«في جنوب شرق آسيا».. اليونيسف: 6 ملايين طفل تضرروا جراء الإعصار ياغي
«في جنوب شرق آسيا».. اليونيسف: 6 ملايين طفل تضرروا جراء الإعصار ياغي
في أعقاب الإعصار ياغي المدمر الذي ضرب جنوب شرق آسيا، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن حوالي ستة ملايين طفل تضرروا من الإعصار، وما رافقه من فيضانات وانزلاقات تربة دمرت البنية التحتية وأثرت بشكل كبير على الحياة اليومية للمجتمعات المحلية، ولا سيما الأطفال.
وأشارت جون كونوغي، المديرة الإقليمية لليونيسف لشرق آسيا والمحيط الهادئ، إلى أن الأطفال هم الأكثر تضررًا من الكوارث الطبيعية، لا سيما في المناطق ذات الأوضاع الهشة، وفق وكالة "فرانس برس".
وقالت كونوغي: "الأولوية الأولى يجب أن تكون في إعادة توفير الخدمات الأساسية التي تعتمد عليها العائلات والأطفال"، مشددة على ضرورة توفير مياه الشرب، والعناية الصحية، والتعليم بشكل عاجل.
في المناطق التي اجتاحها إعصار ياغي، يعاني الأطفال من نقص في المياه النظيفة، ما يعرضهم لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة عبر المياه مثل الكوليرا والتيفوئيد.
كما توقفت العديد من المدارس عن العمل بسبب الفيضانات والانهيارات الأرضية، ما جعل ما يقرب من مليوني طفل في فيتنام محرومين من التعليم، كما تأثر هؤلاء الأطفال نفسيًا بسبب فقدان منازلهم وأحبائهم، ما دفع اليونيسف إلى التشديد على أهمية توفير الدعم النفسي العاجل لهم.
الأزمة الإنسانية في بورما
في بورما، تفاقمت الأضرار الناتجة عن الإعصار بسبب الوضع السياسي والأمني الهش الذي يعاني منه البلد منذ انقلاب 2021.
في ظل الفوضى والمعارك الدائرة، أدى إعصار ياغي إلى تشريد آلاف العائلات في مناطق الصراع.
وتفاقم الوضع عندما تعرض أكثر من مئة شخص للتسمم الغذائي بالقرب من العاصمة نايبيداو بعد تناولهم طعامًا وُزع عليهم، ما استدعى نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وفي هذا السياق، أكدت السلطات العسكرية أن الوضع يتطلب المزيد من الجهود لتوفير الغذاء والمياه النظيفة للمجتمعات المتضررة، لكن الأوضاع على الأرض تظل صعبة مع استمرار المعارك وتعقيد جهود الإغاثة.
استجابة المنظمات الدولية
استجابةً للوضع الكارثي، بدأ برنامج الأغذية العالمي بتوزيع مساعدات طارئة تتضمن الأرز والبسكويت بالبروتين على نصف مليون شخص من المتضررين جراء الفيضانات.
هذه المساعدات تأتي في وقت حرج، حيث تكافح العائلات لتأمين احتياجاتها الأساسية في ظل نقص الموارد وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
تأثيرات تغير المناخ
الإعصار ياغي هو الأحدث في سلسلة من الكوارث الطبيعية التي تضرب جنوب شرق آسيا بوتيرة متزايدة نتيجة التغير المناخي.
وأكدت اليونيسف أن ظواهر الطقس القصوى التي تتضاعف بفعل ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط الطقس تشكل تهديدًا متزايدًا على الأطفال.
وقالت كونوغي: "الاحتياجات الإنسانية تتزايد مع كل كارثة، ما يزيد من معاناة الفئات الأكثر هشاشة".
مستقبل الأطفال المتضررين
تُعتبر إعادة بناء المجتمعات المتضررة تحديًا كبيرًا، لا سيما في المناطق الريفية والفقيرة. المدارس والمراكز الصحية التي دُمرت تحتاج إلى إصلاحات فورية، ولكن في ظل الأزمة الحالية، يبدو أن الأطفال سيواجهون تحديات طويلة الأمد في الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية.
بينما تعمل المنظمات الدولية والمحلية على تخفيف الآثار الإنسانية، فإن مستقبل الملايين من الأطفال لا يزال غير واضح، حيث تتزايد المخاوف من تعرضهم لمزيد من الانتهاكات والمعاناة إذا لم يتم توفير دعم عاجل ومستدام لهم ولأسرهم.
تظل الأزمة الإنسانية الناتجة عن إعصار ياغي واحدة من أكبر التحديات التي تواجهها جنوب شرق آسيا في الوقت الحالي، وتحتاج إلى استجابة دولية قوية لضمان إنقاذ أرواح الأطفال وتوفير مستقبل أكثر أمانًا لهم.