كوستاريكا: القضاء على الفقر "مستحيل" دون احترام حقوق الإنسان

كوستاريكا: القضاء على الفقر "مستحيل" دون احترام حقوق الإنسان

أطلق وزير الخارجية في كوستاريكا، أرنولدو أندريه تينوكو، سلسلة من "الحلول الشاملة للأزمات المتعددة التي تواجهها البلاد، في التدفق الهائل للهجرة، مؤكدا أنه من المستحيل القضاء على "الفقر" دون تمكين النساء والفتيات، وضمان احترام حقوق الإنسان، ومعالجة تغير المناخ، وكذلك معالجة إصلاح النظام المالي الدولي.

ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، كانت "كوستاريكا" الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى رابع دولة في العالم تلقت المزيد من طلبات اللجوء خلال السنوات الخمس الماضية، وإن وضعها الاقتصادي إلى جانب تدفق الهجرة الهائل، يحد من قدرتها على التصرف ويعرض الأشخاص الذين يلتمسون اللجوء للخطر.

وحذر وزير الخارجية، ضمن مشاركته في فعاليات الدورة الـ77 من الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، من أن العالم يواجه مزيجاً من الأزمات المتداخلة بما في ذلك وباء "كوفيد-19" والغزو الروسي لأوكرانيا والهجمات على الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وفي مواجهة هذا السيناريو الدولي المعقد، أطلق أرنولدو أندريه تينوكو سلسلة من "الحلول الشاملة للأزمات المتعددة التي نواجهها، مشيرا إلى أنه من المستحيل القضاء على الفقر دون تمكين النساء والفتيات، وضمان احترام حقوق الإنسان دون معالجة تغير المناخ، أو معالجة إصلاح النظام المالي الدولي".

وشدد وزير الخارجية الكوستاريكي على أن الاستجابة للتحديات العديدة التي نواجهها يجب أن تشمل أولاً "التركيز على الحقوق والالتزامات".

وقال: "احترام حقوق الإنسان أو تبرير كرامة الإنسان وقيمته ليست مجرد كلمات، إنها التزامات تتعهد بها الدول، منصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وجميع معاهدات وصكوك حقوق الإنسان".

وشدد "تينوكو" على أن "مكافحة الفقر وعدم المساواة والإقصاء تتطلب حقوق الإنسان"، مشيرًا إلى أن بلاده "لم تغلق أبدًا الأبواب أمام المهاجرين الذين يرون في أرضنا طريقًا للعبور أو وجهة للاندماج في مجتمعنا".

وكدليل على ذلك، أعلن أن كوستاريكا كانت رابع دولة في العالم تلقت أكبر عدد من طلبات اللجوء خلال السنوات الخمس الماضية، لكنه أوضح أن وضعها الاقتصادي وضيقها المالي، جنبًا إلى جنب مع تدفق الهجرة الهائل، يحد من القدرة على العمل.

وأضاف: "بإحساس حقيقي بالإلحاح، نطلب دعم المجتمع الدولي لمواجهة هذا التحدي، الذي تفاقم ليس فقط بسبب الصراع والفقر، ولكن أيضًا بسبب تأثير تغير المناخ".

وأعلن أن بلاده تجد أنه من غير المفهوم أن هناك الملايين من الناس ينتظرون اللقاحات أو الأدوية أو الغذاء، في حين أن الدول الغنية تعطي الأولوية لموارد أسلحتها "على حساب رفاهية الناس؛ الصحة المناخية والانتعاش العادل".

وفي عام 2021، استمر الإنفاق العسكري العالمي في الارتفاع للعام السابع على التوالي ليصل إلى أعلى رقم شهدناه في التاريخ، وتكرر كوستاريكا اليوم دعوتها لخفض تدريجي ومستدام في الإنفاق العسكري.

وبالطريقة نفسها، أظهر اقتناعه بإمكانية تحقيق السلم والأمن دون اللجوء إلى استخدام الأسلحة النووية، حيث إن إزالتها الكاملة فقط "هي الضمان الوحيد ضد الاستخدام أو التهديد بالاستخدام"، الأمر الذي يجب على الدول التوقيع والتصديق على معاهدة حظر الأسلحة النووية، وكذلك الالتزام بإعلان فيينا وخطة العمل الخاصة به.

وشدد على ضرورة إيجاد الحل الثالث في المجال المالي، حيث تواجه البلدان المتوسطة الدخل "تفاوتات وتحديات كبيرة، مثل زيادة الضغوط المالية"، مما يحد من "قدرتها على العمل والاستثمار ويعرض النسيج الاجتماعي للخطر".

وكشف: "على الرغم من أننا موطن لأعلى نسبة من الفقراء والمهاجرين في العالم، فإن تصنيفنا لا يسمح لنا بالحصول على المساعدة الإنمائية الرسمية أو الحصول على تمويل بشروط ميسرة وعادلة".

ولهذا السبب، سلط الضوء على الضرورة الملحة "لتجاوز نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي" ووجود مؤشرات جديدة لتخصيص المعونة والاستثمار والتعاون الدولي "تأخذ في الاعتبار جوانب أخرى مثل أوجه القصور الهيكلية، ومخاطر المناخ، وتقلبات السوق، والمالية.

وأخيراً، أشار إلى أن الإجراء الرابع يدعو إلى مستوى عالٍ من الإلحاح والطموح لمعالجة الأزمة البيئية الثلاثية التي تشمل تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث، لافتا إلى "المحيط الصحي ونهج الاقتصاد الأزرق".

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية