منظّمتان حقوقيتان: جهود الولايات المتحدة للقضاء على العنصرية "غير كافية"

منظّمتان حقوقيتان: جهود الولايات المتحدة للقضاء على العنصرية "غير كافية"

اعتبرت منظّمتان حقوقيتان أن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة للقضاء على العنصرية "غير كافية"، وذلك قبيل مراجعة أممية مرتقبة في هذا الإطار.

وأصدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" و"الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية" الاثنين، تقريرا مشتركا خلص إلى أن العنصرية البنيوية ورهاب الأجانب "لا يزال لهما تأثير قوي وواسع النطاق في المجتمع الأمريكي"، وحضّتا السلطات على اتخّاذ خطوات أكثر جرأة لمعالجة المشكلة، وفق (فرانس برس).

ومن المقرر أن تجري "لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري" الأسبوع الجاري، مراجعة لسجل الولايات المتحدة على هذا الصعيد.

وتتألف اللجنة من 18 خبيرا مستقلا مفوّضين إجراء تقييم لمدى تقيّد البلدان بـ"الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري" التي وقّعتها الولايات المتحدة في عام 1994.

وأعربت "هيومن رايتس ووتش" و"الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية" عن أملهما بأن "توصي المراجعة حكومة الولايات المتحدة باتّخاذ تدابير فورية وملموسة للقضاء على العنصرية البنيوية".

وأشارت الهيئتان إلى أن الإدارة الأمريكية لم تعالج يوما بشكل كافٍ الانتهاكات الكبيرة المرتكبة بحق السود إبان زمن العبودية وما تلاه من فترات طغى عليها الاستغلال والتمييز والعنف.

واعتبرتا أن الإرث لا يزال يتجلى في السياسات والممارسات في مجالات الاقتصاد والصحة والتعليم وإنفاذ القانون والإسكان وغيرها.

وأشار التقرير إلى سلسلة طويلة من الإحصاءات التي تبيّن التداعيات السلبية على السود، فعلى سبيل المثال، وفي مقارنة بين متوسّط الأسر، ثروات عائلات البيض أكبر بنحو ثماني مرات من ثروات العائلات السود، كما أن معدّل حبس السود أعلى بثلاث مرات مقارنة مع البيض.

وفي حين يتعاطى السود والبيض المخدرات بالنسب نفسها، فإن احتمال حبس السود في قضايا المخدرات أعلى خمس مرات.

أمنيا، يُقتل السود وغيرهم من الأقليات بيد الشرطة بوتيرة أعلى بنسبة 350 بالمئة مقارنة بالبيض.

واعتبر مدير برنامج حقوق الإنسان في "الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية" جميل دكوار أن "العنصرية المنهجية لا تزال تلحق الضرر بمؤسساتنا بعد عقود على تعهّد الولايات المتحدة وضع حد للتمييز العنصري".

وأشار دكوار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن "بيّنت أنها قادرة على تحديد المشكلة، لكن الوقت قد حان لاتخاذ تدابير أكثر جرأة من أجل إحداث تغيير جذري في هذه الأنظمة المسيئة والتطبيق الكامل للالتزامات الأمريكية في مجال حقوق الإنسان".

وتجري "لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري" مراجعتها لسجل الولايات المتحدة يومي الخميس والجمعة على أن ينشر الخبراء تقريرهم في 30 أغسطس.

وتعتبر الأمم المتحدة أن العنصرية تستمر في تسميم المؤسسات والهياكل الاجتماعية والحياة اليومية في المجتمعات كافة، واصفة العنصرية بأنها تأتي كعامل مساعد “يطبع الكراهية وينكر الكرامة ويحفز العنف”.

وفي وقت سابق، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة، الجمعة، إن "العنصرية لا تزال تمثل سبباً لاستمرار عدم المساواة وحرمان الناس من حقوقهم الإنسانية الأساسية".

وأشار غوتيريش إلى أن العنصرية تزعزع استقرار المجتمعات في كل أنحاء العالم، و"تقوض الديمقراطيات، وتقوض شرعية الحكومات، وتعيق التعافي الشامل والمستدام من جائحة كورونا"، بحسب موقع أخبار الأمم المتحدة.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية