بعد خفوت عام.. زئير "كورونا" عاد ليخيف العالم بمتحور جديد

بعد خفوت عام.. زئير "كورونا" عاد ليخيف العالم بمتحور جديد
كورونا حول العالم

"صار أكثر ذكاء وقدرة على مراوغة الجهاز المناعي للإنسان".. بهذا التحذير أثارت منظمة الصحة العالمية مخاوف العالم مجددا من بوادر تفشي موجة جديدة من فيروس كورونا.

والخميس، قال المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية بشأن كورونا ديفيد نافارو: "يجب على الناس أن يحترموا الفيروس"، داعيا إلى ضرورة العودة للالتزام بالإجراءات الاحترازية، وارتداء الكمامات الطبية، والتباعد الاجتماعي.

وأضاف نافارو: "فيروس كورونا قادر على التطور والتغيير ومراوغة الجهاز المناعي، وهذا هو السبب في زيادة الإصابات، خاصة في ظل أن دول كثيرة في العالم بدأت تعود إلى حياة شبه طبيعية".

وجدد ظهور متحور جديد لفيروس كورونا باسم "القنطور" إثارة القلق عالميا، بعد اكتشافه في الهند ووصوله إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية أبرزها بريطانيا التي ارتفعت فيها عدد الإصابات بشكل حاد.

والمتحور هو سلالة جديدة من متحور أوميكرون، وقال المركز الأوروبي لمكافحة الأوبئة الأسبوع الماضي، إنه يراقب المتحور عن كثب، داعياً غير المطعمين للقاحات المضادة لكورونا إلى الإقبال على التطعيم.

وأوضح المركز الأوروبي أن الإصابة بمتحور "القنطور" قد يتسبب بأمراض أشدّ، إذ يعتقد المتخصصون أن المتحور الجديد أسرع انتشاراً من "أوميكرون" الذي يعتبر شديد العدوى.

وسجلت إصابات بـ"القنطور" في أستراليا والولايات المتحدة وألمانيا وكندا و6 دول أخرى على الأقل حتى الآن، كما حذر المتخصصون من أنه قد يتسبب بثاني أكبر موجة لفيروس كورونا فيها.

ومنذ نحو عام، خفت زئير كورونا في العالم، على وقع زيادة عدد الملقحين بالتطعيم المضاد للفيروس التاجي حول العالم، إذ تجاوزت مستوى 7 مليارات جرعة لقاح، وفق تقديرات رسمية أواخر العام الماضي.

ويأتي تفشي متحور "القنطور" في ظل إصابة 566 مليونا و657 ألفا و170 بفيروس كورونا، بينها 6 ملايين و386 ألفاً و273 وفاة، و537 مليونا و859 ألفا 793 متعافياً منذ بدء الجائحة، بحسب موقع "وورلد ميتر".

وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول بالعالم، منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر عام 2019.

تدابير عالمية

وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها إزاء ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، وارتفاع نسبة الوفيات المرتبطة بالإصابة بالمرض، مؤكدة أن الفيروس لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا.

بدوره، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن ارتفاع الحالات يضع مزيدا من الضغط على النظم الصحية والعاملين الصحيين المجهدين في العالم.

وحذر تيدروس من "تجول الفيروس بحريّة في ظل أن الدول لا تدير عبء المرض بشكل فعّال بناء على قدرتها، من حيث دخول المصابين بحالات حادة إلى المستشفيات، والتزايد في عدد المصابين بحالات ما بعد كوفيد".

وتابع: "هناك تحدٍ مزدوج للإبلاغ عن المخاطر وبناء ثقة المجتمع في الأدوات المستخدمة للحفاظ على الصحة والتدابير الاجتماعية للصحة العامة مثل ارتداء الأقنعة والحفاظ على التباعد البدني والتهوية".

ورغم أن العالم في وضع أفضل بكثير مما كان عليه في بداية الجائحة، شدد تيدروس على ضرورة أن تموّل الحكومات في جميع أنحاء العالم منظمة الصحة العالمية وإتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19، لضمان التوزيع العادل للأدوات المتعلقة بالصحة.

ومع ارتفاع معدلات انتقال المرض ودخول المستشفيات، دعا مدير عام منظمة الصحة العالمية، الحكومات إلى الترويج لتدابير احترازية مجرّبة ومختبرة، مثل ارتداء الأقنعة وتحسين التهوية وبروتوكولات الاختبار والعلاج.

غموض وارتباك

من جانبها، قالت كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية سمية سواميناثان: "ما زال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان هذا البديل الفرعي من فيروس كوفيد-19 له خصائص غزو مناعي إضافي من عدمه".

وبالمخالفة لرأي المنظمة الأممية، اشتبه المعهد الوطني للصحة العامة والبيئة (بحثي، مقره هولندا) في أن المتحور الجديد لفيروس كورونا قادر على "التهرب من المناعة ضد كوفيد-19".

وقال المعهد البحثي في بيان، يبدو أن "القنطور" لديه طفرات طفيفة محددة تمكنه من التهرب بسهولة أكبر من المناعة المتراكمة ضد فيروس كورونا، رغم أننا لا نعرف الكثير عنه في هذه المرحلة".

وفي سياق متصل، أعرب آندي سلافيت، المستشار السابق لفريق عمل البيت الأبيض الخاص بمكافحة الجائحة، عن مخاوفه بشأن تحور الفيروس، قائلا: "من المحتمل أن يكون لطفرات الفيروس الرئيسية التأثير على مدى سرعة انتشاره أو مدى خطورة العدوى الفيروسية".

و"القنطور" كلمة يرمز إليها بمخلوق أسطوري برأس رجل وذراعيه وجسمه العلوي على هيئة حصان، واعتقدت الأساطير الإغريقية بأن القناطير برية كالخيل الجامحة، وكانت من الحيوانات المألوفة في أدب القرون الوسطى، ولا يزال القنطور عنصرًا أساسيًا في الأدب الخيالي الحديث.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية