الأمم المتحدة تجمع نصف الأموال اللازمة للمساعدات الإنسانية بأفغانستان

الأمم المتحدة تجمع نصف الأموال اللازمة للمساعدات الإنسانية بأفغانستان
أفغانستان

تعهّد المجتمع الدولي، في ختام مؤتمر للمانحين نظّمته الأمم المتّحدة مؤخرا، بتقديم 2,44 مليار دولار لتأمين مساعدات إنسانية لأفغانستان التي تواجه انهياراً اقتصادياً وأزمة إنسانية خطيرة، في مبلغ يزيد قليلاً على نصف الأموال التي كانت المنظمة الدولية تأمل جمعها لإنهاء دوامة الموت في البلاد.

وكانت الأمم المتحدة تأمل جمع 4,4 مليار دولار خلال هذا الحدث الذي نظّمته عبر الفضاء الافتراضي بالتعاون مع بريطانيا وألمانيا وقطر، ما كان سيعني الحصول على 3 أضعاف المبلغ الذي طلبته العام الماضي، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

وفي مستهل المؤتمر، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المجتمع الدولي إلى تحرك فوري لمساعدة البلد المنكوب.

وحذّر غوتيريش من أن مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد هم على وشك الموت، محاولاً إقناع الجهات المانحة بزيادة تعهّداتها، لتلبية أكبر نداء لجمع الأموال تطلقه الأمم المتّحدة في تاريخها من أجل دولة واحدة.

وحذّر غوتيريش من أنّه من دون اتخاذ إجراءات فورية، سنواجه أزمة جوع وسوء تغذية في أفغانستان، موضحاً أن البعض يبيعون أطفالهم وأعضاء من أجسامهم لإطعام عائلاتهم.

وتابع غوتيريش أنّ الدول الغنية والنافذة لا يمكنها تجاهل عواقب قراراتها على الأكثر ضعفا.

وتدعو الأمم المتحدة منذ أشهر إلى تخفيف العقوبات الغربية المفروضة على كابول منذ عودة طالبان إلى السلطة، وجمّدت واشنطن حوالي 9,5 مليار دولار من البنك المركزي الأفغاني منذ أغسطس.

وعقد مؤتمر المانحين بعد أسبوع من إغلاق طالبان مدارس الفتيات في خطوة أثارت استياءً دوليا، رغم تعهد الحركة المتشددة أن يكون نظامها أكثر ليونة من حكمها السابق بين 1996 و2001، وقال غوتيريش "ببساطة ليس هناك أي مبرّر لهذا التمييز" الجندري.

وشدّدت الأمم المتحدة وبريطانيا وألمانيا وقطر التي تشارك في استضافة هذا المؤتمر الافتراضي -رغم إدانتها عمليات إغلاق المدارس- على أن المجتمع الدولي يجب ألا يتخلى عن الشعب الأفغاني إذ يحتاج 60% من السكان إلى المساعدة للصمود.

تجنب الأسوأ

وأشارت الأمم المتحدة إلى أن أفغانستان على شفير الانهيار الاقتصادي، مع حاجة أكثر من 24 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية من أجل البقاء.

وأوضح منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أن الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم أصبحت الآن على شفا الانهيار، فيما يعجز الملايين عن الحصول على عمل والأفغان يقترضون للبقاء على قيد الحياة، مع تخصيص 80% من نفقات الأسرة على الغذاء، كما تعاني البلاد من أسوأ موجة جفاف منذ عقود.

وأثارت حركة طالبان غضبا بعدما أمرت بإغلاق ثانويات البنات، بعد ساعات فقط من السماح لها بإعادة فتح أبوابها للمرة الأولى منذ استيلائها على السلطة.

وقال غريفيث "نأمل أن يتم التخلي عن هذه المواقف في المدى القريب".

منارة الأمل

وخلال المؤتمر، ندّدت وزيرتا الخارجية البريطانية ليز تراس والألمانية أنالينا بربوك بإغلاق مدارس الفتيات الثانوية في أفغانستان.

وقالت تراس: لا يمكن لأيّ بلد أن يزدهر إذا تُرك نصف سكّانه جانباً، مناشدة النساء أن يكنّ في قلب الاستجابة الإنسانية الدولية.

بدورها شدّدت نظيرتها الألمانية على أنّ التقدّم الذي أحرزته المرأة الأفغانية مدى السنوات العشرين الماضية ينبغي ألا يذوب مثل الجليد في الشمس، معلنة أنّ بلادها ستقدّم 200 مليون يورو (نحو 221 مليون دولار) من المساعدات.

وتعهّدت المملكة المتحدة بتقديم 380 مليون دولار من المساعدات خلال السنة المالية المقبلة، مؤكّدة أنّ 50% على الأقلّ من هذه المساعدات ستخصّص للنساء والفتيات.

أمّا الولايات المتحدة فتعهّدت من جانبها بتقديم نحو 204 ملايين دولار من المساعدات الإنسانية.

تعاليم الإسلام

من جهته، قال الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، إنه من المهم بالنسبة إلى حركة طالبان أن تسمع من العالم الإسلامي أن "تعاليم الإسلام لا تعزل المرأة".

وأضاف: يجب أن نكون حازمين في الإدانة ويجب أن نكون واضحين جدا في الحديث مع طالبان حول أي انتهاك لحقوق الإنسان، لكن يجب أيضا ألا نتخلى عن أفغانستان، لقد تخلينا عن أفغانستان مرة واحدة، ورأينا ما كانت نتيجة ذلك.

وعادت حركة طالبان للحكم مجدداً في أغسطس الماضي بعد مرور 20 عاماً من الإطاحة بها، بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف عام 2001، بعد اتهامها بالضلوع في تنفيذ تفجيرات برجي التجارة العالميين الذي نفذه متشددون، تزامناً مع مخاوف دولية بتردي الوضع الإنساني والحقوقي والصحي في أفغانستان في ظل الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتأزم تحت قيادة الحركة.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية