يهدد المسار المناخي.. تحذيرات من تزايد تركيز غاز الميثان في الغلاف الجوي
يهدد المسار المناخي.. تحذيرات من تزايد تركيز غاز الميثان في الغلاف الجوي
حذّر باحثون من تزايد تركيزات غاز الميثان في الغلاف الجوي بوتيرة متسارعة، مما يشكل تهديداً للمسار المناخي العالمي، رغم وعود العديد من الدول بخفض انبعاثات هذا الغاز، الذي يعتبر أحد أقوى غازات الدفيئة.
في دراسة نُشرت في مجلة "إنفايرنمانتل ريسيرتش ليترز"، بقيادة منظمة "غلوبال كربون بروجكت"، أفاد العلماء بأن غاز الميثان يتزايد بمعدل أسرع من أي غاز دفيئة رئيسي آخر، حيث وصل إلى مستويات أعلى بـ2.6 مرة مما كان عليه قبل العصر الصناعي، وفق وكالة فرانس برس.
الميثان هو ثاني أكثر غازات الدفيئة انبعاثًا بعد ثاني أكسيد الكربون، ويأتي نحو 60% من انبعاثاته من الأنشطة البشرية، مثل الزراعة والوقود الأحفوري، في حين تتأتى النسبة الباقية من مصادر طبيعية كالأراضي الرطبة.
ورغم أن عمر الميثان في الغلاف الجوي قصير نسبياً، فإن تأثيره الاحتراري يفوق ثاني أكسيد الكربون بنحو 80 مرة خلال عشرين عامًا.
وتشير البيانات إلى أن انبعاثات الميثان البشرية استمرت في الزيادة على مستوى العالم، باستثناء أوروبا وأستراليا اللتين شهدتا انخفاضاً طفيفاً، هذه الزيادات مرتبطة بأنشطة استخراج الفحم وإنتاج النفط والغاز، وتربية الماشية، وتحلل النفايات.
ظاهرة "النينيا" المناخية ساهمت أيضًا في زيادة انبعاثات الميثان الطبيعية، حيث أدت إلى ظروف رطبة عززت الإنتاج الطبيعي للميثان في المناطق الاستوائية.
وفي عام 2020، تسبب انخفاض الملوثات الناتج عن إجراءات مكافحة كوفيد-19 في إبطاء عملية تحلل الميثان في الغلاف الجوي، مما أدى إلى تراكمه.
ورغم التزام أكثر من 150 دولة بخفض انبعاثات الميثان بنسبة 30% بحلول 2030، فإن هذا الهدف يبدو بعيد المنال في ظل التحديات الراهنة، وفقًا للباحثين.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".