات في دول عربية للتخلي عن النفقة
في الوقت الذي نجحت التكنولوجيا الحديثة في تسهيل حياة البشر، كانت لها تأثيرات سلبية خطيرة على استقرار الأسر والمجتمعات في العديد من دول العالم.
وكشفت دراسة حديثة، أجرتها منظمة روتجرز الهولندية، أن النساء في 7 دول، من بينها المغرب والأردن ولبنان، تتعرض لما بات يعرف بـ"العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تسهله التكنولوجيا"، وهو نوع من الابتزاز الذي يترك آثارًا نفسية واجتماعية عميقة على حياتهن.
وجاء في الدراسة، أن النساء المغربيات والأردنيات واللبنانيات يتعرضن للابتزاز الذي تستعمل فيه التكنولوجيا (Getty Images).
ويُعرِّف صندوق الأمم المتحدة للسكان مفهوم "العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تسهله التكنولوجيا" على أنه ابتزاز يأخذ أشكالا مختلفة، من بينها "الابتزاز الجنسي، والإساءة القائمة على الصور، والتشهير، والتنمر السيبراني، والتحرش الجنسي عبر شبكة الإنترنت والمطاردة السيبرانية، والإغواء عبر شبكة الإنترنت لغرض الاعتداء الجنسي، والاختراق، وخطاب الكراهية، وانتحال الشخصية عبر شبكة الإنترنت، واستخدام التكنولوجيا لتحديد موقع الناجين من الاعتداء من أجل ممارسة مزيد من العنف".
ويتسبب هذا النمط من العنف في عواقب صحية وأخرى سياسية واقتصادية على النساء والفتيات وكذلك على أسرهن وعلى المجتمع بأسره.
وأجرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة دراسة في عام 2022 تؤكد هذه العواقب بالأرقام، إذ خلصت إلى أن:
%35 من النساء اللاتي تعرضن للعنف عبر الإنترنت يشعرن "بالحزن/ الاكتئاب".
%35 "فقدن الثقة في الأشخاص من حولهن".
%12 أشرن إلى أفكار انتحارية.
ومن بين آخر حوادث الانتحار شابة مصرية تبلغ من العمر 17 عاماً تعرضت للابتزاز بصور مزيفة بعدما رفضت مواعدة الجاني.
الابتزاز الإلكتروني في المغرب
تعتبر النساء والفتيات في المغرب من بين الفئات الأكثر تعرضًا للابتزاز الجنسي عبر الإنترنت، حيث يتعرضن للتحرش والإهانات والتهديدات بنشر صور خاصة أو مقاطع فيديو، ما يجعلهن في وضع صعب يمنعهن من التبليغ عن هذه الجرائم خوفًا من الفضيحة أو العقاب الاجتماعي.
وكشفت الدراسة التي أجرتها منظمة روتجرز الهولندية، عن أن الأزواج من الرجال المغاربة يبتزون طليقاتهم بصور حميمية جمعتهم معا خلال فترة الزواج، ويهددون بنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتفيد الدراسة بأنه يتم ابتزاز المطلقات بهذه الطريقة حتى يتنازلن عن حضانة أطفالهن، مثلا، أو يتراجعن عن المطالبة بالنفقة أو التنازل عن الممتلكات.
خطاب كراهية وتهديدات
وتتعرض النساء والفتيات في الأردن إلى نوع آخر من الابتزاز يمنعهن من تقلد مناصب قيادية أو الدفاع عن حقوق المرأة.
وأعلنت الشبكة الأردنية لمكافحة العنف الرقمي ضد الصحفيات أن 54.7% من النساء العاملات في مجال الإعلام تعرضن للعنف الرقمي عام 2023، وفقا لصحيفة "جوردان تايمز".
وتشير الأدلة التي حصلت عليها منظمة روتجرز إلى أن السياسيات والناشطات في حقوق المرأة غالبًا ما يخترن الانسحاب من الفضاءين الإلكتروني وغير الإلكتروني استجابةً للصدمات التي يعانين منها مثل الإساءة والعنف وخطاب الكراهية والتهديدات.
وتساهم هذه التهديدات في إسكات النساء، بمن فيهن الصحفيات والمدافعات عن حقوق الإنسان، ما يمنعهن من التعبير عن آرائهن حول المساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان والعنصرية.
حرية اللبنانيات
على غرار النساء المغربيات والأردنيات، تتعرض النساء اللبنانيات للابتزاز عبر الإنترنت بطرق متعددة تشمل التحرش الإلكتروني والابتزاز ومشاركة الصور الحميمة التي تكون قد أرسلتها النساء لشخص ما بشكل خاص ثم يتم تهديدهن بنشرها إذا لم يقمن بتلبية طلبات المبتزين، التي تتنوع بين مطالب مالية أو جنسية.
ويفيد التقرير بأن 24% المشاركين في الدراسة اعترفوا بأن النساء اللاتي يعملن في مجال السياسة أكثر عرضة للتعرض للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي.