"آخر بصيص أمل في مستقبل أفضل".. الأمم المتحدة تدعو لحماية وكالة الأونروا

"آخر بصيص أمل في مستقبل أفضل".. الأمم المتحدة تدعو لحماية وكالة الأونروا
أنطونيو غوتيريش

 

كرر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش التأكيد أن وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) هي العمود الفقري للعمليات الإنسانية في غزة وأنه لا بديل عنها، مشددا على أن عملها يشكل أحد أعظم العوامل التي توفر بصيص أمل وقدرا من الاستقرار في منطقة مضطربة.

وفي كلمته أمام مؤتمر إعلان التعهدات لوكالة الأونروا، نبه غوتيريش إلى أنه "بدون توافر الدعم والتمويل اللازمين للأونروا، سيفقد اللاجئون الفلسطينيون شريان الحياة الحرج وآخر بصيص أمل في مستقبل أفضل".

وقال أمين عام الأمم المتحدة أمام الاجتماع الذي يعقد كل عام للمساعدة في سد الفجوة المالية بين ما تم التعهد به للأونروا وما تحتاج إليه، إن "هذا العام يختلف عن غيره. فصحيح أننا نواجه فجوة واسعة في التمويل. لكن الفلسطينيين أيضا يواجهون فجوات صارخة في جميع المجالات" وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وأضاف "أما فلسطينيو غزة، فلا يواجهون فجوات فحسب، بل يكتوون بنار تعطُّل القانون والنظام تماما. وعندما ظننا أن الوضع في غزة لا يمكن أن يزداد سوءا عما هو عليه، إذ بالمدنيين يُدفعون بصورة مروعة في أتون دوامات جهنمية أكثر عمقا من أي وقت مضى".

وكرر التأكيد أن شيئا لا يبرر الهجمات المروعة التي شنتها حماس في 7 أكتوبر، ولا شيء يبرر العقاب الجماعي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.

وقال الأمين العام إن الوقت حان الآن لوضع حد لهذه الحرب الرهيبة، بدءا بإعلان وقف إطلاق نار إنساني فوري في غزة والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.

"احموا الأونروا"

وقال الأمين العام إن الزملاء العاملين في الأونروا لم يسلموا من هذا الرعب فقد قُتل 195 موظفا من موظفي الأونروا، وهو أعلى عدد من الموظفين القتلى في تاريخ الأمم المتحدة. وأشار إلى أن الوكالة تتعرض أيضا للاستهداف بطرق أخرى.

وأضاف "هل يمكنكم أن تتخيلوا كيف يستيقظ زملاؤنا يوما تلو الآخر في كابوس حيّ لكنهم مع ذلك يمضون قدما ويقدمون خدماتهم للفلسطينيين الذين هم في أمسّ الحاجة إليها؟".

وأكد أن الزملاء في الوكالة ماضون في تنفيذ مهام ولايتها في ظل الظروف البائسة السائدة في غزة، وفي الوقت الذي تسعى فيه الأونروا جاهدة إلى تنفيذ مهامها في وضع يزداد صعوبة في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وفي الأردن ولبنان وسوريا، من أجل تحقيق التنمية البشرية وإعمال حقوق الإنسان.

وقال إن "مناشدتي للجميع هي هذه: احموا الأونروا، واحموا موظفي الأونروا، واحموا ولاية الأونروا، بما في ذلك من خلال التمويل".

وحث في ختام كلمته على مباشرة العمل دون انتظار، وذلك بالعمل على "غرس الأمل في مكان ينقصه الأمل. والعمل على إعلاء ولاية هذه الجمعية العامة بالحفاظ على الأونروا".

شفا الانهيار المالي

رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس نبه إلى أنه "يجب أن يكون مقلقا لنا للغاية أن الأونروا تقف حاليا على شفا الانهيار المالي، بالنظر إلى الخدمات الأساسية التي تقدمها الوكالة وموظفوها".

وأكد أنه منذ تأسيسها عام 1949، جسدت الأونروا "أفضل ما في عملنا الميداني لعقود من الزمن، واكتسبت سمعة كمنارة أمل في منطقة تعاني من الاضطرابات بشكل روتيني".

وذكر بأن الوكالة توفر الحماية لـ5.9 مليون لاجئ مسجل، بمن في ذلك الفئات الضعيفة مثل النساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة، وأنها تدير 58 مخيما معترفا به للاجئين الفلسطينيين، وتلبي الاحتياجات الإنسانية الماسة لأكثر من 1.6 مليون شخص في جميع أنحاء الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.

وأوضح أن الأزمة التي تواجه الأونروا تفاقمت بسبب الهجمات المستمرة على سمعتها ونزاهتها.

وقال فرانسيس إنه في هذه الأوقات الاستثنائية، حيث أصبح وجود الأونروا ذاته في خطر، "يتعين علينا أن نعترف بأن مؤتمر التعهدات هذا لا يمكن أن يستمر على أساس العمل كالمعتاد. لذلك أتوجه للجمهور العالمي مباشرة: الآن، أكثر من أي وقت مضى، تحتاج الأونروا إلى دعمكم".

أمر يتعلق بالبقاء

وكرر فرانسيس الدعوة إلى وقف إطلاق نار إنساني فوري ودائم في غزة، والتزام جميع الأطراف بالقانون الدولي، وتسهيل الوصول الإنساني الفوري بما في ذلك رفع القيود التي تفرضها إسرائيل على الجهات الفاعلة الإنسانية، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.

وتوجه فرانسيس في ختام كلمته إلى الدول الأعضاء وجميع أصحاب المصلحة الآخرين بما في ذلك المنظمات الخيرية والقطاع الخاص والأفراد، قائلا "إن الأمر لا يتعلق بالتمويل فحسب، ولا يتعلق ببقاء الوكالة. إن الأمر يتعلق بالناس وبقاء اللاجئين الفلسطينيين -وخاصة الأطفال- في جميع أنحاء قطاع غزة والأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية والقدس الشرقية".

هجمات شرسة

المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني حذر من أن هناك جهودا جارية ترمي إلى تفكيك الوكالة وتغيير المعايير السياسية الراسخة للسلام في الأرض الفلسطينية المحتلة.

وأضاف أن هذا يشمل هجمات شرسة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومقترحات تشريعية لطرد الوكالة من مقرها في القدس الشرقية وتصنيفها كمنظمة إرهابية.

وقال لازاريني إن "الأونروا مستهدفة بسبب دورها في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين، ولأنها تجسد التزاما دوليا بالحل السياسي"، مشددا على أن الفشل في الرد من شأنه أن يترك كيانات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى عُرضة لهجمات مماثلة.

وأشار إلى الإجراءات الحازمة والفورية التي اتخذتها الأمم المتحدة بعد تلقي مزاعم تفيد بأن موظفين لدى الأونروا في غزة كانوا متورطين في هجمات السابع من أكتوبر.

وتحدث المسؤول الأممي عن الخسائر الفادحة والمعاناة الهائلة للفلسطينيين والإسرائيليين. وقال إن إسرائيل شهدت في السابع من أكتوبر الهجوم الأكثر فظاعة في تاريخها الحديث.

وأضاف "غزة مدمرة. أكثر من مليوني شخص محاصرون في جحيم حي. لقد نزحوا مرارا عبر منطقة مدمرة وخارجة عن القانون بشكل متزايد. إن الأطفال والنساء يتحملون وطأة هذه الحرب الوحشية".

وأشار كذلك إلى "مأساة أخرى" تتكشف في الضفة الغربية، مضيفا أن "الفلسطينيين يشهدون اليوم أكبر مأساة لهم منذ عام 1948".

وتشن إسرائيل هجوما جويا وبريا على غزة منذ أكتوبر الماضي، وتعهدت بتدمير حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) بعد أن شن مسلحون من الحركة في السابع من أكتوبر 2023 هجوما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

فيما أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، إلى مقتل أكثر من 38 ألف شخص في القطاع، أغلبهم نساء وأطفال، وفقا للسلطات الصحية في غزة وتُجرى حاليا مفاوضات لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية