100 يوم على المعركة الروسية الأوكرانية.. الحرب تحرق «الخبز»

100 يوم على المعركة الروسية الأوكرانية.. الحرب تحرق «الخبز»

مع مرور نحو 100 يوم على الغزو الروسي لأوكرانيا، تمددت أزمة الغذاء حول العالم وأوشكت على التحول لمجاعة في بعض الدول.

وتلعب الحرب دورًا بارزا في الضغط على اقتصاديات الدول النامية خصوصًا في شمال إفريقيا، نظراً للدور المحوري للبلدين "روسيا وأوكرانيا" في إمدادات الطاقة والمساهمة الكبيرة لكلا البلدين في الصادرات الزراعية العالمية. 

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه مستعد للسماح لصادرات الحبوب الأوكرانية، بشرط أن يرفع الغرب العقوبات، كان ذلك في محادثة هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، ألقى بوتين خلالها باللوم على الغرب في أزمة الغذاء العالمية التي تلوح في الأفق.

ولتفادي مجاعة واشكة الحدوث اقترح نائب الرئيس المصري السابق محمد البرادعي، عقد اجتماع عربي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أول أمس عقب اجتماع مع الرئيس السنغالي ماكي سال لبحث تصدير الحبوب من أوكرانيا.

وحجبت الحرب الروسية الأوكرانية نحو 30% من صادرات القمح العالمية التي كانت توفرها روسيا وأوكرانيا، كما ارتفعت أسعار السلع الغذائية منذ اندلاع الحرب وتعطلت الشحنات عبر البحر الأسود بسبب تداعيات الحرب.

وأثرت قيود التصدير على 17% من الغذاء العالمي حتى الآن، وفقًا للمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية (IFPRI)، وهو منظمة مقرها واشنطن.

وقد أدى الأمر أيضا إلى قفزة في أسعار الحبوب الغذائية وزيت الطهي فمنذ منتصف فبراير إلى 17 مايو الجاري، ارتفعت أسعار القمح بنسبة 60%، بينما ارتفعت أسعار زيت الطعام بنسبة 25-40%. 

"جسور بوست"، ناقشت مختصين في الأزمة وأبعادها على العالم وما قد تسببه من مجاعة محتملة خاصة في الدول العربية، والمبادرات المقترحة لحل الأزمة

روسيا تضغط لرفع العقوبات 

قال الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة والخبير بمنظمة الفاو، الدكتور نادر نور الدين:" إنه ليس هناك توقع بانتهاء أزمة "أوكرانيا وروسيا" في القريب، وستستمر على الأقل الثلاثة أشهر القادمة، وما تفعله روسيا هو الضغط على المجتمع العالمي، حتى تضطر أمريكا والاتحاد الأوروبي لرفع العقوبات عنها.

وفي اجتماعه مع الرئيس السنغالي صرح الرئيس الروسي" فلادمير بوتين “إنني مستعد لفتح ميناء أودسا الأوكراني لتصدير 20 طنا من القمح الأوكراني، بالإضافة إلى 50 مليون طن من القمح الروسي، شريطة أن يرفع الاتحاد الأوروبي العقوبات كافة، وعلى الأخص المفروض منها على السفن الروسية”، وفي المقابل يفرض بوتين حصار على ميناء أودسا الأوكراني لوقف تصدير القمح، وفي المقابل قامت أوكرانيا بإلقاء ألغام في البحر الأسود لتمنع مرور السفن الروسية المحملة بالقمح.

وكان من ضمن شروط روسيا أيضًا أن تُزيل أوكرانيا ما زرعته من ألغام لإعاقة سفن الروس، ولكن يبدو أن الجانب الروسي غير جاد في فتح الموانئ، حيث كان آخر تصريحات الرئيس بوتين أمس، أن أوكرانيا يمكنها تصدير القمح عن طريق موانئ رومانيا وبولندا، وهذا يعني وجود تكاليف زائدة لنقل القمح من أوكرانيا ومن ثم تقل الربحية وستزداد التكاليف على أوكرانيا".

