الغارديان: دعوات لترشيد استخدام المياه لمعالجة تداعيات أزمة الجفاف

الغارديان: دعوات لترشيد استخدام المياه لمعالجة تداعيات أزمة الجفاف
أزمة الجفاف

مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة في أوروبا وقلة الأمطار، تنامت المخاوف من نقص المياه والجفاف وانخفاض إنتاجية ونوعية المحاصيل، خرجت على إثرها دعوات للاستفادة من كميات أقل بكثير من المياه وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي في المدينة للري الزراعي.

وحث الاتحاد الأوروبي دوله الأعضاء، على إعادة استخدام المياه من النباتات لمعالجة مياه الصرف الصحي بالمدينة للمحاصيل، وفق صحيفة الغارديان البريطانية.

ونبه مفوض الاتحاد الأوروبي فيرجينيجوس سينكيفيوس، بأن مصادر المياه العذبة نادرة، وفي حالات ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق، يتعين على الجميع التوقف عن فقدان المياه واستخدام هذا المورد المفيد بشكل أكثر فاعلية للتكيف مع تغير الطقس المحلي والتأكد من سلامة واستدامة الإنتاج الزراعي.

وسجلت فرنسا في شهر يوليو أنها تمر بالأيام الأكثر جفافاً تاريخيًا، مما أدى إلى دق ناقوس الخطر بشأن الانطباع بوجود موجات جفاف واسعة النطاق على التصنيع الزراعي ونقص المياه في مناطق المدينة.

وفرضت جميع المناطق في فرنسا تقريبًا قيودًا على المياه، لكن المزارعين يكافحون للتعامل مع حدود استخدام المياه العذبة حيث إن المحاصيل المماثلة لزهور عباد الشمس ومناطق شاسعة من الخزامى تموت بسبب الجفاف.

"أكثر من 100 بلدة في فرنسا لم يعُد لديها حاليًا ماء للشرب"، حسبما أعلن وزير الانتقال البيئي في فرنسا كريستوف بيشو الجمعة، واصفًا الجفاف الذي تشهده البلاد على غرار دول أوروبّية أُخرى بأنّه "تاريخي".

تخضع 93 منطقة في فرنسا من أصل 96 لقيود تخصّ استهلاك الماء بدرجات متفاوتة، بينما تمرّ 62 منطقة "بأزمة"، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

وقالت الصحيفة إن موردي المياه في المملكة المتحدة يقاومون الدعوات الحكومية لفرض قيود على المياه، ويفضلون الاستعداد حتى اللحظة الأخيرة لفرض حظر مؤقت على الاستخدام المفرط للمياه بهدف الابتعاد عن إثارة غضب المتسوقين.

وذكر متحدث باسم السلطات أنه بغض النظر عن القضايا المنتشرة حول تجفيف الأنهار، فإن شركات المياه لا ترى "مخاطر حالية لمصادر المياه الهامة".

وفي إسبانيا حيث دفعت موجات الجفاف المزارعين في المنطقة الجنوبية من الأندلس إلى تقطيع مزارع الأفوكادو وخفض إنتاج الزيتون المكتبي.

ووضعت العديد من المناطق الإسبانية قيودًا على استهلاك المياه، جنبًا إلى جنب مع فترات الليل التي توفر التخفيضات، وإغلاق الحمامات على شواطئ البحر، وحظر ملء حمامات السباحة وغسيل السيارات.

وفق الغارديان كانت خزانات المياه في إسبانيا عند 40% من قدرتها في نهاية شهر يوليو، أدنى درجة خلال عقد من الزمان، بالإضافة إلى ذلك، أثرت قلة هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة على غلة المحاصيل في البرتغال وكرواتيا ورومانيا.

وفي السياق، أعلنت السلطات الهولندية رسميًا ندرة المياه وتتطلع إلى اتخاذ إجراءات جديدة إذا استمرت موجات الجفاف، حيث قال وزير البنية التحتية الهولندي مارك هاربرز: "أطلب من الجميع أن يفكر مرتين قبل غسل السيارة أو ملء حوض التجديف تمامًا".

في يوليو، شهدت أوروبا الغربية جفافا غير مسبوق وموجتي حرّ بالكاد يفصل بينهما شهر اندلعت خلالهما حرائق حرجية كبيرة في فرنسا وإسبانيا واليونان والبرتغال ومناطق أخرى.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة، لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية