الانهيار الاقتصادي و التدهور الصحي يهدد حياة ملايين الأطفال في لبنان

الانهيار الاقتصادي و التدهور الصحي يهدد حياة ملايين الأطفال في لبنان

 

طبيب لبناني: كثيرون لا يتم تطعيمهم.. والنسبة أعلى مما صرحت به "اليونيسف"

بعد عدة سنوات سنرى مشكلات وأمراضاً اختفت منذ زمن كالحصبة وشلل الأطفال والربو

لبنانيون: لا نجد حليب الأطفال ولا يعطون التطعيمات اللازمة.. أطفالنا في خطر مهاجمة الأمراض

لدينا أزمة في حليب وأدوية الأطفال بسبب الاحتكار وندرة المنظمات الداعمة

 

ضربت الأزمة المالية التي عصفت بلبنان وجائحة كورونا -فضلا عن فقدان العملة الخضراء، بالإضافة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا- البنية الأساسية للقطاع الطبي اللبناني، الذي كان يعتبر منارة الشرق، وحولته إلى قطاع مترنح، لا يستطيع تقديم الحد الأدنى من الرعاية الصحية لأطفاله.

في هذا السياق، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إن عدد النساء اللواتي يتوفين من مضاعفات الحمل في لبنان تضاعف 3 مرات تقريبًا وسط أزمة اقتصادية طاحنة استمرت 3 سنوات وشهدت مغادرة الأطباء والقابلات البلاد.

وفي تقرير المنظمة الصادر إبريل الحالي، بعنوان "تفاقم الأزمة الصحّية للأطفال في لبنان"، تحدث عن أن الانخفاض الحاد في معدلات التطعيم الروتينية ترك الأطفال عرضة للأمراض المميتة المحتملة، مثل الحصبة وعدوى الدفتيريا، أي الخناق، والالتهاب الرئوي. 

وأشارت إلى أن التطعيم الروتيني للأطفال انخفض بنسبة 31%، مع العلم أن معدلات التحصين كانت، في وقت سابق، منخفضة بالفعل وبشكل مثير للقلق، ونتج عن ذلك وجود عدد كبير من الأطفال غير المحصّنين والمعرضين للأمراض وآثارها الخطيرة.   

وشددت المنظمة على ضرورة المحافظة على "سلسلة التبريد" الضرورية للقاحات في بلد ارتفعت فيه أسعار الوقود بشكل كبير ما يُشكّل تهديدًا جديدًا للخدمات الأساسية، مثل "حسن تسليم اللقاحات".

وعانى القطاع الصحي اللبناني من هجرة جماعية كبيرة للأطباء، إذ غادر ما يقدر بـ40% من الأطباء، و15% من ممرضات وحدات العناية المركزة الخاصة بحديثي الولادة، فضلًا عن 30% من القابلات، الأمر الذي أثّر بشكل خطير على جودة الرعاية الصحية للمرأة وإمكانية الوصول إليها وللأطفال. 

ويأتي التدهور الاقتصادي بعد سنوات من الكوارث التي شهدها لبنان، منها انفجار مرفأ بيروت عام 2020، وتداعيات فيروس "كورونا المستجد" (كوفيد-19)، إضافة إلى تضخم مستمر، إذ أدت الزيادات العالمية في أسعار الوقود، وعدم قدرة لبنان على استيراد المواد الخام، بما في ذلك القمح، إلى ارتفاع الأسعار إلى مستويات أعلى، حسب تقرير المنظمة. 

وصرّحت ممثلة "يونيسف” بالإنابة، إيتي هيغينز، "لم يعد بإمكان كثير من العائلات الانتقال حتى إلى المرافق الصحية للحصول على الرعاية الصحّية الأولية لأطفالها، ولم يعد الكثيرون قادرين على توفير الطعام والتغذية اللذين يحتاج إليهما أطفالهم للبقاء على قيد الحياة".

وحذرت من أن التردي الاقتصادي أدى إلى هجرة جماعية هائلة للعاملين الصحيين، وفاقمت القيود المفروضة على استيراد الأدوية والمعدات الطبّية الأزمة الصحية. 

"جسور بوست" ناقشت عددا من اللبنانيين للوقوف على حقيقة الأزمة وسبل الخروج منها:

أمراض كثيرة في انتظار أطفال لبنان

قال الدكتور روني صياد طبيب الأطفال في بيروت: "إن التطعيم على أهميته وخطورة تركه، إلا أن كثيرين لا يتم تطعيمهم إما لضعف الماديات أو لعدم توافر التطعيم، لدينا نقص بمواد التطعيم والمتوافر منها لدى الصحة غير جيد، بحيث يفقد فاعليته، والنسبة أعلى مما صرحت به "اليونسف"، بعد عدة سنوات سنرى مشكلات وأمراضا اختفت منذ زمن كالحصبة وشلل الأطفال والربو والسحايا".

وتابع الدكتور صياد: "الحالة الطبية في أزمة، لدينا هجرة كبيرة في كامل الطقم الطبي وليس للأطباء فقط، كذلك أثرت الحالة المادية، في تأخير ذهاب المرضى إلى الأطباء، وهذا بالطبع يفاقم الأزمة الطبية ونتيجة العلاج، حتى الأدوية ناقصة مما يؤدي إلى وفاة المريض، لا بد من توفير الأدوية كأولوية للمريض".

الابتزاز مقابل الدواء

قالت بريا محمود، لبنانية: "إن ما نعانيه ويعانيه الأطفال قاس، فعلى خلاف ما كنا ننعم به من طبابة جيدة، إلا أن الحال انقلب رأسًا على عقب فصرنا لا نجد حليب الأطفال فضلًا عن إعطائهم التطعيمات اللازمة، إن أطفالنا في خطر من مهاجمة الأمراض.

وتابعت: "إذا مرضنا نأتي بالأدوية من سوريا ودول أخرى، نحن نعاني نقصا حادا في الأدوية، وهذا بالطبع يؤدي إلى أمرين، أولهما ارتفاع سعر الدواء بشكل لا نستطيع تحمله، ثانيهما تأخر الدواء على المريض وتفاقم مشكلته المرضية وربما مات، ناهيك على أشكال الابتزاز المختلفة التي نتعرض لها، منها على سبيل المثال لا الحصر، الابتزاز الجنسي، حيث يستغل بعض المتبرعون من دول أخرى حاجتنا كنساء لإطعام أطفالنا ومداواتهم، فيساوم الجميلات منا على أكياس الحليب".

أزمة وجود 

وقال الإعلامي اللبناني سامي الحلبي: "حينما يتعلق الأمر بحليب الأطفال وتطعيماتهم فهي إذن أزمة وجود، فهم زهرة المستقبل، وللأسف نبتت لتموت مرضًا أمام أعين العالم، ماذا ينتظر أطفال لبنان، من بداية 2022، حدثت أزمة صحية في لبنان، خاصة أدوية الأطفال وحليب الصغار، بسبب الاحتكار وندرة المنظمات الداعمة لأطفال لبنان، واقتصر دعم وزارة الصحة اللبنانية على توفير بعض أدوية الأمراض المستعصية كالسرطان، إن ارتفاع أسعار كل شيء هنا صار جنونيًا، وزاد الطين بلة أن أطفالنا لا يتم تطعيمهم ولا نستطيع معالجتهم، ماذا ينتظر أطفالنا إذن؟ 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية