منظمة حقوقية: الاحتجاجات في إيران يمكن أن تشكل بداية "تغيير كبير"

منظمة حقوقية: الاحتجاجات في إيران يمكن أن تشكل بداية "تغيير كبير"
محمود أميري مقدّم

 

تشكّل الاحتجاجات التي تشهدها إيران، على خلفية مقتل شابة أوقفتها "شرطة الأخلاق"، مؤشرا يدل على حدوث "تغيير كبير"، وفق محمود أميري مقدّم، مدير منظمة "حقوق الإنسان في إيران" غير الحكومية ومقرها أوسلو.

وتصاعد الغضب الشعبي في إيران، منذ أن أعلنت السلطات الأسبوع الماضي موت مهسا أميني البالغة 22 عاما بعدما أوقفتها "شرطة الأخلاق" في طهران، لارتدائها "ملابس غير محتشمة".

ماذا يجري في إيران؟

أُفيد بمقتل 11 شخصا في النقمة الشعبية التي تصاعدت بعد الإعلان عن موت أميني.

وقال أميري مقدّم إنه لم يشهد خلال 15 عاما من تتبّع الاحتجاجات وأوضاع حقوق الإنسان في إيران، غضبا كالسائد حاليا.

وقال "يبدو أنهم باتوا لا يخافون، أعتقد أن جريمة قتل مهسا كانت القطرة التي جعلت الإناء يفيض، لذا قد يكون الأمر بداية تغيير كبير".

في الوقت نفسه، أعرب أميري مقدّم عن قلقه إزاء ما قد يكون عليه ردّ فعل السلطات الإيرانية.

وتابع، "ما لم يعرب المجتمع الدولي عن دعمه الصريح لمطالب الشعب الإيراني الذي يطالب بحياة طبيعية، أخشى أن كثرا سيُقتلون".

 ما المعلومات المتوافرة حول موت أميني؟

بحسب أميري مقدّم، "ما نعرفه على وجه اليقين، وما أقرّت السلطات به، هو أن شرطة الأخلاق أوقفت مهسا" التي -بحسب عائلتها- كانت بصحة جيّدة عندما تم توقيفها.

وتابع "بعد ساعات، تم نقلها إلى المستشفى وهي بحالة غيبوبة، لذا بغض النظر عمّا جرى، المسؤولية ملقاة على عاتق السلطات الإيرانية وشرطة الأخلاق".

تعتقد منظمة "حقوق الإنسان في إيران" أن "الأدلة تبيّن أنها تعرّضت لعنف شديد، وذلك فقط لأن السلطات تقول إنها لم تكن تغطي نفسها".

حرق الحجاب 

أظهرت تسجيلات فيديو تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي أن بعضا من المتظاهرات خلعن حجابهن وعمدن إلى حرقه.

وبحسب أميري مقدّم، "السبب هو أن الحجاب أصبح رمزا للجمهورية الإسلامية... شاهدنا صورا كثيرة لفتيات يخلعن حجابهن ويعمدن إلى حرقه".

وتابع "ليس لأن لديهنّ مشكلة مع قطعة القماش، بل لأنها ترمز إلى القمع الذي يتعرّضن له منذ 43 عاما".

 ماذا بعد؟

قال أميري مقدّم، "التاريخ يبيّن أن ما من دكتاتور يمكنه أن يبقي نظامه قائما إلى الأبد"، مضيفا "السؤال المطروح ليس هل سينتهي زمن هذه السلطات بل متى ينتهي زمنها".

وشدّد على وجوب أن يدعم المجتمع الدولي المحتجين.

وتابع “إنهم يستخدمون وسائل سلمية”، وأضاف "على الرغم من غضبهن، ما يفعلنه هو حرق حجابهن والهتاف (يسقط الدكتاتور)".

لكن أميري محمدّ أشار إلى صعوبة التكهن بكيفية تطوّر الأوضاع.

وقال، "لا نعلم ماذا سيحصل خلال بضعة أشهر أو عام، إذا تمكّنت السلطات من قمع هذه الاحتجاجات بعنف، لا أعلم ما الذي قد تفعله السلطات إذا اندلعت احتجاجات جديدة".

وشدّد على وجوب أن ينخرط الغرب في الأمر.

وتابع، "أعتقد أنه ليس من الصائب فقط، بل من الحكمة أيضا الدفع باتّجاه تغيير جذري وتظهير الدعم للشعب الإيراني والدفع باتجّاه عملية انتقالية سلمية".

وفاة بعد غيبوبة

وتوفيت مهسا أميني (22 عاما)، وهي كردية من مدينة سقز في إقليم كردستان غربي إيران، في المستشفى يوم الجمعة الماضي، بعد أن قضت 3 أيام في غيبوبة.

وألقت "شرطة الأخلاق" الإيرانية القبض على مهسا أمام محطة لمترو الأنفاق بتهمة خرق القانون الإيراني، الذي يلزم المرأة بتغطية شعرها وذراعيها ورجليها بملابس فضفاضة.

وقال شهود عيان إنها تعرضت للضرب داخل السيارة التي نقلتها إلى مقر الاحتجاز، لكن الشرطة نفت ذلك، زاعمة أن الشابة تعرضت لـ"قصور مفاجئ في القلب" أثناء انتظارها مع عدد من النساء في المقر للحصول على "توعية" بقواعد الحجاب.

ويلوم العديد من الإيرانيين المرشد الأعلى علي خامنئي بشكل مباشر، وتتم إعادة نشر خطاب قديم له على وسائل التواصل الاجتماعي يبرر فيه دور شرطة الأخلاق، ويصر على أنه في ظل الحكم الإسلامي يجب إجبار النساء على الالتزام بقواعد اللباس الإسلامي.

وتعد الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد واحدة من المظاهرات القليلة ضد ارتداء الحجاب منذ ثورة 1979 التي أنشأت ما يسمى بالدولة الدينية في إيران، أحرقت النساء الحجاب أثناء الاحتجاجات، ودعا البعض إلى إلغاء الحجاب الإجباري.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية