كيف تضحى سعيداً وسط دوامة العمل والحياة؟
ما الذي تحتاجه لتكون سعيداً ؟
نعلم جميعاً أنه كلما ازدادت معرفتنا حول موضوع ما، أزددنا أنغماساً فيه وازدادت فرصنا من الاستفادة منه والانتفاع به، بيد أن تحقيق السعادة لا يحتاج إلى تعقيدات مبالغ فيها. وليس هناك سبب يمنعنا ببساطة من وضع الاستراتيجيات الواردة هنا قيد التنفيذ. وجني ثمار ذلك والاستمتاع بحياتنا بصورة أكبر بينما يظل أمامنا متسع من الوقت للتأمل والتفكير بشكل أفضل في مسار حياتنا.
أحد أبسط متطلبات رفع مستوى السعادة في حياتك هو قدر من النظام والمنهجية.
بعبارة أخرى، إذا لم تقم بالتدريب كثيراً وبشكل منتظم، فلن تتمكن من جني الثمار. والأخبار السارة هنا هي أن هناك العديد من الممارسات التي يمكنك أن تدمجها بسهولة في حياتك اليومية، وبعضها في نفس سهولة ما يلي:
- وضع قائمة بالأشياء التي تشعر بالامتنان لها.
- ممارسة عمل خيري بشكل عشوائي.
- مقاومة الأفكار السلبية كلما تبادرت إلى ذهنك.
- التخلص من الضغوط (العدو الأول للسعادة) عن طريق بعض تمارين التنفس الاسترخائية.
- تمضية الوقت مع شخص في حياتك تراه شخصاً إيجابياً.
ومثلما الحال مع أي عمل أو مهمة منزلية, فإن تحسين مستويات سعادتك سوف يتطلب قدراً من التفكير والالتزام بالمهمة. ولكنك بمجرد تخصيصك لعشر دقائق فقط يومياً للقيام بمهام السعادة – وهو تقريباً الوقت ذاته الذي تستغرقه في مشاهدة الإعلانات كل نصف ساعة على شاشة التلفاز – ستلاحظ الفرق. وبينما قد تبدو فترة العشر دقائق تلك كدهر من الزمن في حياتنا شديدة الازدحام والصخب, إلا أنك بمجرد الشعور بالنتائج , لن يكون أمامك سبيل للتراجع.. ماذا عن أهم طرق التدريب على السعادة ؟
لا تعقد مقارنات
لا تنظر إلى حال الآخرين من حولك, فعندما يتعلق الأمر بالسعادة نادراً ما تكون المقارنات مفيدة لك, هذا إن لم تأتِ بنتائج عكسية. إن السعادة ظاهرة أو حالة فردية تماماً, فكل شخص يستشعرها بطريقته, كما أنها تعني أشياء مختلفة لمختلف الأشخاص. وكما يقول المثل السائر “مصائب قوم عند قوم فوائد”؛ وهكذا, فإن احتياجاتنا ورغباتنا تختلف, فما يدخل السعادة إلى قلب شخص ما ربما لا يكون له نفس التأثير علي شخص آخر .
مارس التوكيد الإيجابي
قد يبدو أن ما سأتناوله في هذه الفكرة محفوظاً ومكرراً ومعروفاً بالنسبة لك تماماً, ولكني أصر على مناقشته لما أرى من أهمية قصوى يتمتع بها: إنني أعتقد بصدق أن كل شخص منكم يقرأ هذه السطور الآن, وأن كل شخص تعرفه, بل وفي واقع الأمر كل إنسان على هذا الكوكب يتمتع بالقدرة على أن يكون بطلاً للعالم.. في شيء ما .
أترك تواضعك جانباً. واكتب أكثر الأشياء التى تقدرها في نفسك. اكتب أكثر الإنجازات التي تفتخر بها. وأكثر ما تحبه في جسدك. وتأمل في ذلك وركز عليه (من شأن هذه الملحوظات أن تساعدك علي معرفة ما يمكنك القيام به لاستغلال هذه الصفات والسمات إلي أقصى درجة ممكنة).
ركز على نقاط القوة لدى الآخرين
عادة ما تبنى أفضل العلاقات علي إدراكنا لنقاط القوة التي يتمتع بها كل منا، ويدرك الأفراد الذين تربطهم علاقة قوية حقيقة أنه لا يوجد إنسان مثالي، ولكنهم يعلمون في الوقت ذاته أن كل شخص يتمتع بسماته وصفاته المنفردة، والتي عندما تكون محل تقدير، تسمح لمشاعر الحب. والحنو، والاحترام بالنمو والازدهار.
وغالباً ما تنبع المشاكل داخل العلاقات بسبب تركيز طرف من أطراف العلاقة أو كلا الطرفين على أخطاء الطرف الآخر ونقاط ضعفه. وأوجه قصوره. وذلك، لا عجب، يقود إلى الشعور بالإحباط والانزعاج، وقد يقود على أسوأ الفروض، إلى الشعور بالمرارة والكراهية.
اجعل صداقاتك غير مشروطة
لقد علمت من واقع خبرتي أن الأشخاص الذين يتمتعون بعلاقات طيبة يجنحون إلى التفكير في أفضل ما لدى الآخرين معظم الوقت .
وحتى يثبت لك العكس, أوصيك بأن تفترض حسن نوايا الآخرين .إن الناس في أستراليا عادة ما يتبعون الفلسفة التالية, من الأفضل بكثير أن يثبت لك بين الحين والآخر أنك كنت علي خطأ, أو أن أحدهم قد استغلك أو أساء معاملتك , على أن تمضي حياتك ماراً بتلك المشاعر غير المحببة التي تصحب عدم الوثوق الدائم بالآخرين .
حدد الغرض من علاقاتك
ربما يبدو هذا واضحاً, ولكننا أحياناً ما نأخذ الأشياء البسيطة في الحياة كأمر مسلّم به, لكن طريقة التعامل مع تلك الأشياء البسيطة هي, إلى درجة كبيرة, ما تصنع الفارق بين هؤلاء الذين ينعمون بالسعادة والنجاح وغيرهم ممن لا يتمتعون بها .
إن لكل تفاعل يتم داخل كل علاقة غرضاً ما ؛ وسوف يختلف هذا الغرض في كل مرة . فكر على سبيل المثال في الغرض من اجتماع في العمل في مقابل الغرض من مناقشة مع صديق أثناء تناولكما القهوة .
احتفِ بما هو إيجابي
يقول المؤلف لقد تعلمت من واقع خبرتي كمدرب ومن قراءتي للأعمال البحثية ذات الصلة بمجال عملي أن العلاقات الإيجابية, ولا عجب, مفعمة بالمزيد من التفاعلات الإيجابية. وحتى تزيد من الإيجابية في علاقاتك, عليك بإلقاء الضوء على ما هو صحيح وإيجابي فيها. يركز الكثير من الأشخاص على المشكلات والأخطاء فقط , ولا يدخلون في نقاش مع شخص آخر إلا إذا كان هناك ما يسوء ( وغالباً ما يتجاهلون الأمر إذا كان كل شيء على ما يرام ) .
لكن هذا تمام، هو عكس ما نسعى لتحقيقه من نتائج, لذا عليك بتغيير وجهة النظر تلك حتى تجني ثمار العلاقات السعيدة .
تواصل بفاعلية
في مقدورنا جميعاً إدراك الفارق بين التحدث والتواصل. يشير التواصل إلى أن كلا الطرفين في عملية التواصل مرتبطان ولديهما نفس الفهم لما يتم مناقشته. وذلك يقود إلى نتائج أكثر إيجابية, كما أنه سوف يحد, علي الأرجح, من التوتر إذا ما كان هناك أي نزاع , وكم يستحق الأمر حقاً أن تثقل من مهارات التواصل لديك؛ وإليك بعض الإرشادات التى يمكنك الاستعانة بها للبدء .
ابدأ من خلال تقييم ما يدور بذهنك قبل وأثناء وبعد أي محادثة أو تفاعل تقوم به .
لا يمكن أن تكون المحادثات من طرف واحد, لذا عليك أن تتقبل رأي الطرف الآخر ووجهة نظره. وتقبل أن له الحق في الإيمان بما يعتمده. وبمجرد أن تتفهم الشخص الآخر, يمكنك أن تؤكد على موقفك, ومعتقداتك واحتياجاتك الخاصة .
كن جازماً في محادثتك
سوف تزداد فرص نجاح مجهوداتك في التواصل كثيراً إذا ما فهمت كيف يختلف التواصل التوكيدى الجازم عن أنواع التواصل الأخرى ,والتى يشار إليها بالتواصل العدواني والتواصل السلبي.