وتابع: “نجح بوتين في تسييس القضية وجعل العالم كله يهرول إليه، فذهب إليه وفد الاتحاد الإفريقي برئاسة الرئيس السنغالي، وهناك مقترح آخر بزيارة وفد عربي من قبل نائب رئيس مصر السابق الدكتور محمد البرادعي، على اعتبار أن الدول العربية أكبر مستورد للقمح الروسي والأوكراني بنسبة 80%، ولبنان على الأخص تستورد بنسبة 100%، هو إذن يخلق ”لوبي" وتعاطفا، حتى إنه في استطلاعات الرأي في الدول العربية والإفريقية أشارت إلى أن 93% منها تؤيد الموقف الروسي، بينما تؤيد 7% منها تؤيد الموقف الغربي، ما يعني أن هذه الدول تستهدف القمح والشعير والذرة الصفراء وزيوت عباد الشمس والأسمدة، وهو بذلك خلق تعاطفًا حيث جعل حل أزمة الغذاء في رفع العقوبات الأوروبية على روسيا".

وأضاف نور الدين: "أمريكا بإمدادها السلاح هي تطيل أمد الحرب وتستهدف إنهاك القوى الروسية واستنزافها لإضعافها، وما ترغب به روسيا بإلغاء العقوبات هو نصر مؤقت، أما انتهاء الحرب فيتوقف على التسوية بينها وبين أوكرانيا بتعهدها بعدم الانضمام إلى حلف الناتو، ومن ثم يضمن بوتين بعدم وضع أسلحة أمريكية على حدود روسيا مع أوكرانيا".

وأكد أن للغرب مصلحة فيما يدار من صراع، حيث ارتفع سعر القمح إلى 400 دولار بدلًا من 265، في مثل هذا الوقت من العام الماضي، كما أن فرنسا دولة مصدرة للقمح ورومانيا والولايات المتحدة وكندا والأرجنتين وأستراليا، جميعهم مستفيدون بارتفاع القمح والبترول، فليس من مصلحتهم إنهاء الحرب قريبًا، بل هدفهم إنهاك القوى الروسية واستنزافها، وبعدها ينظرون إلى الدول النامية وأزمة الغذاء".

العرب الأكثر تأثراً بالأزمة

سلطت الأمم المتحدة الضوء على مدى خطورة الموقف، قائلة في تقرير نشرته "نيويورك تايمز"، إن ما لا يقل عن 276 مليون شخص يواجهون الآن انعدامًا حادًا للأمن الغذائي، ارتفاعًا من 135 مليونًا قبل الوباء، و49 مليون شخص في 43 دولة على حافة الهاوية المجاعة. 

وأكد المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ديفيد بيسلي، أن العالم يمر بالفعل بأزمة غير مسبوقة.

البرادعي يدعو لاجتماع عربي روسي

اقترح نائب الرئيس المصري السابق محمد البرادعي عقد اجتماع عربي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب اجتماع مع الرئيس السنغالي ماكي سال لبحث تصدير الحبوب من أوكرانيا.

وقال البرادعي في تغريدة على صفحته الرسمية على تويتر: "اليوم التقى رئيس الاتحاد الإفريقي (رئيس السنغال) ماكي سال مع الرئيس بوتين لمناقشة موضوع صادرات الحبوب من أوكرانيا، وربما يكون من المناسب أيضًا إتباع ذلك بلقاء عربي مع الرئيس الروسي للتوصل إلى حل يساعد على تفادي أزمة غذاء"، وربط البرادعي التغريدة السابقة بتغريدة نشرها نهاية شهر مايو، قال فيها: "في رأيي، من المهم جدًا أن يتوجه وفد على أعلى مستوى من إفريقيا والدول العربية إلى روسيا وأوكرانيا من أجل، ضمان فتح موانئ البلدين لتصدير المواد الغذائية إلى إفريقيا والشرق الأوسط في إطار القانون الدولي مساعدات إنسانية لحماية المدنيين -وبعيدا عن أية اعتبارات سياسية- من خطر المجاعة".

وكان الرئيس الروسي قد قال إن بلاده لا تقف في طريق صادرات الحبوب الأوكرانية، واصفًا هذه الاتهامات بـ"الخداع"، وذلك في مقابلة مع قناة "روسيا -1" التلفزيونية الحكومية.

 وأضاف بوتين: "هذه خدعة، وسأشرح لماذا ينتج العالم حوالي 800 مليون طن من القمح سنويًا، قيل لنا إن أوكرانيا مستعدة لتصدير 20 مليون طن، إنها 2.5٪ فقط".

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية