مئات المهاجرين على متن "أوبن آرمز" بانتظار تحديد ميناء آمن لإنزالهم

مئات المهاجرين على متن "أوبن آرمز" بانتظار تحديد ميناء آمن لإنزالهم

أعلنت منظمة "أوبن آرمز" الإسبانية غير الحكومية، أن سفينة تابعة لها أنقذت 402 شخص في “المتوسط”، خلال عدة عمليات إنقاذ نفذتها على مدار الأيام الماضية. 

ووفقا لبيان المنظمة الذي نشرته، الاثنين، كان الناجون يبحرون بواسطة قوارب غير صالحة للإبحار.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن المتحدثة باسم المنظمة، لورا لانوزا، أن السفينة تبحث حاليا عن ميناء آمن لإنزال المهاجرين، وأن العديد من الناجين بحاجة لرعاية طبية. 

وحتى الآن، أرسل طاقم السفينة طلبين على الأقل للسلطات في مالطا لتخصيص ميناء لإنزال المهاجرين، دون أي رد حتى الساعة.

وأنقذت السفينة مساء الأحد الماضي 30 شخصا كانوا على متن قارب يعاني صعوبات ملاحية، كما نفذت ثلاث عمليات إنقاذ خلال 24 ساعة، بين يومي السبت والأحد الماضيين، إحدى تلك العمليات شملت إنقاذ 294 مهاجرا كانوا على متن قارب واحد، معظمهم من الجنسية المصرية، في المياه المالطية. وفقا للمنظمة، أمضى المهاجرون ما معدله أربعة أيام في "المتوسط".

جثة على متن قارب

وكانت السفينة قد أنقذت قبيل ذلك 59 مهاجرا، من الجنسيات السودانية والسورية والإريترية وبينهم 10 قاصرين، كانوا قد لجؤوا إلى منصة نفطية في المياه الدولية قبالة تونس.

المنظمة أوردت أن طواقم الإنقاذ عثرت على جثة رجل داخل قارب هؤلاء، أطلق المهربون النار عليه قبيل انطلاق القارب.

لانوزا قالت إن المهاجرين احتفظوا بجثة الرجل إلى أن تم إنقاذهم، بعد أن أجبرهم المهربون على أخذها معهم.

وصباح السبت، أنقذ طاقم "أوبن آرمز" 19 مهاجرا آخرين، بينهم 16 سورياً، قبالة السواحل الليبية. مصور وكالة "أسوشيتد برس" الموجود على متن السفينة قال إن المهاجرين قفزوا في الماء لحظة رؤيتهم طواقم الإنقاذ، الأمر الذي عقد عملية الإنقاذ.

سفن رست وأخرى تنتظر

من جهتها، أعلنت منظمة "سي ووتش" غير الحكومية أن سفينتها "سي ووتش 3" رست في ميناء ريجيو كالابريا الإيطالي، حيث أنزلت 428 مهاجرا كانوا على متنها، تم إنقاذهم خلال عدة عمليات، كما أوردت أن سفينتها "سي ووتش 4" تمكنت أيضا من الرسو في ميناء تارانتو الإيطالي أيضا، حيث أنزلت أكثر من 100 مهاجر.

لكن على متن سفينة "الإنسانية أولا" (Humanity First)، الأوضاع آخذه بالتدهور؛ منظمة "أس أو أس هيومانيتي" المشغّلة للسفينة، قالت إنها تحمل 398 شخصا على متنها، وهي لا تزال تبحر في المتوسط بانتظار تحديد ميناء آمن لها لإنزالهم. 

المنظمة أفادت بأن طاقم السفينة أرسل 13 طلبا للسلطات الأوروبية المختصة لتحديد ميناء للسفينة، دون أن يحظوا بأي رد.

وفي بيانها، قالت "أس أو أس هيومانيتي" الاثنين إن ثلاثة أطفال وأمهاتهم تم إجلاؤهم من على متن السفينة، "كان لا بد من إجلاء الأطفال الثلاثة الأصغر على متن السفينة لأسباب طبية". 

وأوضحت المنظمة أن الأطفال يعانون الإرهاق بسبب الوضع المجهد واقتراب نفاد مادة الحليب المجفف، فالأمهات لا يستطعن إرضاع أطفالهن بسبب الإرهاق.

طاقم "الإنسانية أولا" أعرب عن أن الوضع على متن السفينة حرج للغاية، مع اقتراب نفاد المواد الغذائية، كما أن بعض أفراد الطاقم مرضى.

 ومنذ بداية العام الجاري وحتى الـ18 من سبتمبر، وصل 94,745 مهاجرا إلى السواحل الأوروبية (إيطاليا واليونان وإسبانيا وقبرص ومالطا)، حسب إحصائيات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كما تم تسجيل وفاة أو اختفاء 1,207 أشخاص في المتوسط خلال الفترة الزمنية نفسها، حسب معطيات الأمم المتحدة.

وبحسب “مهاجر نيوز” تغطي السفن الإنسانية جزءا محدودا جدا من البحر الأبيض المتوسط. لافتة أن وجود هذه المنظمات غير الحكومية بعيد كل البعد عن أن يكون ضماناً لإغاثة المهاجرين الذين يرغبون في محاولة العبور من الساحل الإفريقي.. ولا يزال البحر الأبيض المتوسط اليوم أكثر الطرق البحرية خطورة في العالم.

الهجرة غير الشرعية

وتعد قضية الهجرة غير الشرعية واحدة من أبرز القضايا التي تؤرق المجتمع الدولي بشكل عام والأوروبيين بشكل خاص، وتعد إسبانيا وإيطاليا من نقاط الدخول الرئيسية إلى أوروبا للمهاجرين الذين ينطلقون من دول شمال إفريقيا، وخاصة من المغرب والجزائر وتونس وليبيا، حيث ارتفع عدد المغادرين بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية.

وتتوقع دول البحر المتوسط الواقعة على الطرق الرئيسية للهجرة إلى أوروبا، وصول أكثر من 150 ألف مهاجر إليها هذا العام في الوقت الذي تهدد فيه أزمات الأغذية الناجمة عن حرب أوكرانيا بموجة هجرة جديدة خاصة من إفريقيا والشرق الأوسط.

وطبقاً لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وصل بالفعل 36400 من طالبي اللجوء والمهاجرين إلى الدول الخمس؛ إيطاليا وإسبانيا واليونان وقبرص ومالطا هذا العام مقابل 123318 في عام 2021.

ومع ذلك ما زالت الأعداد الإجمالية أقل بكثير من مثيلتها في عام 2015 عندما وصل أكثر من مليون مهاجر إلى الدول الخمس فرارا من الفقر والصراعات في إفريقيا والشرق الأوسط.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية