غوتيريش: النموذج الاقتصادي العالمي الحالي لن يؤدي إلّا إلى "ضربة ثلاثية"

غوتيريش: النموذج الاقتصادي العالمي الحالي لن يؤدي إلّا إلى "ضربة ثلاثية"

حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن النموذج الاقتصادي العالمي الحالي للنمو اللامتناهي القائم على استخدام كمية محدودة من الموارد، مثل الوقود الأحفوري، لن يؤدي إلّا إلى “ضربة ثلاثية مستمرة من التضخم وفوضى المناخ والصراع”.

وجاء ذلك في تقرير نقله الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، عن كلمة "غوتيريش"، الذي كان يخاطب منتدى الاقتصادات الكبرى حول الطاقة والمناخ في العاصمة الأمريكية واشنطن، والذي دعا إلى عقده كبير مبعوثي المناخ للولايات المتحدة، جون كيري، واستضافه الرئيس جو بايدن.

وشمل الاجتماع دولا تمثل 80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، والسكاني، وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وفقا للبيت الأبيض.

وقال الأمين العام للمندوبين إن حل النمو كان واضحا: "لدينا موارد غير محدودة في متناول اليد عندما يتعلق الأمر باحتياجات الطاقة، الرياح والشمس والمد والجزر كل ذلك لا ينفد، إذا تمكنا من استبدال الوقود الأحفوري الملوث والمحدود بنجاح بموارد متجددة لا حصر لها، فيمكننا أن نجعل معادلة الطاقة منطقية".

وقال إنه يمكن تحقيق استقرار الأسعار واستدامة النمو إذا تم إعطاء الأولوية لمصادر الطاقة المتجددة، علاوة على ذلك، فهي تساعد في تقليل انبعاثات الكربون ودعم أمن الطاقة.

وأضاف غوتيريش "انتهى وقت الرهانات التحوطية.. لقد راهن العالم على الوقود الأحفوري، وخسر".

وتابع: أنه لا شيء يمكن أن يكون أكثر وضوحا من خطر توسع الوقود الأحفوري اليوم، مشيرا إلى أنه حتى على المدى القصير، فإنه لا يحمل منطقا سياسيا ولا اقتصاديا، مع ذلك، “يبدو أننا عالقون في عالم حيث يقيّد منتجو وممولو الوقود الأحفوري الإنسانية”.

وتابع يقول: "لعقود من الزمان، استثمر الكثير من العاملين في صناعة الوقود الأحفوري بكثافة في العلوم الزائفة والعلاقات العامة، بسرد كاذب لتقليل مسؤوليتهم عن تغير المناخ وتقويض السياسات المناخية الطموحة".

وشبّه الأمين العام للأمم المتحدة، صناعة الوقود الأحفوري المربحة للغاية بـ"التكتيكات الفاضحة" لشركات التبغ الكبرى، خلال منتصف القرن العشرين، قائلا: "مثل مصالح التبغ، لا يجب أن تفلت مصالح الوقود الأحفوري وشركاؤها الماليون من المسؤولية، كما أن حجة تنحية العمل المناخي جانبا للتعامل مع المشكلات المحلية هي حجة جوفاء أيضا".

وقال إن الاستثمار المبكر في مصادر الطاقة المتجددة كان سيجنّب مأزق اليوم بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، والزيادة الهائلة في أسعار النفط والغاز المتقلبة في جميع أنحاء العالم.

وتابع يقول: "لذا، دعونا نتأكد من عدم استخدام الحرب في أوكرانيا لزيادة تلك التبعية"، مشيرا إلى أن المشاكل المحلية الأكثر إلحاحا اليوم، مثل التضخم وأسعار الغاز، هي نفسها مشاكل المناخ والوقود الأحفوري".

وللمرة الثانية هذا الأسبوع، في حدث دولي كبير للمناخ، تطرق الأمين العام إلى خطته لـ"ثورة الطاقة المتجددة"، وقال إن "أزمة المناخ هي الحالة الطارئة الأولى" وحث الحكومات على "إنهاء عصر الوقود الأحفوري"، واختتم حديثه بالقول: "إن ثورة الطاقات المتجددة تبدأ الآن".


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية