كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، عن أن أوكرانيا خسرت على الأقل 1.5 مليار دولار من صادرات الحبوب منذ بدء الحرب، بحسب ما أعلنت وزارة الزراعة بالبلاد مؤخرا.

وفي تقرير لها عن تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على إمدادات الغذاء العالمية، قالت الصحيفة إن التداعيات الاقتصادية للحرب أدت أيضا إلى تعطيل الإمدادات من روسيا، التي تعد من كبار مصدري الحبوب في العالم.

وأشارت نيويورك تايمز إلى تحذير مدير برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، من أن هذا المزيج يخلق أزمة غذاء عالمية تتجاوز ما حدث منذ الحرب العالمية الثانية.

المستودعات ممتلئة

وقالت الصحيفة إنه في أوكرانيا، تمتلئ المستودعات بالحبوب التي لا يمكن تصديرها، حيث قامت روسيا بحظر الدخول إلى البحر الأسود، الذي يعد طريق الصادرات الوحيد لأوكرانيا، بينما تواجه قطارات الشحن عقبات لوجستية، وتعثر النقل بالشاحنات لأن معظم سائقي الشاحنات هم رجال تُراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما ولا يسمح لهم بمغادرة البلاد.

ومن ناحيتها، حظرت أوكرانيا بعض صادرات الحبوب للتأكد من أن لديها ما يكفي من الغذاء لإطعام شعبها، في ظل ما تتعرض له من حرب وحصار للعديد من المدن الكبرى. 

وقالت وزارة الزراعة الأوكرانية الأسبوع الماضي، إن 6 صوامع كبيرة دمرت جراء القصف الروسي، فيما يقول المزارعون إنهم يواجهون نقصاً في الوقود والأسمدة، وأن بعض عمالهم ذهبوا إلى ساحة المعركة.

واضطر بعض المزارعين في أوكرانيا إلى ترك أراضيهم بسبب القتال، ودمرت القذائف والصواريخ ماكيناتهم، وأصابت العاملين وقتلت الكثير من المواشي. 

وتغطى الأرض الزراعية 70% من مساحة أوكرانيا، فيما تمثل المنتجات الزراعية صادراتها الأساسية وتمثل 10% من دخلها القومي، وتعد أوكرانيا واحدة من كبار مصدري الذرة والقمح وأكبر مصدر لزيت عباد الشمس في العالم.

عملية عسكرية

وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.

وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، وردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.