"الفاو" ترحب بمبادرة لتحويل بقايا الأسماك إلى وجبات للكلاب والقطط في البرتغال

"الفاو" ترحب بمبادرة لتحويل بقايا الأسماك إلى وجبات للكلاب والقطط في البرتغال
وجبات للحيوانات الأليفة

تقوم شركة صغيرة بتحويل بقايا الأسماك الطازجة إلى وجبات خفيفة للحيوانات الأليفة، في العاصمة البرتغالية، تلك المدينة التي ستستضيف مؤتمر المحيط، وذلك ضمن شراكة بين هذه الشركة ومطعم ياباني وبائعي أسماك.

وأشاد بالمبادرة كبير اختصاصي مصايد الأسماك في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، مارسيو كاسترو دي سوزا، مشيرا إلى أن هناك بالفعل دولا أوروبية تطبّق سياسة "صفر نفايات أسماك".

وقال سوزا: "هذه المبادرة مثيرة للاهتمام جدا، ولقد رأينا بالفعل، ليس فقط على المستوى الصناعي، ولكن هناك أيضا أمثلة صغيرة حول كيفية تقليل هدر الأسماك، حيث يوجد بالفعل العديد من الصناعات المنتجة للسلمون في الدول الإسكندنافية التي وصلت إلى مستوى استخدام 100% من الأسماك".
وأوضح: "إنهم يصنعون شرائح اللحم ويستخدمون العين لصنع الأسمدة أو لتوليد الزيوت الأساسية، لذلك هناك بالفعل إنتاج كامل يركز على صفر نفايات (أو استخدام كامل لها)".

ونظرا إلى أنه لا يمكن لمطاعم "المطبخ الياباني" استخدام جميع أجزاء الأسماك لإنتاج السوشي والساشيمي، تنتهي كل يوم أطنان من رؤوس الأسماك والبقايا والجلود في سلة المهملات، لكن مبادرة في لشبونة، المدينة التي ستستضيف مؤتمر المحيط في نهاية يونيو، تعمل على التخلّص من هدر الطعام، حيث جاءت الريادية، داريا ديميدنكو، بفكرة إعادة استخدام بقايا الأسماك الطازجة لإعداد وجبات خفيفة للحيوانات الأليفة.

وفي أحد المطاعم اليابانية المتخصصة بالسوشي (مطعم سيكاي) في منطقة سانتوس بوسط لشبونة، يتم توصيل حوالي 10 كيلوغرامات من سمك السلمون والتونة والأسماك البيضاء كل صباح. 

ويوضح مالك "سيكاي"، إيدي نيفيس، أنه في المتوسط، لا يمكن استخدام 30% من الأسماك في أطباق المطاعم: "مثلا العمود الفقري وجزء الذيل والحواف والجوانب والجزء المتصل بالمعدة وبعض أجزاء السمكة الأكثر صلابة والتي تحتوي على ألياف وجلد أكثر أيضا، ينتهي بنا الأمر بعدم استخدامها، هذه 30% إلى 40% تذهب سدى، انتهى بنا الأمر بإعادة الاستخدام من خلال سانتشو بانتشو".

وتعد "سانتشو بانتشو" هي علامة تجارية أنشأتها الروسية داريا ديميدنكو، والتي تعيش في البرتغال منذ عام 2015، الاسم هو إشارة إلى شخصية "سانشو بانثا" من كتاب دون كيشوت لميغيل دي سيرفانتس، وأيضا تكريما لأحد كلاب داريا، ويُدعى بانتشو.

وتشير رائدة الأعمال إلى أن تجنب هدر الطعام يتطلب الكثير من الإبداع، وتقول: “هذا البسكويت مصنوع من هذا النوع من السمك الأبيض، الذي نخبزه أولا ثم نطحنه بعد تجفيفه، لأن العظام بعد ذلك يكون قوامها أكثر نعومة، لذلك نطحنها ونمزجها مع الدقيق ونصنع البسكويت”.

وأشارت إلى وجود أنواع أخرى من النفايات، مثل جلود السمك الأبيض أو جلود السلمون، التي يمكن تجفيفها، وأوضحت “يدخل هذا النوع من الوجبات الخفيفة إلى الماكينة، ويبقى لمدة 20 ساعة عند 70 درجة مئوية ثم يخرج أكثر جفافا وقرمشة، يطحن ويُصنع منه الرقائق”,

وبالإضافة إلى جمع بقايا الطعام في مطعم سيكاي، فإن داريا لديها شراكات مع مطاعم وبائعي أسماك آخرين في لشبونة، حيث تجمع حوالي 25 كيلوغراما من بقايا الأسماك كل أسبوع، تلك التي كانت ستنتهي في سلة المهملات.

وتُعد الوجبات الخفيفة التي تحتوي على جلد السلمون غنية بالأوميجا 3 التي تساعد في تحسين صحة جلد وفراء الكلاب والقطط، وبالإضافة إلى إعادة استخدام بقايا الأسماك، تنتج ماركة داريا ديميدنكو البسكويت من بقايا لحوم الأرانب ولحم الخنازير المجفف.

وتقول مؤسِسة سانتشو بانتشو إنها تمكنت بالفعل من رفع مستوى الوعي بين العديد من العملاء، وتضيف قائلة: “لقد سمعنا بعض الأشخاص وبعض العملاء يقولون إنهم يسيرون على خطانا ويذهبون الآن إلى تجار السمك والجزارين هنا في البرتغال لأخذ بعض النفايات، إنهم لا ينتجون ولا يصنّعون الوجبات الخفيفة للبيع، لكن يمكنهم صنع بعض الطعام لكلابهم أو قططهم، ولأنفسهم أيضا”.

ويُعدّ وقف هدر الغذاء العالمي بحلول عام 2030 أحد أهـداف التنمية المستدامة، وهدفا آخر يتضمن إدارة الحياة البحرية بشكل مستدام وإنقاذ المحيطات وحماية المستقبل هو شعار مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات، المقرر عقده في العاصمة البرتغالية في الفترة من 27  يونيو إلى 1 يوليو من العام الجاري.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية