كيف تنمي ذكاءك العاطفي وتحقق النجاح؟

كيف تنمي ذكاءك العاطفي وتحقق النجاح؟

 

 

 

يتكلم الجميع عن الذكاء العقلي أو البدني ، غير أن الذكاء العاطفي هو في حقيقة الأمر ما يميز الناجحين أبدا ودوما .

 

يعرف عالم النفس «دافيد غولمان» الذكاء العاطفي بكونه القدرة على تعرف المرء على مشاعره الخاصة وعلى  مشاعر الآخرين بهدف تحفيز أنفسنا والتحكم بانفعالاتنا العاطفية مع ذواتنا وفي علاقاتنا مع الآخرين .

 

حين نفهم ما المقصود بالذكاء العاطفي نصبح قادرين أكثر على تغيير مركز اهتمامنا وعلى تمييز المشاعر التي نريدها  وتلك التي لا نريدها ، كي نستطيع تحقيق السلام الداخلي والتوازن الشخصي والسعادة التي نصبو إليها .

 

أحد أسرار النجاح البسيطة هو أن يفهم المرء قوة تأثير الانفعالات العاطفية. يفيدنا علم النفس  بأن الذكاء المعرفي ليس المؤشر الأساسي للنجاح، إن الذكاء العاطفي  هو العامل المهيمن في هذا المجال .

 

يقول غولمان إن العقل العاطفي أسرع من العقل المنطقي، فهو يقفز إلى العمل من دون التوقف للحظة للتفكير مليا فيما يفعله. إن التصرفات والأفعال الصادرة  عن العقل العاطفي تحصل بثقة ودون تردد، وذلك ناتج عن طريقة مبسطة في النظر إلى الأمور  التي تحير العقل المنطقي. على سبيل المثال فلنقل إن سيناً أو صاداً من الناس محبط في عمله ويفقد أعصابه ويصب جام غضبه على زميل له في العمل. ولكن عندما  تسكن فورة غضبه يجد نفسه مفكراً متسائلاً : «لم فعلت ذلك؟».

 

يشرح غولمان أن هذا التسرع المتمثل في استبداد عواطفنا  الانفعالية بنا قبل أن نعي وجود هذا الانفعال ، هو امر أساسي لبقاء انفعالاتنا متكيفة مع الظروف إلى أقصى حد: إنها تجيشنا للاستجابة للأحداث من دون هدر الوقت في التساؤل حول ضرورة إبداء رد فعل أو حول كيفية القيام برد الفعل هذا.

 

قد يكون تطوير الذكاء العاطفي وإنماؤه مفهوماً غريباً، لكن الذكاء العاطفي قد يكون أهم المهارات التي يمكنك تطويرها لتصبح أنجح في العمل. كما أن التحكم  بعواطفك بنحو أفضل أمر يساعدك في أن تصبح أكثر اكتفاء وارتياحاً على الصعيد الشخصي. هنا سوف تساعدك قائمة  البنود والنشاطات التالية للتفوق كموظف فاعل:

 

** كي تحسن القيام بأي عمل كان عليك امتلاك المعرفة والمهارات الضرورية .من الأهمية بمكان أن نكون لديك فكرة واضحة وخطة لتعلم جميع المهارات اللازمة لتأمين نجاحك في الوظيفة التي تشغلها .

 

** احرص على معرفة نقاط القوة لديك وكذلك الحدود التي لا يمكنك تخطيها . ضع نظاماً لنفسك يساعدك في الحصول على معلومات تجعل مستوى مهاراتك يرتفع.

 

** احرص على إدراك أن بإمكان عملك تلبية حاجة واحدة في الأمد القصير  والأمد الطويل. إذا كانت وظيفتك وسيلة للوصول إلى هدف أكبر ، ضع هذا الأمر نصب عينيك ولا تدع  عملك الحالي يستنفد طاقتك.

 

** تعلم كيف تحفز نفسك، أوجد رؤية تبقيك مركزا على القيام بعملك بأفضل شكل ممكن . ليكن شعورك حيال ما تفعله ايجابيا.

 

** كن واضحا فيما يتعلق بما تريد إنجازه من خلال عملك . حدد أهدافك وضع خطة عمل  يمكنك متابعتها .

 

** تفصيل الأهداف الشخصية ليس شيئا يحدث في جلسة واحدة بل هو عملية ممتدة. لا تتغير العادات بين ليلة وضحاها، بل ببطء، كما أن حصول الانتكاسات أمر متوقع  لتكن الانتكاسات بمثابة حافز لك للتعلم ولا تعتبر أنها تحدد إمكاناتك الفعلية .

 

** مفتاح النجاح هو وضع خطة. إن بلوغ مستوى كفاءة أعلى في العمل أمر يتطلب الوقت والتركيز .

 

** ابن جسور التواصل في العمل، فهذه الجسور تؤمن لك الدعم الذي تحتاجه. نحتاج جميعنا إلى مجموعة من الأصدقاء كي نبقى مركزين على ما نريده.

 

** الجأ إلى شخص يرشدك ويساعدك على تعلم كيفية تغيير طريقة تفكيرك والتحكم بمشاعرك كيلا تكون انفعاليا جدا.

 

** ركز على المفاهيم الأساسية التالية لبناء الذكاء العاطفي كي تحسن معرفتك ومهاراتك، وإذا لم تكن تعرف كيف تفعل ذلك فابحث عن شخص تعتبره مثالا اعلى لك في الحياة او معلم او أي مصدر آخر يساعدك ويرشدك في هذا المجال:

 

التعاطف، التعاون، الإصغاء باهتمام، معرفة الذات، حل المشكلات، بناء علاقات، الثقة بالذات، القدرة على تلقي ملاحظات وآراء الآخرين، الرغبة في تلبية حاجيات أخرى.

 

وتشير هذه النقاط إلى بعض الأفعال والاعتبارات التي من شأنها أن تساعدك على  تنمية مرونتك العاطفية في العمل.

 

إن اهمية تنمية مرونتك العاطفية تكمن في أنها تساعدك على أن تعي كيفية تحكم المعلومات التي تصلك من خلال حواسك الخمس بطريقة تفكيرك وسلوكك وصحتك، إذا أفلتت من قدرتك على التحكم بها.

 

من الأهمية بمكان أن تعي الامر التالي: إن كيفية النظر إلى محيطك وكيفية تفاعلك معه عاملان يحددان كيفية تأثير ذكائك العاطفي عليك من الناحية النفسية  والجسدية أيضا، كما أن مستوى ذكائك العاطفي يمكنه ان ينبئ بعمرك المهني.

 

الخلاصة.. إن الإحساس بالتوتر وخيبة الأمل وعدم الرضا في العمل يمكن أن يتراجع إذا نما الموظفون ذكاءهم العاطفي، ومع تناقص هذا الشعور السلبي يتحسن أداء الموظفين وإنتاجيتهم وإحساسهم بالرضا في العمل.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية